ام من مخاطر الهوس الكروى
أمراض اللاعبين
وإذا كان عشاق الساحرة المستديرة هم أكثر ضحاياها, فإن اللاعبين أيضا لا يسلمون من تلك المخاطر الصحية, فهم كذلك عرضة لتلك المضاعفات فضلا عن أنهم في عرضة دائمة لتمزق الأربطة والشد العضلي وعنف الملاعب والجماهير في بعض الأحيان, ولكن أكبر الخطر علي صحة لاعبي كرة القدم ونجوم ومشاهير الكرة هو ذلك الذي حذر منه باحثون هولنديون بعد أن أثبتوا أن لاعبي كرة القدم الذين يستخدمون رأسهم كثيرا خلال المباريات الرياضية يعانون أكثر من غيرهم من صعوبة التركيز والنسيان.
وقد تابع الباحثون حالات53 لاعبا من الأندية الهولندية الرئيسية وقارنوها بـ27 سباحا وعداء, وأظهرت الدراسة أن الذاكرة الضعيفة للاعبي كرة القدم أكثر سوءا من هؤلاء, وأن قدرتهم علي التركيز في تراجع مستمر.
وقال الباحث إريك ماتسير, المشرف علي الدراسة إن التفسير الطبيعي لضعف ذاكرة وتركيز لاعبي كرة القدم مرتبط باستخدام الرأس أثناء المباريات, وفي المعدل فإن اللاعب المحترف يضرب الكرة برأسه800 مرة في الموسم الكروي الواحد, أما المدافع فإنه يضرب الكرة برأسه2500 مرة في الموسم, كما أظهرت الدراسة أن أكثر من نصف اللاعبين الهولنديين يعانون من ارتجاج مخي خلال رحلتهم الكروية.
وطالبت الدراسة لاعبي كرة القدم بالخضوع لفحوصات طبية دورية والتقليل من استخدام الرأس في ضرب الكرة إلي الحد الأدني, كما دعت الدراسة إلي عدم السماح للأطفال ممن هم دون الثانية عشرة من العمر من استخدام الرأس خلال لعبهم كرة القدم.
اسباب التعصبولأن الساحرة المستديرة قد أصابت الملايين بالهوس, وجعلتهم أسري لهذا العشق الذي يهدد صحتهم ويودي بحياتهم, ولأن دراسات وتحذيرات منظمة الصحة العالمية, قد تصطدم بآمال وأحلام عشاق كرة القدم والاتحاد الدولي' الفيفا' الذي يعتبر نفسه بمثابة الحارس علي قوانين اللعبة, فإن الأطباء يؤكدون أن الحل الأمثل هو التوقف فورا عن التشجيع المفرط بحماس, والبعد عن الأسباب النفسية والاجتماعية التي قد تدفع بكثيرين نحو الوقوع ضحية للهوس الكروي, وعن الأسباب والدوافع النفسية لحالة الهوس الكروي والجنون الذي لا يفرق بين الأعراق والثقافات واللون والجنس وكيفية الوقاية منه يقول الدكتور عادل صادق, أستاذ الطبي النفسي:
في مجال الطب النفسي الرياضي, يمكن اعتبار المشاهدين أو المتفرجين في المباريات الكروية بمثابة الحشد أو الجمهور الرياضي الذي يتكون من جماعة من الناس تختلف في تكوينها وتستجيب عاطفيا لمشترك واحد وهو المنافسة الكروية.
وتختلف ردود الفعل للمؤثرات وهي هنا أحداث وسير المباريات والأهداف والنتائج والمفاجآت الكروية, كما تختلف ردود الفعل من شخص إلي آخر, ومن شعب إلي آخر, فهناك أشخاص وشعوب مصابة بالهوس الكروي وتشجيع الأندية واللاعبين بجنون, كما أن هؤلاء المصابين بالهوس الكروي تختلف ردود أفعالهم طبقا لدرجة ثقافتهم وسمات الشخصية.
وهناك نظريات اجتماعية جديدة تقول إنه إذا أردت أن تعرف شعبا فانظر كيف يلعب كرة القدم, فعند الانفعال أي عندما يكون الموقف أقوي منك تظهر حقيقتك, وهذا العنف الذي نراه في الملاعب هو أكبر دليل علي أعماق المجتمع العنيفة, وأن عنف تلك المجتمعات موجه ضد نفسها وأحيانا ضد اللاعبين, حتي الذين يتحمسون لهم, وضد الحكام الذين هم من شعب آخر غير شعب الفريقين المتنافسين.
