أسرته
--------------------------------------------------------------------------------
ينتمي الإمام أحمد بن محمد بن حنبل إلى بني شيبان. كان أبوه محمد قائداً، وقبل كان جندياً، وقال ابن الجزري: كان أبوه في زي الغزاة.
وكانت أمه كذلك شيبانية، واسمها صفية بنت ميمونة بنت عبد الملك الشيباني. نزل محمد بن حنبل بهم وتزوج بها. وكان جدها عبد الملك من وجوه بني شيبان، تنزل عليه قبائل العرب فيضيفهم.
وجيء بأحمد حملاً من مرو إلى بغداد، توفي أبوه عن ثلاثين سنة، فوليته أمه. ويروى عن أحمد: قُدِم بي من خراسان وأنا حمْل، وولدت هاهنا، ولم أر جدي ولا أبي.
فميلاد أحمد ببغداد، وبها نشأته وطلبه للعلم والحديث. وكانت أسرة الإمام وأسرة والدته تنزل بالبصرة وباديتها، ثم لم يستمر مقامها بها، إذ انتقل جده إلى خراسان، وكان والياً على سرخس في العصر الأموي، ثم عمل في صفوف الدعاة العباسيي، وناله ما ناله بسبب ذلك.
وعمل أبوه في مرو، ثم انتقل إلى بغداد ومات بها، وأحمد طفل، ونشأ يتيماً تشرف عليه أمه، وقد ترك له أبوه ببغداد عقاراً يسكنه، وآخر يغله غلةً ضيئلة.
وبهذا يتضح أن الإمام أحمد من أسرة ذات مجد عريق، وأنه نشأ يتيماً في حضانة أمه، تنفق عليه من مال ضئيل تركه له أبوه.
وعمه هو إسحاق بن حنبل الشيباني (161-253م)، وكان ملازماً في أكثر أوقاته مجلس أحمد، ولعمه ابن اسمه حنبل بن إسحاق بن حنبل الشيباني، توفي عام (273هـ) بواسط.
وكان أحمد له صلة بالخلافة، ويُروى أنه كان يرسل إلى بعض الولاة بأحوال بغداد ليعلم بها الخليفة إذا كان غائباً عنها.
ويُروى عن ابن عمه حنبل أن فقهاء بغداد اجتمعوا في ولاية الواثق وشاوروا الإمام أحمد في ترك الرضى بخلافته، فقال لهم: عليكم بالنكرة في قلوبكم، ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين، وذكر الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: »إنْ ضربك فاصبرْ« أمر بالصبر.