قوله تعالى : " ذق إنك أنت العزيز الكريم " قال ابن الأنباري : أجمعت العوام على كسر ( إن ) وروي عن الحسن عن علي رحمه الله ( ذق أنك ) بفتح ( أن ) وبها قرأ الكسائي ، فمن كسر ( إن ) وقف على ( ذق ) ومن فتحها لم يقف على ( ذق ) ، لأن المعنى ذق لأنك وبأنك أنت العزيز الكريم ، قال قتادة : نزلت في أبي جهل وكان قد قال ما فيها أعز مني ولا أكرم ، فلذلك قيل له ، ( ذق إنك أنت العزيز الكريم ) وقال عكرمة : " التقى النبي صلى الله عليه وسلم وأبو جهل فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله أمرني أن أقول لك أولى لك فأولى ، فقال : بأي شي تهددني ! والله ما تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئاً ، إني لمن أعز هذا الوادي وأكرمه على قومه ، فقتله الله يوم بدر وأذله " ونزلت هذه الآية ، أي يقول له الملك : ذق إنك أنت العزيز الكريم بزعمك ، وقيل : هو على معنى الاسخفاف والتوبيخ والاستهزاء ، والإهانة والتنقيص ، أي قال له : إنك أنت الذليل المهان ، وهو كما قال قوم شعيب لشعيب : " إنك لأنت الحليم الرشيد " [ هود : 87 ] ، يعنون السفيه الجاهل في أحد التأويلات على ما تقدم ، وهذا قول سعيد بن جبير