الكناية أبلغ من التصريح
رَوى الشيخ الطوسي ( رحمه الله ) في كتابه المُسمى بـ " الأمالي " أنهُ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ : وَلَّى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ كَعْبَ بْنَ سُورٍ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ ، وَ كَانَ سَبَبَ ذَلِكَ أَنَّهُ حَضَرَ مَجْلِسَ عُمَرَ فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ .
فَقَالَتْ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ زَوْجِي صَوَّامٌ قَوَّامٌ .
فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّ هَذَا الرَّجُلُ صَالِحٌ ، لَيْتَنِي كُنْتُ كَذَا !
فَرَدَّتْ عَلَيْهِ الْقَوْلَ [1] .
فَقَالَ عُمَرُ ، كَمَا قَالَ .
فَقَالَ كَعْبُ بْنُ سُورٍ الْأَزْدِيُّ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهَا تَشْكُو زَوْجَهَا بِخَيْرٍ ، وَ لَكِنْ تَقُولُ إِنَّهَا لَا حَظَّ لَهَا مِنْهُ .
فَقَالَ : عَلَيَّ بِزَوْجِهَا ، فَأُتِيَ بِهِ .
فَقَالَ : مَا بَالُهَا تَشْكُوكَ ، وَ مَا رَأَيْتُ أَكْرَمَ شَكْوَى مِنْهَا !
قَالَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي امْرُؤٌ أَفْزَعَنِي مَا قَدْ نَزَلَ فِي الْحِجْرِ وَ النَّحْلِ وَ فِي السَّبْعِ الطِّوَالِ !
فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ : إِنَّ لَهَا عَلَيْكَ حَقّاً يَا بَعْلُ ، فَأَوْفِهَا الْحَقَّ وَ صُمْ وَ صَلِّ .
فَقَالَ عُمَرُ لِكَعْبٍ : اقْضِ بَيْنَهُمَا .
قَالَ : نَعَمْ ، أَحَلَّ اللَّهُ لِلرِّجَالِ أَرْبَعاً ، فَأَوْجَبَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ لَيْلَةً ، فَلَهَا مِنْ كُلِّ أَرْبَعِ لَيَالٍ لَيْلَةٌ ، وَ يَصْنَعُ بِنَفْسِهِ فِي الثَّلَاثِ مَا شَاءَ .
فَأَلْزَمَهُ ذَلِكَ .
وَ قَالَ عُمَرُ لِكَعْبٍ : اخْرُجْ قَاضِياً عَلَى الْبَصْرَةِ ، فَلَمْ يَزَلْ عَلَيْهَا حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانَ