النحو(الحال)

موضوع: النحو(الحال) الخميس يناير 21, 2010 9:06 am

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله

باب الحال

الحال هو :" الاسم – الفضلة – المنصوب المفسر لما انبهم من الهيئات ".
قولنا:" الاسم ":سواء كان صريحا،نحو: ﴿ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً ﴾[ النمل:19]، أو مؤولا بالصريح،نحو:" لقيت زيد يبتسم "،أي مبتسما .
كما قد يكون الحال جملة اسمية نحو:﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ ﴾[ البقرة:243].
فجملة "هم ألوف" حالية من الواو في خرجوا.
أو فعلية،نحو:﴿ وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ ﴾ [ يوسف:16].
فجملة يبكون:جملة فعلية حالية.
وقولنا:"الفضلة": يعني أن ما يأتي بعد تمام الكلام بأن أخذ الفعل فاعله والمبتدأ خبره،ويح الاستغناء عنه،وقد يعرض له ما يوجب ذكره إما لوقوعه سادا مسد الخبر،نحو:"ضربني زيد قائما"،أو لتوقف المعنى عليه،كقول الشاعر:
إِنَّمَا المَيْتُ مَنْ يَعِيشُ كَئِيباً كَاسِفـاً بَالُهُ قَلِيلَ الـرَّجَاءِ

قولنا:"المنصوب":يخرج به المرفوع والمجرور،وعامل النصب في الحال هو الفعل أو شبه الفعل،كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة واسم التفضيل والمصدر واسمه.
قولنا:"المفسر لما انبهم من الهيئات":أي خفي واستتر على من لم يعلم تلك الهيئة،أي الصفة.
ثم إن الحال قد يكون بيانا لصفة الفاعل،نحو:"جَاءَ زَيْدٌ رَاكِباً"،أو بيانا لصفة المفعول،نحو:"رَكَبْتُ الفَرَسَ مُسْرَجاً"،أو محتملا للأمرين معا،نحو:"لَقِيتُ زَيْداً رَاكِباً".
كما يأتي الحال من المجرور بالحرف،نحو:"مررت بهند جالسة"،ومن المجرور بمضاف ،نحو:﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً ﴾[الحجرات:12]،فميتا حال من أخيه.
والغالب في الحال أن لا يكون إلا مشتقا منتقلا،فالمراد بكونه مشتقا:اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة،وذلك لأنها وصف لصاحبها في المعنى،والوصف لا يكون إلا بمشتق أو شبهه.
ومعنى كونه منتقلا:أي غير لازم لصاحبه،لأن الحال عرض على الذات والأعراض متنقلة.وإلى هذا أشار صاحب الألفية بقوله:

وَكَوْنُهُ مُنْتَقِلاً مُشْتَقّاً يَغْلِبُ ، لَكِن لَيْسَ مُسْتَحِقّا

ثم إن الحال يشترط فيه كونه نكرة،وكون صاحبه – أي المتصف به –معرفة،وأن لا يجيء إلا بعد تمام الكلام.
__________________