د/شريف عبدالمنعم
خلال فعاليات الدورة الشرعية المكثفة لمشروع "علماء المستقبل" الذي ينظمه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ألقى الدكتور محمد هيثم الخياط أولى محاضراته بالدورة ـ يوم الجمعة 24 إبريل 2009ـ وتحدث فيها عن لغة القرآن الكريم، مؤكدا أننا يجب أن نفهم كتاب الله عز وجل كما أنزل دون أن نفرض عليه المعاني الحداثية.
وأوضح أن مرجعية المسلمين الوحيدة هي القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، وأمر الله تبارك وتعالى بالرجوع إليهما حين التنازع، وأن القرآن هو الآية الكبرى التي أنزلها الله على الرسول- صلى الله عليه وسلم- ليكون بينة على رسالته، وهذه البينة هي التي ستبقى إلى يوم الدين.
وأكد الدكتور هيثم الخياط على أننا لا بد أن نفهم معاني كلمات القرآن كما كان يفهمها العرب يوم أنزل القرآن، حيث يقول تعالى "فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ" [مريم: آية97]، ونخرج من هذه الآية الكريمة بفائدتين: أن القرآن الكريم مُيسَر للفهم، وأنه نزل بلسان الرسول الذي كان يتحدث به العرب.
وأضاف الدكتور الخياط أن هناك مشكلة كبيرة يواجهها المسلمون حاليا، وهي أن بعض العلماء قد ابتعدوا عن المعاني الأصلية في بعض مواضع القرآن الكريم، وحاولوا أن يفرضوا المعنى الحداثي على الآيات.
وقد بالغ بعض العلماء في فرض تلك المعانى الحداثية على بعض النصوص القرآنية لاستخدامها فيما أسموه بـ "الإعجاز العلمي"، رغم أن كلمة "الإعجاز" لم ترد في القرآن إلا بمعنى البينة والسلطان.
وشدد على أنه لا يوجد إعجاز علمي ثابت في القرآن الكريم؛ لأن العلم يحتمل الشك، وتطبيق النص كما فهمناه ينبغي أن يقودنا إلى التفسير العلمي للآيات والذي يختلف بحسب المفسرين، دون أن نقصر معاني الآيات على شواهد علمية معينة قد تكون صوابا اليوم ويثبت خطؤها غدا.
وعليه فإن التدبر والتفكر في الآيات لا بد أن يدخل في باب التفسير على إطلاقه، سواء كان علميا أو غير علمي، أما قصر التدبر في الآيات على كيفية إثبات "الإعجاز العلمي" لها فإن هذا الأمر غير مقبول؛ لأنه سوف يحصر تفسير الآيات في نطاق ضيق ومحدود ويحتمل الشك.
استمع إلى المحاضرة
حقائق .. حول تطبيق الشريعة والحدود
هزيمة النظريات المادية
ابن قتيبة.. أديب الفقهاء ومحدث الأدباء
معنى الفقه
فتاوى اقتصادية للشيخ القرة داغي
تم