هل هناك فرق بين النبي والرسول؟ السؤال: هل هناك فرق بين النبي والرسول وما حكم الإيمان بهما؟...** يجيب الشيخ محمد حسن امام وخطيب بأوقاف الجيزة: الله سبحانه وتعالي يختار من بين خلقه فريقا من البشر ليكونوا نموذجا للكمال وعنوانا للفضل وحملة لمشاعل النور والضياء وقادة لركب الحضارة الإنسانية علي مدي الأيام والأزمان وكر الدهور واصطفاهم جلت حكمته ليكونوا هداة ومصلحين فاختارهم علي علمه ورباهم علي عينه وشرفهم بأكمل الصفات فجعلهم أئمة الدنيا والدين.
هؤلاء الصفوة المختارة من عباد الله هم: الأنبياء والمرسلون الذين شرفهم الله بالنبوة وأعطاهم الحكمة ورزقهم قوة العقل وسداد الرأي وبعد هذا: فإن النبي انما هو إنسان من البشر أوحي الله تعالي إليه بشرع ولكنه لم يكلف بالتبليغ أما الرسول فهو إنسان من البشر أوحي الله تعالي إليه بشرع وأمر بتبليغه.
فالرسالة إذن أعلي مرتبة من النبوة لأن كل رسول نبي وليس كل نبي رسول وعدد الأنبياء لا يحصي أما الرسل فهم قلة والذين ذكروا في القرآن الكريم يجب الإيمان بهم تفصيلا وهم خمسة وعشرون وكلهم من الرسل وهم: آدم. ونوح وابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب وداود وسليمان وأيوب ويوسف وموسي وهارون وزكريا ويحيي وإدريس وهود وشعيب وصالح ولوط والياس واليسع وذو الكفل وعيسي ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين.
وهؤلاء يجب الإيمان بهم تفصيلا بمعني انه يتعين التصديق برسالتهم بأشخاصهم وأسمائهم لأنهم ذكروا في القرآن الكريم. أما بقية الأنبياء فيجب الإيمان بهم جملة بمعني أن نصدق بأن هناك أنبياء غير هؤلاء الذين ذكروا في القرآن لقوله تعالي "ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسي تكليما" "164- سورة النساء".
وأما الدليل علي ان الرسل الكرام مأمورون بتبليغ الرسالة وانهم يختلفون عن الأنبياء في هذه النقطة بالذات فهو قوله تعالي "الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفي بالله حسيبا" "39- سورة الأحزاب" وقوله مخاطبا سيد الرسل "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين" "67- سورة المائدة".</FONT>