لقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز النحل كما سما الله سورة كاملة باسم سورة النحل فالله سبحانه وتعالى يريد أن يلفت انتباهنا إلى عظمة هذا المخلوق الصغير والذي تتجلى فيه قدرة الله تعالى .
الإعجاز العلمي:
تدل الآيات إلى عدة نواحي علمية منها :
1. أن هناك فصائل برية من النحل تسكن الجبال وتتخذ من مغاراتها مأوى لها، وأن منه سلالات تتخذ من الأشجار سكناً بأن تلجأ إلى الثقوب الموجودة في جذوع الأشجار وتتخذ منها بيوتاُ تأوي إليها، ولما سخر الله النحل لمنفعة الإنسان أمكن استئناسه في حاويات من الطين أو الخشب و لقد تبين لعلماء الحشرات أن النحل يقوم بهذا السلوك بشكل فطري أي لا نتيجة معارف مكتسبة و هذا مصداق لقوله تعالىوَأَوْحَى رَبُّكَ إلى النَّحْلِ فالإيحاء هو الإعلام بخفاء و هذا لا يتم إلا من خلال خالقها الله سبحانه و تعالى .كذلك تبين أن النحل تطير لارتشاف رحيق الأزهار، فتبتعد عن خليتها آلاف الأمتار، ثم ترجع إليها ثانية دون أن تخطئها وتدخل خلية أخرى غيرها، علما بأن الخلايا في المناحل تكون متشابهة ومرصوصة بعضها إلى جوار بعض، و ذلك من خلال ما حباها الله من حواس متطورة من بصر و شم و هذا ما سوف نعرج عليه لاحقاً و هذا مصداق لقوله تعالى فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً أي سيري في السبل التي ذللها الله لك من خلال ما و هبك الله من الحواس المعقدة و علمك من المهارات والغرائز.
نظرة فاحصة إلى جسم النحلة :
يتكون جسم النحلة كسائر أجسام الحشرات الأخرى من ثلاثة أجزاء، هي :
الرأس، والصدر، والبطن .
الرأس :
ويقع في مقدمة جسم النحلة، وللنحلة- في رأسها- نوعان من العيون، النوع الأول يسمى بالعيون المركبة، وهما اثنتان، وتقعان على جانبي الرأس، ويتكونان من آلاف من العدسات المتصلة ببعضها، وتستخدمها النحلة في الرؤية لمسافات بعيدة عندما تكون خارج الخلية، وفى رؤية الضوء فوق البنفسجي الذي لا تراه عين الإنسان، وهذه ميزة كبيرة تمكن النحلة من رؤية ألوان بعض الزهور، التي لا ترى إلا تحت الضوء فوق البنفسجي .
أما النوع الثاني من العيون فيسمى العيون البسيطة، وعددها ثلاثة، وتحتل أعلى الرأس، وتستخدمها النحلة في رؤية الأشياء القريبة، وحاسة الإبصار عند النحلة قوية جدًّا، كما يمكنها تمييز جميع الألوان عدا اللون الأحمر، وفى مقدمة رأس النحلة يوجد قرنان للاستشعار، تستخدمهما النحلة في تحسس الأشياء وتذوقها، كما أن لها فمًا ذا فك قوى للمضغ، ولسانًا يسمى "خرطومًا" له طرف يشبه الملعقة، تستخدمه في امتصاص رحيق الأزهار .
الصدر :
ويوجد فيه أربعة أجنحة رقيقة وشفافة، جناحان على كل جانب من جانبي الصدر، وعندما تطير النحلة فإنها تصدر صوتًا مميزًا يسمى "الأزيز"، وتستطيع النحلة أن تحرك أجنحتها بسرعة كبيرة جدًّا، تبلغ نحو أربعمائة مرة في الثانية، ويوجد أسفل الأجنحة ست أرجل، ثلاث منها على كل جانب من جانبي الصدر .
