تعودنا في حياتنا اليوميه ان نفرق في جهودنا بين الجهد والهزل؛علي اساس العمل الذي يستهدف الفائده المديه وما يمكن ان يؤثر علي قيمه هذا الجهد,لكننا اذا نظرنا الي السلوك الانساني المتكامل,فاننا نجد ان للفكاهة والهذل اثرهما علي صحه الانسان,اي ان لهما قيمه ايجابيه تعين الفرد والجماعه علي التخلص من المتاعب,وتخليص المزاج من الكأبه والضيق.
والملمح الاول للفكاهة هو الضحك ,ومعظم الذين تلأملو في ظاهره الضحك ادركوا العلاقه الوثقي بينه وبين الحياه,حتي اصبح من المشهورلن الانسان حيوان ضاحك؛ذلك لان هذه الحقيقه من اهم ما يفرق بين الانسان وبين الحيوان بصفه عامه.
والمهم في ادراك وظيفه الضحك هو التعرف علي الحفز المباشر له,يقول الاستاذ عباس محمودالعقاد في كتابه((جحا الضاحك المضحك))هناك ضحك السرور والرضا,وهناك ضحك السخريه والازدراء,وهناك ضحك الكزاح والطرب,وهناك ضحك العجب والاعجاب,وهناك ضحك العطف والموده,وهناك ضحك الشماته والعداوه,وهناك ضحك المفجأه والدهشه,وهناك ضحك المقرور,وهناك ضحك السذاجه والبلاهة ,وما يختاره الضحك,وماينبعث منه علي غير اضطرار,بل ربما كان لكل مضحكه في هذه المضحكات الوان لا تتشابه في جميع الاحوال.
والضحك تعبير صدق علي الطيبه ورضا النفس, وله تأثير كبيرفي تلطيف المزاج,ورقه الطبع وأقر احد علاماء الطب الالمان بأن الانسان كلما ضحك اضاف مده الي عمره,وأن نزول نضحك علي بلدة اجدي علي الصحه العامه فيهال من عشرين حمل من الادويه,والضحك يؤثر علي الحسم ولعقل معا ,ويساعد علي الهضم, ويقوي دوره الدم ,ويزيد افراز العرق,ويرفع القدره عل كل اعضاء الجسم.
والفكاه المأثوره في الاسلام هي التي تترفع عن بذيء القول,والكلام الرذيل,والنيل من الناس,اذ لا فرق بين جحر اللسان وجحر اليد,علي تعبير القلقشندي,وقالو:اياك ,وما يستقبح من الكلام؛فأنه ينفر منك الكرام,ويجسر عليك اللئام.