قسم الجغرافيون غطاء الأرض النباتي إلى أقسام مختلفة يعرف كل منها بالإقليم النباتي الذي يتميز عن غيره وتطابق هذه الأقسام- إلى حد كبير- المناطق المناخية الحرارية التي سبق أن درستها. وهذه الأقاليم هي:
1- إقليم النباتات الحارة.
2- إقليم النباتات المعتدلة الدافئة.
3- إقليم النباتات المعتدلة الباردة.
4- إقليم النباتات القطبية.
5- إقليم النباتات الجبلية.
وللنباتات الطبيعية مجموعات رئيسية تنحصر في الأنواع الكبرى الآتية:
1- الغابات: وهي إما غابات حارة أو غابات معتدلة أو غابات باردة.
2- الحشائش: وهي إما حشائش حارة أو حشائش معتدلة أو حشائش باردة.
3- نباتات الصحاري: وهي التي تنمو في صحاري حارة أو صحاري معتدلة أو صحاري جليدية (تندرا).
العوامل التي تؤثر في نمو النبات:
تتأثر النباتات بعدة عوامل تغير من شكلها وحجمها وكثافتها ولونها وسرعة نموها تأثيراً واضحاً وأهم هذه العوامل هي: المناخ والتضاريس والتربة.
أولاً - المناخ :
يشمل العامل المناخي ثلاثة عناصر ضرورية لحياة النبات وهي: الأمطار والحرارة والضوء.
أ - الأمطار : ولها دور كبير في تحديد نوع وكمية الغطاء النباتي في الإقليم، فكلما توفرت مياه الأمطار في منطقة ما أدى ذلك إلى ظهور حياة نباتية غنية، ففي المنطقة الاستوائية حيث تكثر الأمطار نجد غطاء نباتيا كثيفا، أما المناطق الصحراوية حيث تقل الأمطار تقل تبعا لذلك النباتات أو تنعدم . وهذا يوضح أن الأقاليم ذات الأمطار الغزيرة هي غالباً نفس الأقاليم التي تتميز بحياة نباتية غنية.
ب : الحرارة : تعتبر الحرارة من العناصر اللازمة للنبات وبدونه لا يكون هناك نمو أبداً، ثم إن لكل نبات درجة حرارة خاصة به بحيث إذا زادت أو نقصت هلك النبات.
ج : الضوء : يعتبر ضوء الشمس بغض النظر عن حالة الجو من أهم العناصر الضرورية لنمو النبات، فقد ثبت بالتجارب أنه كلما ازداد تعرض النبات للضوء كلما اشتد نموه وكبر حجمه، كما أنه ثبت بالتجارب أيضًا أن نمو النبات يقف أو يتعطل في فترات الظلام، ويدل على ذلك أن النباتات التي تنمو في جهات يطول فيها النهار تكون أكثر نموًا من غيرها.
ثانياً - التضاريس :
لو نظرنا في حقيقة أمر هذا العامل لوجدناه عاملًا مناخيًا، لأن الأماكن المرتفعة تكون أبرد من الجهات المنخفضة، وعلى ذلك تكون النباتات التي تنمو في الأجزاء الممتدة من أسفل الجبل إلى قمته مختلفة تبعًا للحرارة أو البرودة التي تصيبها.
ثالثاً - التربة :
ويقصد بها الغطاء السطحي للقشرة الأرضية المكون من مواد مفتتة لينة سواء في السهول أو الصحاري أو الجبال الرملية، وهناك أنواع مختلفة من التربة منها ما هو تربة مسامية كالتربة الرملية وتربة طينية مسامها خفيفة، وتربة طفلية مسامها متوسطة.
ولكل تربة خصائصها التي تلائم أنواعًا معينة من النبات، فلا تصلح إلاَّ لها ولا تنمو في غيرها.
