النحلة والدبور
عاشت النحلاتُ الصغيرات، عيشةً راضيةً هانئة، في خليّة جميلةٍ نظيفة
وفي كلّ يوم
يطرْنَ مع ضياء الصباح إلى الحقول والأزهار ينشدن فرحات
هيّا نعملْ هيّا نعملْ
طعمُ العملِ مثل العسل
لا.. لا نرضى فرداً يكسل
وتفرحُ الحقول وتطربُ الزهور ويبدأُ العمل
وتمضي كلّ نحلةٍ من زهرةٍ لزهرة
تطيرُ وتطير وتجمعُ الرحيق تعملُ تعملُ دون رقيب
وعندما تملأُ سلّتها تطيرُ إلى الخليّةِ حاملةً إليها الطعامَ الطيّبَ والرزقَ الحلال
وسرعانَ ما تعود خفيفةً نشيطة تبحثُ عن رزقٍ جديد هكذا تقضي النحلاتُ النهار
في ذهابٍ وإياب بين الخليةِ وبين الأزهار
وعندما يقبلُ الليل يلتئمُ شملُ النحلاتِ داخلَ الخليّة الحبيبة فيتسامرنَ
مسروراتٍ وينمنَ مبكّراتٍ يحلمْنَ بنشيد الصباح وارتيادِ الأزهار
وذاتَ يومٍ كئيب هاجمَ الدبّورُ خليّة النحلِ الجميلة
اعترضَتْ له النحلةُ الحارسة
وقالت: مَنْ دعاكَ إلى خليتنا دعاني هذا العسلُ الطيّبُ
العسلُ لمن يجنيهِ وليس للغريب
لن أكون غريباً بعد اليوم
كيف سأزورُ الخليّة كلّما جعْتُ
ولمَ لا تعملُ كما نعمل
لا أحبُّ العملَ ولن أعملَ أبداً ونحن لا نحبُّ الكسلَ ولن نقبلكَ أبداً
غضبَ الدبّورُ الكبير وانقضّ على النحلة الصغيرة فتركها جثةً هامدة !!