لسلام عليكم ورحمة الله
اخوتى فى الله هذه نبذة بسيطة عن تاريخ السياحة فى مصر
عرفت مصر طوال تاريخها بأنها مقصد للسائحين والجوالة منذ أن زارها "هيرودوت" فى التاريخ القديم مسجلا اندهاشه من اختلافها الشاسع عن بلاده اليونان وظلت مصر كذلك طوال تاريخها الوسيط والحديث، ثم أضاف اكتشاف آثار الفراعنة منذ بدايات القرن الماضى سحرا خاصا إلى مصر بجانب ما بها من آثار دينية وحضارية فريدة تتحدى الزمان فى شموخها وعظمتها، هذا بجانب ما تتمتع به من موقع جغرافى وسط العالم ومناخها المعتدل صيفاً وشتاءً، وسواحلها السهلة الممتدة، وما بشواطئها من كنوز الشعب المرجانية الفريدة، كل ذلك يعد من مزاياها النسبية التى توفر للتنافس المطلوب والتفوق المأمول عناصره وضماناته.
ويأتى فى مقدمة هذه المزايا النسبية التى تتمتع بها مصر كمقصد سياحى تنوع مجالات السياحة وأهمها السياحة الثقافية والأثرية باعتبارها من اقدم أنواع السياحة فى مصر حيث الحضارات القديمة ماثلة للعين، وتنطق بما كانت عليه الأمم التي شيدت تلك الحضارات منذ فجر التاريخ، فمهما تعددت أنواع السياحة وامتلاك مصر لمقومات العديد منها .. تظل السياحة الثقافية هى المقوم السياحى غير المتكرر أو المتشابه أو القابل للمنافسة نظرا لما تمتلكه مصر حيث يوجد بها ثلث الآثار المعروفة فى العالم أجمع بجانب وجود العديد من المتاحف الهامة، وايضاً توجد السياحة الترفيهية وسياحة الشواطىء، السياحة الدينية، السياحة العلاجية ، السياحة البيئية، السياحة الرياضية من مهرجانات ومسابقات، سياحة السفارى وأخيراً سياحة المؤتمرات والمعارض.
وتعتبر مصر واحدة من أبرز نقاط الجذب السياحي بين دول العالم نظرا لما تتمتع به من كنوز سياحية متعددة الوجوه، ولم تبخل الطبيعة على مصر بعطائها فقد وهبها الله سبحانه وتعالى تميزا في طبيعتها يستهوي الأبصار والقلوب، ولا يكتفي الجمال والسحر بمجرد النيل وعاء أبديا يستقر فيه وإنما امتد جمال مصر ليزين ساحليها على البحرين الابيض والأحمر وليغوص عميقا في صعيدها وينتشر في صحرائها وليصنع ذلك كله العنوان الاشهر.. مصر عبقرية المكان، وفى التاريخ هي الأشهر.. فرعونيا، يونانيا، رومانيا، قبطياً، عربيا، اسلاميا، وفي العطاء الانساني، هي معمل ومخزن للمنتج الثقافي العربي والانساني، في الفكر والادب والسياسة، والفن، والصحافة والعمارة، لقد تفردت مصر بكثرة المناطق الجاذبة للسياحة ويترافق مع هذه المقومات الهائلة للمنتج السياحي المصري بنية اساسية متطورة وحديثة من المرافق والمنشآت ومختلف مستلزمات الخدمات السياحة الراقية من مجموعة كبيرة من افخم الفنادق العالمية الى شبكة مواصلات جوية وبرية وبحرية ونهرية متميزة والى مرافق اتصالات ومراكز ارشادات سياحية تجعل من زيارة السائح الى مصر مهما كان هدفه ومقصده زيارة مفعمة بالمتعة والاثارة والفائدة.
فمع حلول عقد التسعينيات بدأت سياسة تنموية جديدة مع صدور القرار الجمهورى رقم 425 لسنة 1992 بانشاء الهيئة العامة للتنمية
السياحية إسهاماً فى تحقيق التنمية السياحية المتكاملة بمساعدة الخبرات الدولية والوطنية المتميزة ويعد انشاء هذه الهيئة طفرة كبيرة وفرت كافة الحوافز والضمانات اللازمة لجذب المستثمرين الى انشاء المنتجعات والمطارات والطرق الجديدة فى عمق الصحراء وعلى الشواطيء البعيدة.
