ابتسمت (سمّار) بوجه أخيها احمد وشكرته على علبة الألوان التي أهداها لها بمناسبة نجاحها في المدرسة, فهي متفوقة في دروسها وتحب الرسم.
فتحت (سمّار) دفتر الرسم وأمسكت احد الأقلام الملونة لترسم به , لكنها فوجئت حينما صرخ القلم بين أصابعها قائلا :
- لا أريد أن تضيّعي لوني الجميل على الورقة .
فكرت (سمّار) قليلا وهي تستمع الى القلم , وبهدوء أمسكت قلما آخر ففعل مثلما فعل القلم الأول … ثم تناولت القلم الأخضر فأخرجته من العلبة لكنه لم يقل شيئا , واخذ يتحرك بين أصابعها فرحا, وبدأت ترسم به أشجارا وطيورا وبنايات ومعامل , و بعد أن انتهت من كل رسوماتها أعادته بهدوء الى العلبة.
استغرب القلم الأخضر من بقية الأقلام , فقد كانت تنظر إليه نظرة استغراب , سأله احد الأقلام قائلا :
- كبف حالك يا صديقنا القلم الأخضر؟ أظن أن الورقة البيضاء قد آلمت راسك كثيرا وبددت ألوانك الخضراء الجميلة .
أجابه القلم الأخضر مسرعا :
-أنا بخير … فرحلتي على الورقة الخضراء كانت جميلة جدا وممتعة .
ضحكت بقية الأقلام عندما سمعت كلامه هذا … هنا سأله قلم آخر :
-هل تستطيع أن تصف لنا نزهتك الجميلة هذه ؟
ابتسم القلم الأخضر وهو يتذكر لحظات الفرح التي عاشها بين أصابع الطفلة (سمّار) فقال :
-أبصرتُ كثيرا من الأشجار الخضراء , وسمعت زقزقات العصافير وهديل الطيور الملونة الجميلة , وتكلمت مع الأطفال وهم يلعبون في الحدائق والمتنزهات المليئة بالورود.
قال القلم الأخضر ذلك ثم سكت .
تأسفت الأقلام وشعرت بالندم … وفي المرة الثانية وعندما فتحت (سمّار) علبة الألوان لترسم صورة جميلة تعلقت بأصابعها الأقلام كلها … كل قلم يريد أن يكون بين أصابعها.
ضحكت (سمّار) وتوصلت الى حل يرضي جميع الأقلام , حينما بدأت تستعمل قلما بعد قلم , وكانت الأقلام جميعها فرحة بذلك .
__________________