البطن :
وفيه عدد من الأجزاء المهمة جدًّا للنحلة، مثل كيس العسل أو حوصلة العسل، وهى عبارة عن معدة إضافية تخزن فيها النحلة الرحيق الذي تمتصه من الأزهار بلسانها، كما يوجد في هذا الجزء الخلفي بعض الغدد التي تصنع الشمع المهم لبناء الخلية، وفى نهاية البطن يوجد طرف مدبب تستخدمه النحلة في حماية نفسها وخليتها من الأعداء .
مجتمع النحل عائلة واحدة :
يعيش النحل في جماعات كبيرة يتراوح عددها ما بين (50000) إلى (60000) نحلة، وقد يصل عدد النحل في الخلية الواحدة في بعض الأحيان إلى (80000) نحلة، وتسكن كل جماعة من النحل في بيت خاص بها تصنعه بنفسها يسمى الخلية، وقد يبنى النحل بيته في الجبال أو على الأشجار أو في خلايا خاصة من صنع الإنسان .
حواس النحل :
قال تعالى : (فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً ) لقد زود الله سبحانه وتعالى النحلة بحواس تساعدها في رحلة الاستكشاف لجمع الغذاء فهي مزودة بـ :
1. بحاسة شم قوية عن طريق قرني الاستشعار في مقدمتها.
2. وبعيون متطورة يمكنها أن تحس بالأشعة فوق البنفسجية، لذلك فهي ترى ما لا تراه عيوننا، مثل بعض المسالك والنقوش التي ترشد وتقود إلى مختزن الرحيق ولا يمكننا الكشف عنها إلا بتصويرها بالأشعة فوق البنفسجية.
عيون النحل
وللنحل نوعان من العيون :
1. العيون المركبة :
وهما اثنتان تقعان على جانبي رأس النحلة، وتتألف من بضعة آلاف من الوحدات البصرية . وهي سداسية الأضلاع، وتستخدم العيون المركبة في الرؤية لمسافات بعيدة عندما تكون النحلة خارج الخلية . ولها القدرة على تمييز ذات الألوان التي تميزها عين الإنسان باستثناء اللون الأحمر . إضافة إلى كونها حساسة للأشعة فوق البنفسجية . وتضم العين المركبة في الذكر ضعف عدد الوحدات البصرية التي تؤلف عين الشغالة . ولذلك يلاحظ أن عيني الذكر ضخمتان جدا، وهذا ما يتيح للذكر إمكانية متابعة الملكة خلال رحلة طيران الزفاف الملكي .
2. العيون البسيطة :
وعددها ثلاث تحتل أعلى الرأس، وتستخدمها النحلة في الرؤية القريبة والإضاءة الخافتة داخل الخلية . فليس لدى النحل نظارات كما يستخدمها الإنسان للبعيد والقريب، ولكن الله خلق فيها نوعين من العيون التي تستخدمها حسب الحاجة .
(هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (لقمان:11).
لقد وجد العلماء أن النحلة تستخدم الأشعة الفوق بنفسجية للرؤية، وهذه الأشعة تتميز بأن موجاتها قصيرة، لذلك تستطيع النحلة الرؤيا بشكل أسرع بكثير من الإنسان. لأنه يجب عليها التمييز بسرعة أثناء طيرانها من أجل البحث عن غذائها بين الزهور.
- والنحلة عندما تشاهد فيلم فيديو، فإنها لا ترى إلا صوراً ثابتة، لأن سرعة الرؤية لديها أكبر من الإنسان، ولذلك فإن الصور المتتالية والتي لا تميزها أعيننا فنراها وكأنها تتحرك، فإن النحلة تميز هذه الصور صورة صورة.
* سرعة المعالجة عن النحلة:
- يقول العلماء إن النحلة تستطيع القيام بمليون مليون عملية حسابية في الثانية الواحدة، وهذا يعدّ أسرع من أي جهاز كمبيوتر في العالم [Byte Magazine, October, 1992]
المصدر:
http://images.google.com.eg/imgres?imgurl=https://2img.net/r/ihimizer/img266/8360/h11nt2.jpg&imgrefurl=http://forums.2dab.org/showthread.php%