الدميري
* هو كمال الدين محمد بن موسى بن عيسى بن على الدميري (أبو البقاء) ولد عام 742هـ / 1341م في بلدة دميرة في الوجه البحري بجمهورية مصر العربية وبالتحديد تابعة لمركز طلخا في محافظة الدقهلية(حاليا) والدليل على نسبه لهذه القرية هو وجود مسجد في هذه القرية باسمه والمسجد مازال موجود إلى الآن ويقام احتفال سنوي في القرية لهذا العالم الجليل وتوفي عام 808هـ / 1405م بالقاهرة ويقال انه عاش فترة في مكة والمدينة.
* كان باحث ، أديب ، من فقهاء الشافعية, كان يتكسب بالخياطة ثم أقبل على العلم وأفتى ودرس، كانت له في الأزهر حلقة خاصة، ومن أهم مؤلفاته والتي مازالت موجودة حتى الأن واعيد طبعها اكثر من مرة موسوعة(حياة الحيوان الكبرى).
موسوعة حياة الحيوان الكبرى
رغم تعدد مؤلفات الدميري في الحديث والفقه، إلا أن كتاب "حياة الحيوان الكبرى" هو الأشهر بين مؤلفاته، إذ يعد أول مرجع شامل في علم الحيوان باللغة العربية. وقد جمع مادته من 560 كتاب، و199 ديوان شعر. ويقع الكتاب في جزئين ورتب على حروف الهجاء، حيث يتناول كل حيوان على حده. ويشمل الكتاب 1069 مادة وفيها نجد مادة لغوية ووصفية وبيولوجية وأحكام شرعية بالنسبة للحيوانات ومنتجاتها، بل ويتعدى ذلك إلى تفسير رؤية الحيوانات في المنام.
ورغم أن الكتاب يحتوي بعض الخرافات والأحكام غير العلمية، إلا أن ملاحظات الدميري الدقيقة لطبائع الحيوانات وأساليب معيشتها وسلوكها تجعله يتفوق على كتاب "الحيوان" للجاحظ.
كما أن الكتاب يصور حياة الحيوان بصورة جلية واضحة لا يشوبها شيء من الكدرة و لا يعبرها موجة من الغبرة , مطرزة بالأمثلة و مدعمة بالشواهد الشعرية و الروايات النثرية.
وعلى حد قول أحد المستشرقين فان الكتاب "نبع فياض من الحكمة العربية والإسلامية، زاخر بقواعد الفقه والتشريع، والأحاديث النبوية، والفنون الأدبية، والأمثال، تدفقت من مشارب شتى ومصادر مختلفة في معين واحد".
وقد قام الكاتب بالحديث عن الحيوانات بطريقة أبجدية حيث بدأ من حرف أ وانتهى عند الياء, قد جمع الكتاب لكل حيوان اسماً و يذكر ألقابه و كناه التي كان الناس ينعتونه بها وعلى سبيل المثال: البرغوث : من ألقابه البرغش
البغل : أبو الحرون
الأتان ( أنثى الحمار ) - و قد ذكر أن بعض العرب يسمي أنثى الحمار حمارة.
الخنفساء : أم الأسود وأم مخرج وأم اللـجاج.
الفأرة : أم خراب.
وأيضا من أهم مؤلفاته : النجم الوهاج في شرح المنهاج
نموذج من كتاب حياة الحيوان:
عن الأرضة (النمل الأبيض) قال: الأرضة بفتح الهمزة والراء والضاد المعجمة، دويبة صغيرة كنصف العدسة تأكل الخشب وهي التي يقال لها السرفة بالسين والراء المهملة والفاء وهي دابة الأرض التي ذكرها الله تعالى في كتابه، ولما كان فعلها في الأرض أضيفت إليها قال القزويني في الأشكال إذا أتى على الأرضة سنة نبت لها جناحان طويلان تطير بهما وهي دابة الأرض التي دلت الجن على موت سليمان عليه السلام، والنمل هدوها وهو أصغر منها فليأتيها من خلفها فيحملها ويمشي بها إلى حجره وإذا أتاها مستقبلاً لا يغلبها لأنها تقاومه انتهى.
ومن شأنها أنها تبني لنفسها بيتاً حسناً من عيدان تجمعها مثل غزل العنكبوت منخرطاً من أسفله لإلى أعلاه وفي إحدى جهاته باب مربع وبيتها ناووس ومنها تعلم الأوائل بناء النواويس على موتاهم.
وموسوعة حياة الحيوان الكبرى اعيد طباعتها مؤخرا بطريقة جميلة جدا في مصر وهي عبارة عن عشرة أجزاء كل جزء مستقل في كتاب.
اعتقد انكم تعرفتم عليه ويمكنكم التعرف عليه أكثر من خلال مؤلفاته