يقول المؤرخ Stephen D. Snobelen عن نيوتن أنه كان مهرطقًا. ولكنه لم يعلن للعامة عن عقيدته الخاصة والتي كان من الممكن أن يعتبرها الأرثوذكس متطرفةً للغاية. وقد أخفى "نيوتن" عقيدته جيدًا لدرجة أن العلماء ما زالوا يحاولون الكشف عن معتقداته الشخصية حتى الآن."[53] ويستنتج "سنوبلين" أن "نيوتن" على الأقل كان متعاطفًا مع العقيدة السوسانية، حيث كان يمتلك ثمانية من الكتب التي تتحدث عن العقيدة السوسانية والتي قرأها باستفاضة، ويعتقد المؤرخ أيضًا أنه من المحتمل أن يكون "نيوتن" آريوسيًا، وأنه تقريبًا غير مؤمن بالثالوث الأقدس[53] وفي العصر المشهور بتعصبه الديني، هناك بعض المواقف القليلة العلنية التي تدل على آراء "نيوتن" المتطرفة وأشهرهم رفضه تلقي الأوامر المقدسة ورفضه وهو على فراش الموت أخذ القربان المقدس عندما قدم له.
وفي وجهة نظر عارضها سنوبلين ، قال T.C. Pfizenmaier أن نيوتن كان يعتنق وجهة النظر الأرثوذكسية الشرقية في الثالوث الأقدس وليس الفكر الغربي الذي كان يعتنقه الرومان الكاثوليك والأنجليكانيون والبروتستانتيون.[54] وقد اتهم في وقته بأنه روزيكروشي (وقد اتهم غيره الكثير من المجتمع الملكي في بلاط تشارلز الثاني).</ref> على الرغم من أن قوانين الحركة والجاذبية العامة أصبحت من أشهر وأفضل اكتشافات "نيوتن"، فإنه حذر من استخدامهم في النظر إلى الكون باعتباره آلة كما لو كان مماثلاً لساعة كبيرة. وقد قال "نيوتن": "تشرح الجاذبية حركة الكواكب ولكنها لا يمكن أن تصل إلى من الذي سير الكواكب في مداراتها. يحكم الإله الكون بأكمله ويعرف ما يحدث وما يمكن أن يحدث."[55] على الرغم من شهرة "نيوتن" العلمية، فإن دراسات "نيوتن" للكتاب المقدس ولآباء الكنيسة القدامى كانت كذلك أيضًا رائعة. كتب "نيوتن" أعمالاً خاصة بالنقد النصي ومن أشهرهاAn Historical Account of Two Notable Corruptions of Scripture. وقد حدد واقعة صلب المسيح في الثالث من أبريل في عام 33 بعد الميلاد، وهذا تاريخ يتفق مع أحد التواريخ المتفق عليها عند المسيحيين.[56] وبالإضافة إلى ذلك، حاول "نيوتن" البحث عن الرسائل المخفية في الكتاب المقدس، لكن المحاولة باءت بالفشل. كان لنيوتن على مدار حياته العديد من الكتابات في مجال الدين أكثر مما كتب فيما يتعلق بالعلوم الطبيعية. وكان نيوتن يؤمن بالحلولية العقلية للخالق في العالم، ويرفض مذهب حيوية المادة التي تذكر في مذهب لايبنتز وBaruch Spinoza. وفي هذا الصدد، رأى نيوتن أنه من الممكن بل يجب فهم العالم المنظم الديناميكي الذي أخبر عنه بالمنطق الفعال. وفي مراسلات نيوتن زعم أنه أثناء تأليف كتاب Principia كان لديه هدف في رأسه، فيقول: "لقد تمنيت لو تعمل هذه المبادئ على غرس الاعتقاد بوجود إله لدى البشر" [57] فقد شهد دليل التنظيم في نظام الكون، فقال: "إن هذا الاتساق المعجز في نظام الكواكب لا بد أن يكون له فكرة الاختيار". وعلى الرغم من هذا، أصر نيوتن على أنه لا بد حتمًا من التدخل الإلهي في آخر الأمر لإصلاح هذا النظام، نظرًا للنمو البطيء للتقلبات.[58][59] وقد سخر منه لابينتز في هذا الأمر قائلاً " يلزم الرب أن يضبط ساعته بين الحين والأخر وإلا توقفت عن الحركة. يبدو أنه لم يكن لديه البصيرة الكافية ليجعل حركتها دائمة.[60] وقد دافع عن موقف نيوتن بحماسة تلميذه صامويل كلارك في إحدى مراسلاته الشهيرة.
[عدل] تأثير نيوتن على الفكر الديني
عزز المؤلفون العقلانيون فلسفة "نيوتن" و"روبرت بويل" الميكانيكية باعتبارها بديلاً حيويًا للقائلين بوحدة الوجود والمتحمسين. وقد قبل هذه الفلسفة بعد تردد الوعاظ الأرثوذكسيون وكذلك أيضًا الوعاظ المنشقون مثل المتسامحون دينيًا.[61] ومن هذا المنطلق، أصبح وضوح وبساطة العلم بمثابة طريقة لمحاربة التفوق العاطفي والغيبي لكل من الإيمان الخرافي وتهديد الإلحاد؛[62] وفي الوقت نفسه، استخدمت الموجة الثانية من الربوبيين الإنجليز اكتشافات نيوتن لإظهار إمكانية وجود "علم طبيعي".
"نيوتن" رسم ويليام بليك، ويصور نيوتن في هذه الصورة باعتباره "مهندسًا إلهيًا"كان تصور "بويل" الميكانيكي للكون أساس الهجمات التي أثيرت ضد "التفكير السحري" والعناصر الصوفية الخاصة بالمسيحية والتي كانت تسود قبل حركة التنوير الفلسفية. أكمل "نيوتن" أفكار بويل من خلال أدلة رياضية وربما كان الأهم هو نجاحه في ترويج هذه الأفكار.[63] كما غير "نيوتن" فكرة العالم الذي يحكمه الإله المتدخل في الشؤون وجعله عالمًا صنعه الإله الذي يصمم وفقًا للمبادئ العقلانية والكونية.[64] وكانت تلك المبادئ متاحة للجميع ليكتشفوها وسمحت للناس بالسعي وراء أهدافهم بشكل مثمر في هذه الحياة وليس قي الحياة الآخرة وسمحت لهم كذلك بتحسين أنفسهم مستعينين بقوتهم العقلانية.[65]
رأى "نيوتن" الإله بمثابة الخالق الأعظم الذي لا يمكن إنكار وجوده عند النظر إلى عظمة وبهاء المخلوقات جميعًا.[66][67].[68][69][70][71][72] رفض "كلارك" المتحدث الرسمي باسم "نيوتن" نظرية الثوديسيا الخاصة بلايبنتز والتي نفت عن الإله مسئولية أصل الشرور "l'origine du mal" بجعله لا يتدخل في خلقه، وقد أوضح كلارك موقفه هذا عندما أشار إلى أن مثل هذا الإله يكون ملكًا اسميًا فقط، وعلى بعد خطوة واحدة من الإلحاد.[60] لكن العواقب اللاهوتية غير المتوقعة لشيوع وانتشار نظام "نيوتن" خلال القرن القادم كانت لتعزز نظرية المذهب الربوبي الذي دافع عنه "لايبنتز".[73] ". وانحدرت فكرة فهم العالم الآن حتى وصل إلى مستوى المنطق البشري البسيط و قد أصبح البشر- كما جادل "Odo Marquard "- مسئولين عن الإصلاح والتخلص من الفساد.[74][75][76][77] على الصعيد الآخر، وبتفسيرالأفكار النيوتنية والمتسامحة تفسيرًا تشوبه المغالاة، أسفر هذا الأمر عن ظهور المؤمنين بالعصر الألفي السعيد، وهي طائفة دينية مخلصة لمبدأ الكون الميكانيكي ولكن تجد بهذه الطائفة التعصب والتصوف نفسه الذي كافح عصر التنوير للقضاء عليه.[78]
[عدل] آراء حول نهاية العالم
طالع أيضا :Isaac Newton's occult studiesو eschatology
في محاولات نيوتن لاستخلاص المعلومات العلمية من الكتاب المقدس، قدر نيوتن في مخطوط كتبه عام 1704 أن العالم لن ينتهي قبل عام 2060 2060. وقال "نيوتن" فيما يتعلق بهذا التنبوء "إن ما ذكرته ليس الهدف منه تأكيد الموعد الذي سوف ينتهي فيه العالم ولكن لأوقف التخمين المتهور للرجال الخياليين الذين دائمًا ما يتوقعون موعد نهاية العالم وبقيامي بذلك أتمكن من التشكيك في النبؤات المقدسة حيث تخفق في الغالب توقعاتهم."[79]
[عدل] فلاسفة عصر التنوير
