فاته وخصاله
[عدل] شكله وهيئته
كان أشبه الناس بجده رسول الله في وجهه فقد كان أبيض مشرب بالحمرة، فعن عقبة بن الحارث أن أبا بكر الصديق لقي الحسن بن علي فضمه إليه وقال بأبي شبيه بالنبي ليس شبيه بعلي وعلي يضحك، وكان شديد الشبه بأبيه في هيئة جسمه حيث أنه لم يكن بالطويل ولا النحيف بل كان عريضا.
[عدل] الكرم والعطاء
سمع رجلاً إلى جنبه في المسجد الحرام يسأل الله أن يرزقه عشرة آلاف درهم، فانصرف إلى بيته وبعث إليه بعشرة آلاف درهم.
وحيّت جارية للحسن بطاقة ريحان، فقال لها: « أنت حرّة لوجه الله » فقيل له في ذلك، فقال أدّبنا الله فقال: « {وإذا حيّيتم بتحيّة فحيّوا بأحسن منها} وكان أحسن منها إعتاقها ».
وقد قسّم كلّ ما يملكه نصفين، ثلاث مرّات في حياته، وحتّى نعله، ثمّ وزّعه في سبيل الله كما يقول عنه الرّاوي مخاطباً إيّاه «وقد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات حتّى النّعل والنّعل».
ويذكر أنه في أحد الأيام دخل فقير المسجد يسأل الناس فأرشده رجلا إلى الرجال الذين كانوا في ذلك الجانب من المسجد ليسألهم، وحين توجه إليهم فإذا بهم: الحسن والحسين، وعبد الله بن جعفر. فبادر الإمام الحسن بإعطاء الفقير 50 درهم، والإمام الحسين أعطاه 49 درهم، وعبد الله بن جعفر أعطاه 48 درهم.
وكان من ألقابه "الزكي"، و"كريم أهل البيت".
[عدل] الحلم
روي أنّ شاميّاً رأى الإمام راكباً فجعل يلعنه والحسن لا يردّ، فلمّا فرغ أقبل الحسن فسلّم عليه وضحك فقال: « أيّها الشّيخ أظنّك غريباً ولعلّك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لانّ لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كثيراً».فلمّا سمع الرّجل كلامه بكى، ثمّ قال: أشهد أنّك خليفة الله في أرضه، ألله أعلم حيث يجعل رسالته.
ومروان بن الحكم، لمّا مات الحسن، بكى مروان في جنازته، فقال له الحسين، أتبكيه وقد كنت تُجرَّعه ما تُجرّعه؟ فقال: إنّي كنت أفعل ذلك إلى أحلم من هذا، وأشار بيده إلى الجبل.
[عدل] من أقواله وحكمه
لا تعاجل الذنب بالعقوبة واجعل بينهما للاعتذار طريقاً.
المزاح يأكل الهيبة، وقد أكثر من الهيبة الصامت.
الفرصة سريعة الفوت، بطيئة العود.
تُجهل النعم ما أقامت، فإذا ولت عرفت.
ما تشاور قوم إلا هدوا إلى رشدهم.
اللؤم أن لا تشكر النعمة.
الخير الذي لا شر فيه: الشكر مع النعمة، والصبر على النازلة.
هلاك المرء في ثلاث، الكبر والحرص والحسد، فالكبر هلاك الدين، وبه لعن إبليس، والحرص عدو النفس، به أخرج آدم من الجنة، والحسد رائد السوء، ومنه قتل قابيل هابيل.
لا أدب لمن لا عقل له، ولا مروءة لمن لا همة له، ولا حياء لمن لا دين له، ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل، وبالعقل تدرك الداران جميعاً، ومن حرم العقل حرمهما جميعاً. (أعيان الشيعة 4 ق1/107).
مكارم الأخلاق عشر: صدق اللسان، وصدق البأس، وإعطاء السائل، وحسن الخلق، والمكافأة بالصنائع، وصلة الرحم، والترحم على الجار، ومعرفة الحق للصاحب، وقري الضيف، ورأسهن الحياء.
فوت الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها. (الحسن بن علي لعبد القادر أحمد اليوسف: 60).
ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد. (مطالب السؤول: 69).
علّم الناس علمك، وتعلّم علم غيرك، فتكون قد أتقنت علمك، وعلمت ما لم تعلم. (كشف الغمة: 170).
لرجل أبلّ من علة: إن الله قد ذكرك فاذكره، وأقالك فاشكره.
إذا أضرت النوافل بالفريضة فارفضوها.
من تذكر بعد السفر اعتدّ.
بينكم وبين الموعظة حجاب العزة.
إن من طلب العبادة تزكى لها.
قطع العلم عذر المتعلمين. (تحف العقول: 169).
أحسن الحسن الخلق الحسن. (الخصال: 29).