وعلى مدار الخمسة عشر عاماً الماضية وحتى الآن ،شهد المجال السياحى فى مصر اضافة للمزيد من المجتمعات السياحيةالجديدة فى مناطق عدة نائية اضافت الكثير الى مساحة المعمور السياحى المصرى ،كما أعادت تشكيل مراكز الانتاج والتنمية فى مصر ،حيث تم خلال الفترة الممتدة من عام 1992 وحتى عام 2006 إقامة نحو 557 مشروعاً سياحياً بإجمالى طاقة فندقية قدرها 40 ألف غرفة وبتكاليف استثمارية تقدر بنحو 9.7 مليارات جنيه .. هذه المشروعات تتوزع على مناطق خليج العقبة والبحر الأحمر والعين السخنة ورأس سدر والساحل الشمالى والعريش ،كما تم التخطيط لاقامة 51 مركزاً سياحياً تتكامل فى كل منها مقومات مدينة بذاتها وبكل ما تحتاجه من مرافق أساسية ومقومات سياحية .
انطلقت بحلول عام 2006 الحملة الدعائية الجديدة للسياحة المصرية فى كافة انحاء العالم تحت شعار "هبة الشمس"و"مصر التى لا يمكن مقارنتها بشىء..ويجرى تنفيذها من خلال كافة الوسائل الاعلامية من صحف وتليفزيون ومحلات الى جانب اعلانات الطرق ووسائل المواصلاتبدأت مصر بتنفيذ برنامج للنهوض بالسياحة المصرية يمتد من عام 2006 حتى عام 2011..يهدف هذا البرنامج الى جذب القطاع الخاص لضخ استثمارات جديدة فى مجال الاستثمار السياحى تقدر بنحو 8 مليار جنيه بما من شأنه خلق المزيد من فرص العمل للشباب فى المشروعات السياحية القومية ،حيث قدمت السياحة خلال عام 2005/2006 نحو 120 ألف فرصة عمل لشباب مصر.
السياحة بالنسبة لمصر تعنى الكثير .. تعنى أكثر من 8 ملايين سائح سنوياً وأكثر من 80 مليون ليلة سياحية وأكثر من1.6 مليون فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة الى جانب حوالى 12.5% من إجمالى مساحة العمران وحوالى 11.5% من الانتاج المحلى الإجمالى .
شهدت اعداد السائحين الوافدين اليها فى الآونة الأخيرة تزايدا ملحوظاً وصل الى 9.1 مليون زائر عام 2006، حيث بلغت نسبة الزيادة 5.5% عن السنة الماضية التي شهدت 8.7 مليون زائر، ونتيجة لذلك زادت الايرادات السياحية المحققة لتصل فى نفس العام الى نحو 6429 مليون دولار..من هنا قفزت السياحة لتصبح المصدر الأول لدخل مصر من العملات الأجنبية .
أما على مستوى الشرق الأوسط وشمال افريقيا، استطاعت مصر تحقيق نسبة زيادة في قطاع السياحة وصلت الى 12.9% بواقع1.9 مليون عام 2006 مقارنة بـ1.7 مليون عام 2005. وتشير احصاءات منظمة السياحة الدولية التابعة للأمم المتحدة الى أن نسبة زيادة السياحة العالمية بلغت 4.5% في حين يتوجه واحد من كل 5 سياح الى مصر.
وبالنسبة للدول العربية ، فقد بلغت نسبة الزيادة في عدد السياح من دولة قطر الى مصر 26.4% عن العام 2005. أما نسب الزيادة في بقية دول المنطقة فهي: 7.5% من المملكة العربية السعودية، 21.8% من الامارات العربية المتحدة، 17.8% من ليبيا، 16.9% من الأردن، 16.7% من الكويت، 14.7% من تونس و13.4% من البحرين.