ويؤكد الدكتور عادل صادق, أن التعصب جعل المتفرجين جزءا من اللعبة وباتت أكبر عقوبة للفرق المنافسة حرمانها من المتفرجين, وفي أحيان كثيرة يكون عدم حماس المتفرجين سببا في هزيمة فريقهم, ولذلك أصبح يقال أو يؤخذ بالحسبان أن الفريق يلعب علي أرضه ووسط جمهوره, وأصبح الجمهور هو الفريق الذي يلعب أو أنه هو الذي يكسب والذي ينهزم, ويصرخ فرحا إذا جاء الهدف, ويلعن ويشتم إذا ضاع.
دور الطب فى هذة المخاطر
أطلقت منظمة الصحة العالمية صيحة تحذير من مخاطر حالة الهوس الكروي التي تنتاب جماهير اللعبة الشعبية الأولي في العالم.
وطالب خبراء المنظمة بوضع لافتات بالملاعب وعلي شاشات التليفزيون طوال لحظات بث المباريات تحمل عبارة' التعصب الكروي ضار جدا بالصحة' كما هو الحال مع التدخين.
وكشف الأطباء أن الركلات الترجيحية تصيب جماهير الكرة بالأزمات القلبية والجلطات المخية, بينما تقف ضربات الجزاء سببا وراء الإصابة بالذبحة الصدرية وأمراض القولون وقرحة المعدة والأمراض النفسية.
التعصب الكروي أصبح خطرا علي الصحة, والاتحاد الدولي لكرة القدم, قد يسرع نحو إلغاء ركلات الترجيح والهدف الذهبي استجابة لمطالب منظمة الصحة العالمية.
واللعبة الأكثر جماهيرية قد تصبح بلا مشجعين والأندية بلا جماهير, والساحرة المستديرة بلا عشاق بعد أن أثبت الأطباء بما لا يدع مجالا للشك أن كرة القدم ضارة جدا بالصحة!!
لم تقتصر استعدادات البرتغال لتنظيم كأس الأمم الأوروبية الأخيرة علي تجهيز الاستادات الرياضية وأماكن إقامة الفرق المشاركة والجماهير العاشقة التي أتت خلف منتخباتها الوطنية لمؤازرتها, فقد وفر اتحاد أطباء القلب ووزارة الصحة البرتغالية أجهزة تنشيط القلب والعيادات المتنقلة للعناية المركزة وسيارات الإسعاف داخل الملاعب التي أقيمت عليها بطولة الأمم الأوروبية.
وقد أثبت خبراء منظمة الصحة العالمية أن الضوضاء والإحساس الجماعي بالتوتر داخل الاستاد يمكن أن يسبب ضغطا علي قلوب البعض, مؤكدين وجود أدلة طبية علي أمر يعرفه كل مشجع كرة قدم, وهو أن ركلات الجزاء الترجيحية قد تؤدي إلي توقف القلب.
وقد دلل خبراء منظمة الصحة العالمية علي ذلك بدراسة مباريات المنتخب الإنجليزي في بطولة كأس العالم عام1998 فاكتشفوا أن نسبة الإصابة بالأزمات القلبية قد زادت بنسبة25% عندما خسرت إنجلترا مباراتها مع الأرجنتين بركلات الترجيح.
وكشف الأطباء أن الأسباب الرئيسية لتلك المخاطر الصحية ترجع إلي التوتر والقلق الذي يسود الملاعب, وركلات الترجيح التي حطمت آمال مشجعي الفريق الإنجليزي.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من التزايد المستمر في نسبة حالات الوفاة في الملاعب الرياضية, والتي زادت بنسبة60% خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة في كوريا الجنوبية واليابان العام الماضي بسبب الإفراط في التوتر والقلق والمزيد من التعصب الكروي فضلا عن الإفراط في التدخين وشرب الكحوليات والقهوة خلال البطولات الرياضية الدولية.
وهو ما يؤكد أن الجماهير العربية تدخل بقوة في دائرة الخطر بسبب إخفاقات المنتخب المتتالية في البطولات العالمية والإقليمية, حيث تكررت حالات الوفاة بالسكتات القلبية والانهيارات العصبية والإغماءات في استاد القاهرة وأمام شاشات التليفزيون, وآخرها وفاة أحد المشجعين عقب انتهاء مباراة مصر وكوت ديفوار الأخيرة في تصفيات كأس العالم والتي انتهت بهزيمة المنتخب المصري علي أرضه ووسط جمهوره, فضلا عن تسجيل المراقبين في الاستادات والملاعب المصرية التي تشهد مباريات للمنتخب زيادة واضحة في حالات الإغماءات والأزمات القلبية خلال السنوات الأخيرة في أثناء المباريات التي يكون المنتخب طرفا فيها, وهو ما يؤكد أن هناك علاقة بين تدهور مستوي ونتائج المنتخب, وبين ازدياد حالات الوفاة والأزمات والإغماءات في الملاعب والبيوت.