الغابات
أولاً : الغابات الاستوائية :
توجد هذه الغابات في الإقليم الاستوائي الذي يمتد بين خطي عرض 5 ْ شمالاً و 5 ْ جنوبًا ويتميز مناخه بأنه حار رطب ممطر طول العام.
وهذا الإقليم هو أشد جهات العالم حرارة وأغزرها مطرًا، وتنمو فيه أشجار كثيفة ضخمة دائمة الخضرة، وهى عالية ومتشابكة تتسلق عليها نباتات طفيلية ذات أزهار زاهية الألوان، وأشجار الغابات الاستوائية متنوعة بحيث لا توجد في البقعة الواحدة أشجار متجانسة. ومن أشجار هذه المجموعة: شجر المطاط، والماهوجني وغيرها ذات الأخشاب الثمينة، وهذه الأشجار ذات قيمة اقتصادية مهمة.
ثانياً : الغابات المدارية :
تمتد هذه الغابات بعد غابات الإقليم الاستوائي مباشرة شمالاً وجنوبًا، مكوّنة الإقليم المداري وهذا الاقليم يمتاز بأنه حار ممطر جداً في فصل الصيف، دافئ جاف في فصل الشتاء. وتمتاز هذه الغابات بأنها أقل من الغابات الاستوائية بحيث تسمح للأعشاب والحشائش بالنمو في بعضا جهاتها. ومن أهم أشجارها الكينا، والكافور وغيرها.
ثالثًا: الغابات المعتدلة - وتقسم إلى نوعين:
1- أشجار البحر المتوسط : يشغل إقليم البحر المتوسط المناخي الأجزاء الغربية من سواحل المنطقة المعتدلة الدفيئة (انظر الخريطة شكل 39) وتقع بين دوائر عرض 30 ْ- 40 ْ شمالا، و30 ْ- 40 ْ جنوباً في غرب القارات فقط.
من مميزات هذا الإقليم المناخية أنه حار جاف صيفا ودافئ ممطر شتاء ورياحه تجارية عديمة المطر صيفا، وعكسية ممطرة شتاء.
وتنمو به أشجار وشجيرات دائمة الخضرة تتحمل الحرارة وتستطيع أن تقاوم الجفاف بما تدخره في أوراقها من عصارات وبما لها من جذور طويلة غائرة في التربة، وتنمو غابات الزيتون والبلوط والجوز والقسطل.
رابعاً : الغابات الباردة : وتقسم إلى نوعين :
1- الغابات النفضية : إن الإِقليم الرئيسي للغابات النفضية هو الحافة الغربية للقارات من المنطقة المعتدلة.
وهذه المناطق واقعة بين خطي عرض 40 ْ-60 ْ شمالاً وجنوبًا، (انظر الخريطة رقم 40). ويتميز مناخها بأنه معتدل صيفًا وبارد شتاء، وممطر طول العام لتعرضه للرياح العكسية.
وهذا المناخ ملائم لنمو الغابات النفضية، وسميت كذلك لأن أوراقها تتأثر بالصقيع وتسقط، والغابات النفضية في غرب أوربا تنفض أوراقها في فصلي الخريف والشتاء لتقي نفسها من البرد والصقيع. وتنمو في هذا الإقليم أشجار ذات أخشاب جيدة مثل: البلوط والزان والبتولا.
2- الغابات المخروطية : تسود الغابات الصنوبرية المناطق التـي تقع في نفس العروض السابقة (40 ْ- 60 ْ) شمالاً وجنوبًا، وخاصة شمال قارات أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية، (انظر الخريطة رقم 40). ومناخ منطقة الغابات الصنوبرية معتدل صيفًا وبارد شتاء، وقليل المطر صيفًا وشتاء ولكن ذوبان الجليد في الربيع والصيف يساعد على نمو الغابات.
وتمتاز أشجارها وأوراقها وثمارها بأنها مخروطية الشكل، وقد تكون أوراقها إبرية الشكل كأشجار الصنوبر والسرو والشربين وغيرها.