أسماء الله ليست محصورة بعدد معين، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم، في الحديث الصحيح: ( اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ). إلى أن قال: ( أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ). وما استأثر الله به في علم الغيب لا يمكن أن يعلم به، وما ليس معلوما ليس محصورا.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن لله تسعا وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ). فليس معناه أنه ليس له إلا هذه الأسماء، لكن معناه أن من أحصى من أسمائه هذه التسعة والتسعين فإنه يدخل الجنة فقوله: ( من أحصاها ) تكميل للجملة الأولى وليست استنئافية منفصلة، ونظير هذا قول العرب: عندي مئة فرس أعددتها للجهد في سبيل الله، فليس معناه أنه ليس عنده إلا هذه المئة؛ بل هذه المئة معدة لهذا الشيء.
.............................. وأتجاوز كذا سطر من الفتوى إلى أن قال الشيخ:
وليس معنى إحصائها أن تكتب في رقاع ثم تكرر حتى تحفظ ولكن معنى ذلك:
أولا: الإحاطة بها لفظا.
ثانيا: فهمها معنىً.
ثالثا: التعبد لله بمقتضاها ولذلك وجهان:
الوجه الأول: أن تدعو الله بها لقوله تعالى: { فادعوه بها }. بأن تجعلها وسيلة إلى مطلوبك، فتختار الاسم المناسب لمطلوبك، فعند سؤال المغفرة تقول: يا غفور اغفر لي، وليس من المناسب أن تقول يا شديد العقاب اغفر لي، بل هذا يشبه الاستهزاء، بل تقول أجرني من عقابك.
الوجه الثاني: أن تتعرض في عبادتك لما تقتضيه هذه الأسماء، فمقتضى الرحيم الرحمة، فاعمل العمل العمل الصالح الذي يكون جالبا لرحمة الله، هذا هو معنى إحصائها، فإذا كان كذلك فهو جدير لأن يكون ثمنا لدخول الجنة. اهـ .
............
أختي الحبيبة.. هذه الفتوى قد بينت كيفية التعبد بأسماء الله على الوجه المشروع.. وإن أحسست بأن فيها شيئا غير مفهوم.. فلا تتردي بالسؤال وأنا تحت أمرك إن شاء الله.