اختار فلاسفة حركة التنوير تاريخًا قصيرًا للأسلاف العلميين- مثل "جاليليو" و"بويل" وأولاً وقبل كل شيء "نيوتن" - كأدلة وضمانات لنجاح تطبيقاتهم الخاصة للمبدأ الوحيد القائل بمفهوم الطبيعة والقانون الطبيعي الذي يطبق على كل مجال من مجالات الحياة المادية والاجتماعية. وفي هذا الصدد، فإنه من الممكن التخلي عن دروس التاريخ والبنيات الاجتماعية التي تقوم عليها.[80][81] أصبح مفهوم "نيوتن" عن الكون القائم على قوانين طبيعية تدرك بالعقل أحد بذور أيديولوجية حركة التنوير.[39][82] وقد طبق "لوك" و"فولتير" مبادئ القانون الطبيعي على الأنظمة السياسية مدافعين عن الحقوق الأساسية.وقدطبقالفيزيوقراطيون و"آدم سميث" المبادئ الطبيعية الخاصة بعلم النفس والمصلحة الشخصية على الأنظمة السياسية في حين أن علماء الاجتماع قد انتقدوا النظام الاجتماعي الحالي حيث إنه يحاول أن يكيف التاريخ مع نماذج التطور الطبيعية وقد عارض "صامويل كلارك" و"مونبودو" بعض عناصر من أعمال نيوتن ولكن في النهاية قاموا بمحاولة صياغتها بصورة عقلية لتتوافق مع آرائهم الدينية القوية الخاصة بالطبيعة.
[عدل] نيوتن والمزورون
قدر "نيوتن" بصفته قيمًا على دار السك الملكية البريطانية أن 20٪ من العملات التي تم أخذها أثناء إعادة سك العملة كانت مزورة. وكان التزوير خيانة عظمى يعاقب عليها بالشنق أو الإغراق أو التقطيع إلى أربعة أجزاء. وعلى الرغم من ذلك، فقد يكون من الصعب إدانة أفظع المجرمين ولكن نيوتن أثبت كفاءته في هذه المهمة.[10][83] واستطاع "نيوتن" أن يجمع كثير من الأدلة بنفسه حيث كان يتردد متخفيًا على الحانات.[10][84] ونظرًا للحواجز التي توضع لتنفيذ الأحكام والفصل بين فروع الحكومة، ظل القانون الإنجليزي يحتفظ بعادات سلطوية مرعبة. وعُين "نيوتن" قاضي صلح وقام بين يونيو 1698 و عيد الميلاد المجيد في عام 1699 بعمل مائتي تحقيق مع الشهود والمخبرين والمشتبه بهم. وكسب "نيوتن" الدعاوى وفي فبراير 1699 كان هناك عشرة سجناء ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام.[بحاجة لمصدر] كانت واحدة من القضايا التي عمل بها "نيوتن" كمحامي للملك مقامة ضد " William Chaloner".[85] فقد كان يعد مؤامرات زائفة للكاثوليك ثم يقوم بتسليم المتآمرين ذوي الحظ العاثر الذين أوقعهم في شركه. بعد ذلك حاول إضفاء صفة الثراء على نفسه كي يبدو من علية القوم. وقدم عريضة للبرلمان اتهم فيها دار سك العملة يتوفير الأدوات للمزورين (وهي تهمة وجهها آخرون). وقد تقدم بطلب للسماح له بالإشراف على عمليات سك العملة من أجل تحسين الأداء. وقد تقدم إلى البرلمان بطلب من أجل قبول خططه لسك عملة لا يمكن تزويرها ومن الممكن في الوقت نفسه أن تكتشف العملات المزورة.[86] وأحاله "نيوتن" للمحاكمة بتهمة التزوير وأرسله إلى سجن نيوجيت في سبتمبر 1697 لكنه كان على صلة بأصدقاء يعملون بمناصب عليا ساعدوه في ضمان البراءة وإطلاق سراحه.[85] ومرة أخرى، أحاله نيوتن إلى ساحة القضاء ولكن بأدلة دامغة. وتم اتهامه بالخيانة العظمى وتم شنقه وإغراقه وتقطيع جثته إلى أربعة أجزاء في 23 من مارس من عام 1699 في Tyburn gallows. [87][88]