وعلى مستوى العالم، يشكل السياح الانجليز الشريحة الأوسع في مصر اذ بلغ عددهم عام 2006 نحو 1,033,000 بزيادة تقدر بـ 23.4% عن عددهم عام 2005، وحلت روسيا في المرتبة الثانية في أكبر عدد سواح الى مصر للعام الثاني على التوالي، اذ بلغ عدد السياح الروس 998,000 زائر. فيما احتلت ألمانيا المرتبة الثالثة بعدد سياح بلغ 966,000 زائر وهو عدد أقل من العام الماضي بنسبة لا تتعدى 4.1%. وحافظت ايطاليا على نفس رقم العام الماضي والذي بلغ 786,000 زائر محتلة بذلك المرتبة الرابعة.
كما شهدت السياحة في مصر زيادة اجمالية في عدد الحجوزات على المستويين العالمي والاقليمي تصل الى 4.9% عما كانت عليه العام الماضي. وبلغت عوائد السياحة الاجمالية في مصر لعام 2006 مايقرب من 7.6 مليار دولار بزيادة تبلغ 11.8% عن العام 2005.
وقد شهد قطاع الفنادق نقلة نوعية كبيرة بداية من زيادة عدد الفنادق والقرى السياحية والفنادق العائمة لتصل الى نحو 1187 فندقا وقرية عام 2005 / 2006 وزيادة الطاقة الفندقية لتتوازى مع الزيادة الهائلة فى اعداد كل من السائحين والليالى السياحية ، حيث بلغت هذة الطاقة نحو 170 الف غرفة خلال العام نفسه هذا بالاضافة الى تطوير المراسى القائمة على النيل والممتدة من القاهرة حتى اسوان مع انشاء مراس جديدة .
واليوم تغير المنتج السياحى المصرى . . اصبح يخاطب شرائح اوسع من السائحين عبر العالم . . فظهرت الى الوجود انماط سياحية جديدة من ابرزها سياحة المؤتمرات والمعارض الدولية وسياحة السفارى الصحراوية وسياحة اليخوت والسياحة البحرية والبيئية والعلاجية والرياضية ، بالاضافة الى سياحة المهرجانات والفعاليات الترفيهية والثقافية ، كما اصبحت " سياحة مراكز الغوص" تمثل اليوم نشاطا سياحيا يلقى رواجا كبيرا تعكسه زيادة عدد هذه المراكز الى 346 مركزا عام 2005 .
ومن اجل تحقيق المزيد من التنشيط والجذب السياحى ، انتعشت " سياحة بيوت الاجازات " خلال نفس العام . . هذا النمط الجديد من السياحة يتيح لغير المصريين حق التملك والانتفاع بوحدات صغيرة للاقامة فى بعض المناطق العمرانية الجديدة وكذلك فى المناطق السياحية المتميزة فى كل من سيدى عبد الرحمن ، الغردقة ، البحر الاحمر ، ومرسى مطروح .
حققت سياحة المؤتمرات في مصر زيادة مطردة خلال الأعوام الستة الماضية حيث بلغ إجمالي الأحداث التي عقدت بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات حوالي 665 حدثاً منها 132 مؤتمراً دولياً ومحلياً و235 معرضاً و298 حفلة ومناسبة ، وخلال عام 2006 شهدت مصر انتعاشة كبيرة لسياحة المؤتمرات حيث عقد علي ارضها اكثر من مؤتمر عالمي ابرزها منتدي دافوس للاقتصاد بشرم الشيخ ومؤتمر المرأة لسيدات الاعمال بالقاهرة .
وتعتبر سياحة المهرجانات من اهم وأحدث وسائل الجذب السياحى ، وتنفرد مصر بإقامة العديد من المهرجانات التى تحظى بإقبال جماهيرى مثل مهرجان القاهرة الدولى للأغنية ،ومهرجان السينما الدولى ،و مهرجان السياحة والتسوق ويضم بداخله مهرجان الذهب ، والمهرجان السنوي الحادي عشر لصيد الأسماك للهواة ومهرجان الإسكندرية الدولي لأغنية البحر المتوسط يونيو 2005 ، وبطولة شرم الشيخ الدولية للبولينج .
-----------------------------------------------------------------------