أسامة بن زيد:
هو أسامة بن زيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب بن عبد العزى بن زيد بن امرىء القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيداللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبى، أمه أم أيمن حاضنة النبى-صلى الله عليه وسلم- فهو أخو أيمن لأمه وكنية أسامة: أبو محمد قال عنه النبى-صلى الله عليه وسلم-: (إن أسامة بن زيد لأحب الناس إلىّ أو من أحب الناس إلىّ، وأنا أرجو أن يكون من صالحيكم فاستوصوا به خيرًا). كان أسامة أسود أفطس وعثر ذات مرة فى بيت النبى-صلى الله عليه وسلم- وهو غلام فشج فى وجهه، فقال النبى-صلى الله عليه وسلم- لعائشة أميطىعنه فكأنما تقذرته، فجعل النبى-صلى الله عليه وسلم- يميط عنه الأذى ويمص الدم ثم يمجه. ولما فرض عمر بن الخطاب للمسلمين فروضهم فرض لأسامة خمسة آلاف ولابنه عبدالله بن عمر ألفين فقال عبدالله لأبيه: فضلت على أسامة وشهدت ما لم يشهد، فقال:" إن أسامة كان أحب إلى رسول الله منك وأبوه أحب من أبيك ".
جهاده:
أشهر ما تبوأه أسامة من مقامات الجهاد تولية النبى-صلى الله عليه وسلم- له على الجيش الذى جهزه فى آخر حياته ليسيره إلى الشام، ولكن النبى-صلى الله عليه وسلم- مات قبل مسير الجيش غير أنه أوصى فى مرضه بإنفاذه، وكان عمر أسامة إذ ذاك ثمانى عشرة سنة، وطلب الناس من أبىبكر أن يؤجل بعث أسامة ويتفرغ لحروب الردة فرفض أبوبكر، فقالوا له: فولّ الجيش رجلاً أسنَ من أسامة فقال: والله لا أنزع لواءً عقده النبى-صلى الله عليه وسلم- بيديه، وخرج الجيش ومضى أبوبكر يقود لأسامة دابته ولكنه استأذنه فى أن يستبقى عمر بن الخطاب -وكان فى الجيش- معه فى المدينة فأذن أسامة. غير أن هنالك ما يدل على أن أسامة شارك فى بعض الغزوات فى حياة النبى-صلى الله عليه وسلم- أدرك هو ورجل من الأنصار رجلاً كان قتل من المسلمين،
يقول أسامة: " أدركته وكان قتل فى المسلمين فى غزاة لهم أدركته أنا ورجل من الأنصار، فلما شهرنا عليه السلاح قال: أشهد ألا إله إلا الله، فلم نبرح عنه حتى قتلناه فلما قدمنا على النبى-صلى الله عليه وسلم- أخبرناه خبره فقال يا أسامة: من لك بلا إله إلا الله؟ فقلت: يا رسول الله، إنما قالها تعوذا من القتل، فقال: يا أسامة من لك بلا إله إلا الله؟ فو الذى بعثه بالحق ما زال يرددها على حتى وددت أن ما مضى من إسلامى لم يكن وأنى أسلمت يومئذ، فقلت أعطى لك عهدًا ألا أقتل رجلاً يقول: لا إله إلا الله "؛ ولأجل هذا العهد اعتزل أسامة الفتنة بين على ومعاوية.
روايته:
لأسامة رواية عن النبى-صلى الله عليه وسلم-، يروى عنه أبو عبيدة بن عتبة، وأبوعثمان النهدى، ومما روى عنه خبر عيادة النبى -صلى الله عليه وسلم- لسعد بن عبادة قبل بدر وأسامة رديفه فهو مروى عن أسامة.
وفاته:
اختلف أهل السير فى تحديد سنة وفاة أسامة بن زيد، فقيل: توفى فى سنة أربع وخمسين، وقيل: بل سنة ثمان وخمسين، أو تسع وخمسين، وكل ذلك فى خلافة معاوية.