يتواصل الإنسان بالمحيط الخارجي عن طريق الحواس التي يملكها ، وكل سلوك يصدر منه أنما هو نتيجة التفاعل بين الحواس والجهاز الفسيولوجي له ، وهذا الجهاز العصبي ينقسم الى قسمين هما الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي الفرعي ، فالأول يحتوي على المخ والحبل الشوكي وهو مسؤول عن الحركات واستجابات الجسم لمنبهات التي يتلقاها الفرد عن طريق الحواس ، أما الثاني فيتكون من الجهاز العصبي الجسمي والعصبي الذاتي ، وهو مسؤولا عن حمل النبضات العصبية من وإلى الجهاز المركزي ، يحتوى الدماغ على الملايين من المجسات العصبية والمراكز المعقدة من الخلايا العصبية التي تقدر بحوالي 000, 10 مليون خلية عصبية ، والتي تتمركز حولها الملايين من الخلايا العصبية المتنوعة الوظائف ، كل واحدة منها تمتلك شبكة من الأنسجة المجهرية التي ترسل رسائل كهروكيميائية من خلية لأخرى ، وتنقسم التى ثلاثة أنواع رئيسية هي الخلايا العصبية الحسية وتهتم بنقل المنبهات الحسية التي يتلقاها الإنسان الى الجهاز العصبي ، والخلايا العصبية الموصلة ومهمتها نقل النبضات العصبية من خلية لأخرى ، والخلايا العصبية الحركية ومهمتها نقل النبضات العصبية ( الأوامر ) من الجهاز العصبي الى باقي أعضاء الكائن الحي .
ووسيلة الاتصال بينها عبارة عن مواد كيمائية وكهربائية دقيقة ، كل هذه الأجهزة تكون مهيأة لاستقبال أي عارض من مواقف الحياة ، فإذا ما أصاب الشخص مثلا . حادث طارئ فإن تلك المجسات تستقبل هذه القوة الخارجية التي اصطدمت بالجسم عن طريق الحواس المتنوعة ، ثم تنقلها الى الدماغ بصورة سريعة جدا على شكل إشارات عصبية ، مصاحبة بتغيرات كيمائية سريعة ، كل هذه العملية تتم في أجزاء من الثانية الواحدة ،فهي أسرع حتى من حركة إغماض العين ، وبعد تلك المرحلة يبدأ الدماغ بعملية إدراك وتفسير لهذه الإشارات ومعرفة محتواها ، ثم تفسير المشاعر المناسبة لها ، كمشاعر الفرح والبهجة أو مشاعر الغضب والبكاء .
فالدراسات الأخيرة التي خرج بها علماء الأعصاب بجامعة الباما بالولايات المتحدة الأميركية اكتشفوا بأن الأعصاب في حال القلق والتوتر لا تنهار او تتمزق وانما الجهاز العصبي قد يعيش تحت ضغط هائل من المجسات العصبية المحملة و القادمة من الخارج ، فالجهاز العصبي هو المسؤول عن نقل الرسائل من الداخل أو الخارج واليهما عبر الدماغ ومن ثم الى جميع أنحاء الجسم من أنسجة وعضلات .
تقول الدكتورة اليزابيث وايلد في إحدى فصول كتابها ( الانهيار العصبي ) ( نحن مسؤولون في النهاية عن جهازنا العصبي ، حين نعي كيف نستخدمه بشكل فعال ، نحن مسؤولون عما نضع في داخلنا من مؤثرات ، وماذا نحجب عنه من مشاعر سلبية ، ان نظرة واحدة تكشف لنا بأن الجهاز العصبي عبارة عن جهاز دقيق ومصمم على نسق هوائي الرادار ، قادر على إعطائنا قوة هائلة من الإحساس المفيد والخلاق ) يقول تعالى ( وما
أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) ( الشورى 30 )
قال الشاعر أوس بن حجر .
أيتها النفس أجملي جزعا إن الذي تحذرين قد وقعا