قال تباركت أسماؤه:
{وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (الجاثـية:5)
هناك أسرار علمية كثيرة موجودة في القرآن الكريم تبدو وكأنها خطابات اعتيادية، وهذا ناتج عن قلة علمنا وعن جهلنا. فإذا كانت الآية تنتهي بتعابير أمثال (إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون)أو (لقوم يتفكرون)…الخ فلا بد من وجود حقائق علمية غير اعتيادية في تلك الآية. ولنأخذ مثلا القسم الأخير من هذه الآية والمتعلق بالرياح.
لنر أولا كيف تتكون الرياح.
إن المعلومات البسيطة التي يعرفها الجميع عن تكوّن الرياح هي:
"ان الرياح تتكون نتيجة تغير درجات الحرارة في المراكز والأقاليم المختلفة ". وهذا تعريف مبسط جدا وناقص كثيراً. فنحن نعلم أن الرياح تتكون في جميع أنحاء العالم وباتجاهات مختلفة، وان تنقية الهواء الملوث لمدننا تعتمد على هبوب هذه الرياح. وهذه الرياح تشكل بمجموعها منظومة رائعة تقوم بسوق الغيوم إلى مراكز السكنى وبتنقية هوائها أو إذابة جليدها أو تجميد مائها. أي هي منظومة رائعة ومدهشة.
إذن كيف يجب أن تتشكل مراكز البرودة، الحرارة، أو نظام الجبهات بتعبير أدق لكي تصل نعم الحياة إلى مراكز السكنى هذه ؟.
يحاول الملاحدة تبسيط الموضوع وكأنهم لا يرون هذا النظام الرائع، لذا نراهم يختصرون موضوع الرياح وأسرارها ويبسطونها تبسيطا مخلا، فينزلون به إلى مجرد اعتباره ناتجا عن وجود مراكز للحرارة وللبرودة على سطح الأرض. ولكن الله تعالى يدحض فكرتهم هذه في القرآن الكريم فيقول إن في تصريف الرياح آيات لقوم يعقلون.