وَشَذَّبْنَا قَتَادَةَ مَنْ يَلِيْنَا وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّا
يَكُوْنُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَا مَتَى نَنْقُلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَا
وَلُهْوَتُهَا قُضَاعَةَ أَجْمَعِيْنَا يَكُوْنُ ثِقَالُهَا شَرْقِيَّ نَجْدٍ
فَأَعْجَلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُوْنَا نَزَلْتُمْ مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّا
قُبَيْلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُوْنَا قَرَيْنَاكُمْ فَعَجَّلْنَا قِرَاكُمْ
وَنَحْمِلُ عَنْهُمُ مَا حَمَّلُوْنَا نَعُمُّ أُنَاسَنَا وَنَعِفُّ عَنْهُمْ
وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَا نُطَاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّا
ذَوَابِلَ أَوْ بِبِيْضٍ يَخْتَلِيْنَا بِسُمْرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّيِّ لُدْنٍ
وُسُوْقٌ بِالأَمَاعِزِ يَرْتَمِيْنَا كَأَنَّ جَمَاجِمَ الأَبْطَالِ فِيْهَا
وَنَخْتَلِبُ الرِّقَابَ فَتَخْتَلِيْنَا نَشُقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّا
عَلَيْكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِيْنَا وَإِنَّ الضِّغْنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْدُو
نُطَاعِنُ دُوْنَهُ حَتَّى يَبِيْنَا وَرِثْنَا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَدٌّ
عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَا وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَرَّتْ
فَمَا يَدْرُوْنَ مَاذَا يَتَّقُوْنَا نَجُذُّ رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْرِ بِرٍّ
مَخَارِيْقٌ بِأَيْدِي لاَعِبِيْنَا كَأَنَّ سُيُوْفَنَا منَّا ومنْهُم
خُضِبْنَ بِأُرْجُوَانِ أَوْ طُلِيْنَا كَأَنَّ ثِيَابَنَا مِنَّا وَمِنْهُمْ
مِنَ الهَوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُوْنَا إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَافِ حَيٌّ
مُحَافَظَةً وَكُنَّا السَّابِقِيْنَا نَصَبْنَا مِثْلَ رَهْوَةِ ذَاتَ حَدٍّ
وَشِيْبٍ فِي الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَا بِشُبَّانٍ يَرَوْنَ القَتْلَ مَجْداً
مُقَارَعَةً بَنِيْهِمْ عَنْ بَنِيْنَا حُدَيَّا النَّاسِ كُلِّهِمُ جَمِيْعاً
فَتُصْبِحُ خَيْلُنَا عُصَباً ثُبِيْنَا فَأَمَّا يَوْمَ خَشْيَتِنَا عَلَيْهِمْ
فَنُمْعِنُ غَارَةً مُتَلَبِّبِيْنَا وَأَمَّا يَوْمَ لاَ نَخْشَى عَلَيْهِمْ
نَدُقُّ بِهِ السُّهُوْلَةَ وَالحُزُوْنَا بِرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشْمٍ بِنْ بَكْرٍ
تَضَعْضَعْنَا وَأَنَّا قَدْ وَنِيْنَا أَلاَ لاَ يَعْلَمُ الأَقْوَامُ أَنَّا
فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَا أَلاَ لاَ يَجْهَلَنَّ أَحَدٌ عَلَيْنَا
نَكُوْنُ لِقَيْلِكُمْ فِيْهَا قَطِيْنَا بِاَيِّ مَشِيْئَةٍ عَمْرُو بْنَ هِنْدٍ
تُطِيْعُ بِنَا الوُشَاةَ وَتَزْدَرِيْنَا بِأَيِّ مَشِيْئَةٍ عَمْرَو بْنَ هِنْدٍ
مَتَى كُنَّا لأُمِّكَ مَقْتَوِيْنَا تَهَدَّدُنَا وَتُوْعِدُنَا رُوَيْداً
عَلى الأَعْدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَا فَإِنَّ قَنَاتَنَا يَا عَمْرُو أَعْيَتْ
وَوَلَّتْهُ عَشَوْزَنَةً زَبُوْنَا إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَأَزَّتْ
تَشُجُّ قَفَا المُثَقِّفِ وَالجَبِيْنَا عَشَوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّت
بِنَقْصٍ فِي خُطُوْبِ الأَوَّلِيْنَا فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْرٍ
أَبَاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَا وَرِثْنَا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْفٍ
زُهَيْراً نِعْمَ ذُخْرُ الذَّاخِرِيْنَا وَرَثْتُ مُهَلْهِلاً وَالخَيْرَ مِنْهُ
بِهِمْ نِلْنَا تُرَاثَ الأَكْرَمِيْنَا وَعَتَّاباً وَكُلْثُوْماً جَمِيْعاً
بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُلتَجِينَا وَذَا البُرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْهُ
فَأَيُّ المَجْدِ إِلاَّ قَدْ وَلِيْنَا وَمِنَّا قَبْلَهُ السَّاعِي كُلَيْبٌ
تَجُذَّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِيْنَا مَتَى نَعْقِد قَرِيْنَتَنَا بِحَبْلٍ
وَأَوْفَاهُمْ إِذَا عَقَدُوا يَمِيْنَا وَنُوْجَدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَاراً
رَفَدْنَا فَوْقَ رِفْدِ الرَّافِدِيْنَا وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَزَازَى
تَسَفُّ الجِلَّةُ الخُوْرُ الدَّرِيْنَا وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَى
وَنَحْنُ العَازِمُوْنَ إِذَا عُصِيْنَا وَنَحْنُ الحَاكِمُوْنَ إِذَا أُطِعْنَا
وَنَحْنُ الآخِذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَا وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَا
وَكَانَ الأَيْسَرِيْنَ بَنُو أَبَيْنَا وَكُنَّا الأَيْمَنِيْنَ إِذَا التَقَيْنَا
وَصُلْنَا صَوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْنَا فَصَالُوا صَوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْهِمْ
وَأُبْنَا بِالمُلُوْكِ مُصَفَّدِيْنَا فَآبُوا بِالنِّهَابِ وَبِالسَّبَايَا
أَلَمَّا تَعْرِفُوا مِنَّا اليَقِيْنَا إِلَيْكُمْ يَا بَنِي بَكْرٍ إِلَيْكُمْ
كَتَائِبَ يَطَّعِنَّ وَيَرْتَمِيْنَا أَلَمَّا تَعْلَمُوا مِنَّا وَمِنْكُمْ
وَأسْيَافٌ يَقُمْنَ وَيَنْحَنِيْنَا عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِي
تَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُوْنَا عَلَيْنَا كُلُّ سَابِغَةٍ دِلاَصٍ
رَأَيْتَ لَهَا جُلُوْدَ القَوْمِ جُوْنَا إِذَا وَضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْماً
تُصَفِّقُهَا الرِّيَاحُ إِذَا جَرَيْنَا كَأَنَّ غُضُوْنَهُنَّ مُتُوْنُ غُدْرٍ
عُرِفْنَ لَنَا نَقَائِذَ وَافْتُلِيْنَا وَتَحْمِلُنَا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُرْدٌ
كَأَمْثَالِ الرِّصَائِعِ قَدْ بَلَيْنَا وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثاً
وَنُوْرِثُهَا إِذَا مُتْنَا بَنِيْنَا وَرِثْنَاهُنَّ عَنْ آبَاءِ صِدْقٍ
نُحَاذِرُ أَنْ تُقَسَّمَ أَوْ تَهُوْنَا عَلَى آثَارِنَا بِيْضٌ حِسَانٌ
إِذَا لاَقَوْا كَتَائِبَ مُعْلِمِيْنَا أَخَذْنَ عَلَى بُعُوْلَتِهِنَّ عَهْداً
وَأَسْرَى فِي الحَدِيْدِ مُقَرَّنِيْنَا لَيَسْتَلِبُنَّ أَفْرَاساً وَبِيْضاً
قَدْ اتَّخَذُوا مَخَافَتَنَا قَرِيْناً تَرَانَا بَارِزِيْنَ وَكُلُّ حَيٍّ
كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتُوْنُ الشَّارِبِيْنَا إِذَا مَا رُحْنَ يَمْشِيْنَ الهُوَيْنَا
بُعُوْلَتَنَا إِذَا لَمْ تَمْنَعُوْنَا يَقُتْنَ جِيَادَنَا وَيَقُلْنَ لَسْتُمْ
خَلَطْنَ بِمِيْسَمٍ حَسَباً وَدِيْنَا ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بِنْ بِكْرٍ
تَرَى مِنْهُ السَّوَاعِدَ كَالقُلِيْنَا وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَرْبٍ
وَلَدْنَا النَّاسَ طُرّاً أَجْمَعِيْنَا كَأَنَّا وَالسُّيُوْفُ مُسَلَّلاَتٌ
حَزَاوِرَةٌ بِأَبطَحِهَا الكُرِيْنَا يُدَهْدِهنَ الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهْدَي
إِذَا قُبَبٌ بِأَبطَحِهَا بُنِيْنَا وَقَدْ عَلِمَ القَبَائِلُ مِنْ مَعَدٍّ
وَأَنَّا المُهْلِكُوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَا بِأَنَّا المُطْعِمُوْنَ إِذَا قَدَرْنَا
وَأَنَّا النَّازِلُوْنَ بِحَيْثُ شِيْنَا وَأَنَّا المَانِعُوْنَ لِمَا أَرَدْنَا
وَأَنَّا الآخِذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَا وَأَنَّا التَارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَا
وَأَنَّا العَازِمُوْنَ إِذَا عُصِيْنَا وَأَنَّا العَاصِمُوْنَ إِذَا أُطِعْنَا
وَيَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَا وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً
وَدُعْمِيَّا فَكَيْفَ وَجَدْتُمُوْنَا أَلاَ أَبْلِغْ بَنِي الطَّمَّاحِ عَنَّا
أَبَيْنَا أَنْ نُقِرَّ الذُّلَّ فِيْنَا إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفاً
وَظَهرَ البَحْرِ نَمْلَؤُهُ سَفِيْنَا مَلأْنَا البَرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّا
تَخِرُّ لَهُ الجَبَابِرُ سَاجِديْنَا إِذَا بَلَغَ الفِطَامَ لَنَا صَبِيٌّ