ويعتقد بعض العلماء بأن تريتون وبلوتو مع قمره كارون مجرد أمثلة لأجسام من هذا الحزام، وطبقا للدراسات فيتوقع وجود ما يزيد عن مئة ألف جسم في هذا الحزام يتعدى قطرها الخمسون كيلومتر علاوة علي بلايين المذنبات التي تدور هناك، وقدر العلماء كتلة الحزام بعشر مرات كتلة الأرض.
والحزام يتكون من جزء داخلي على بعد حوالي 50 وحدة فلكية وجزء ثان خارجي تتوزع أجسامه علي بعد 100 وحدة فلكية.
ويعتقد العلماء أن أجسام الحزام تتكوّن من جليد الماء والصخور وبعض المواد العضوية والمعقّدة، ولونها يتدرّج من الرمادي والأحمر وأسطحها غامقة تماماً، وتعكس من ٣ ـ ٢٥% من كميّة الضوء الذي يقع عليها، ودرجة الحرارة ـ ٢٢٠ درجة مئوية ولا تتعدى الصڧر المطلق.
المذنبات في الماضي
انه لمنظر مهيب حقا منظر المذنب الضخم ذي الرأس المتألق والذيل المضيء الممتد بعيدا عبر السماء من السهل أن نفهم كيف أن المذنبات من هذا النوع قد نشرت الرعب في الأزمنة القديمة، حيث كانت المذنبات تعتبر دائما نذيره شؤم، ولم يزل الرعب الذي تثيره في القلوب حيا عند بعض المجتمعات البدائية .
ومما ورد في الوثائق التاريخية الأثرية القديمة ما وجد في التاريخ الصيني من تسجيل يتحدث عن ظهور مذنب هالي في سماء الصين عام 1057 قبل الميلاد .
وكذلك ورد في الوثائق التاريخية القديمة إنه في عام 66م ظهر في سماء القدس جرم معلق في السماء يسطع نوراً وله شكل السيف، وظل يرى لمدة عام كامل وكانوا يعتقدوا إنه يشير إلى غضب الرب مما يرتكبه البشر من ذنوب.
وفي عام 223 هـ الموافق 837 م ظهر في الأفق الغربي من سماء بغداد مذنب تبين في ما بعد أنه مذنب هالي وظل الناس يرونه لمدة أربعين ليلة وكان في تلك السنة قد قرر المعتصم بالله غزو عمورية معقل الروم، فنصحه المنجمون بأن يؤخر حملته حتى غياب المذنب أو إلى حين موعد قطاف العنب والتين لتحقيق النصر على الأعداء، ولكن المعتصم لم يسمع لهم وقاد جيشه إلى عمورية وانتصر وهدم المدينة وأسر كثير من الروم .فقال أبو تمام قصيدته البائية المشهورة والتي قال فيه :
وخوفوا الناس من دهياء مظلمة إذا بـدا الكـوكب الغربـي ذو الذنب
والعلم في شهب الأرماح لامعة بين الخميسين لا في السبعة الشهب
وفي عام 1066م شوهد مذنب يتحرك ببطء وقد رسمه احد فناني العصور الوسطى واعتبره النورمانديون بشارة لهم فغزا وليام الفاتح إنكلترا وقد وصف هذا المذنب في الوثائق النورماندية التاريخية ما يلي :ظهرت علامة في الغرب وهي عبارة عن نجم كبير جدا له أشعة بلون الدم برز مساء بعد مغيب الشمس ومكث في السماء سبعة أيام وأدى ظهوره إلى وقوع حروب داخلية وإلى غزو الكومان المغوليين للأراضي الروسية , إن نجم الدم هذا ينذر دائماً بالقتال