بعد موت الإسكندر الأكبر فى عام 323 ق.م. تم تقسيم الإمبرطورية بالتراضى بين حكام الأقاليم. طالب بطلميوس بن لاجوس المقدونى بحكم مصر، وقد حصل على ذلك واستطاع أن يؤسس أسرة البطالمة، وهى الأسرة التى حكمت مصر فى الفترة مابين عامى 323-30 ق.م.
وقد استمر البطالمة فى إتباع التقاليد المصرية القديمة، فكانوا هم أصحاب الأرض وملاك كل شىء، كما أنهم كانوا مقدسون ومؤلهون، وكان الملك البطلمى هو الدولة، ونضيف إلى ذلك أن البطالمة الأوائل كانوا متميزين فى فن الإدارة، وبفضلهم عم الرخاء مصر.
فقد اتخذ بطلميوس الأول من القوات التى تركها الإسكندر فى مصر نواة لبناء قواته المسلحة، واستطاع بناء جيش وأسطول بحرى قويين. كما إهتم بطلميوس الأول بالجوانب الدينية، فأنشا عبادة جديدة موحدة للتقريب بين المصريين واليونانيين، حتى لا يكون الدين سبباً فى إثارة القلاقل، بالاضافة الى ذلك بنيت فى عهده مدينة الأسكندرية ونقل العاصمة والحكم اليها.
كما ازدهر حكم البطالمة فى عهد بطلميوس الثانى والثالث فى حميع النواحى السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، فقد بنى بطلميوس الثانى مكتبة الأسكندرية والتى جعلت من الاسكندرية مقصداً لوفود الباحثين والدارسين من علماء وأدباء، كما بنى بجوارها المعهد الذى كان يستقبل العلماء. واهتم بطلميوس الثانى بالإقتصاد والتجارة، فبنى فنار الاسكندرية ليكون مرشداً للسفن التى تأتى إلى الاسكندرية.
واصلت مصر إزدهارها فى عهد بطلميوس الثالث، الذى شيد المعابد وقام بترميم القديم منها، وقام بحركة معمارية لم يسبق لها مثيل من قبل. فقد قام بتطوير المكتبة وزودها بالكتب، وأصبحت الأسكندرية تتبوأ مكان الصدارة بين عواصم العالم القديم.
ثم بدأ الضعف يدب فى أسرة البطالمة منذ عهد بطلميوس الرابع، الذى كان يهتم بشهواته وملذاته، بالاضافة الى قيام ثورات المصريين ضده، واستمرت الأسرة على هذا الحال الى أن دخل الرومان مصر فى عام 30 ق.م وأصبحت مصر ولاية رومانية.