سميرة اسلام أول امرأة عربية تفوز باليونسكو
لم تكن البروفيسور سميرة ابراهيم اسلام اول سيدة عربية ومسلمة تحصل على جائزة اليونسكو للمرأة والعلوم لعام 2000 فحسب فقد كانت تلك الاسبقية متممة لسلسلة من النجاحات التي حققتها في مسيرتها العلمية والعملية لتكون من بين صفوة عالمات العالم نظير ما قدمته من ابحاث وانجازات
أولى الخطوات كانت لها بصمات بارزة في تغييرخارطة التعليم النسائي في الجامعات بصفتها رئيسة الاقسام العلمية بمكة وجدة ما شجعهاعلى استحداث
الكثير من برامج التعليم الحديث العلمية ثم بدأت بتأسيس أقسام الكيمياء والفيزياء والأحياء والرياضيات بكلية التربية بفرع مكة المكرمة حيث تلقت الطالبات لأول مرة الدروس العلمية في المختبرات تلا ذلك في الفترة من 1975م-1980م شاركت بتأسيس كلية الطب والعلوم الطبية واختيار الهيئة التدريسية والإدارية والمنشآت وبرامج الدراسة والتدريب بما في ذلك المكتبة والمستشفى ومركز الملك فهد للبحوث الطبية وكانت في ذلك الوقت أول سيدة تمنح لقب( وكيلة) في جامعات المملكة كما استحدثت كلية العلوم للطالبات ضمن مرافق كلية الطب وعكفت على تطويرها حتى أصبحت كلية مستقلة بالجامعة.ثم وضعت برنامج البكالوريوس للتمريض في كلية الطب والعلوم الطبية وتولت مسؤوليته بالكامل لأن هذا البرنامج لم يكن له نظير في قسم البنين وبالتالي ترك لها عميد الطب والعلوم الطبية كامل المسؤولية لوضع هذا البرنامج. مرضى زراعة الاعضاء في عام 1978م تولت عمادة برنامج التمريض بعد أن قامت بإنشاء القسم وتأسيسه في كلية الطب للطالبات....من جهة أخرى قمت بإنشاء معهد العلوم الصحية للبنات والتابع لوزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة والذي يمنح الثانوية الفنية المتخصصة في العلوم الطبيةوفي عام 1982استحدثت وحدة قياس الأدوية من ميزانية أبحاثها المدعمة من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وساهمت الوحدة بدور فعال في مساعدة الأطباء على ضبط الجرعات العلاجية بما يناسب كل حالة على حدة ومازالت تقدم خدماتها للمرضى بما في ذلك مرضى زراعة الأعضاء فضلاً عن توفير قاعدة بيانات خاصة بالأبحاث الطبية المتعلقة بالتداخلات الدوائية وحركية الدواء والاستجابة الإكلينيكية. منظمة الصحة العالمية تجاوزت انجازات الأستاذة الدكتورة سميرة إسلام الصعيد المحلي ووصلت بنجاحاتها وأهميتها لتصبح بصمة بارزة على المستوى العالمي تمثلت في انضمامها لهيئة الأمم المتحدة وعملها كمستشارة إقليمية بمنظمة الصحة العالمية Who حيث شغلت هذه الوظيفة بالمكتب الإقليمي لشرق الأبيض المتوسط في برنامج الأدوية الأساسية،وامتدت علاقتها بهذه الهيئة إلى حين حصولها على الترشيح لجائزة اليونسكو الدولية التي رشحت لها 400 عالمة وباحثة من جميع قارات العالم وتدرَّج الإختيار إلى أن وصل لنخبة من السيدات قدر عددهم بـ 32 سيدة فقط يمثلون العالم كأكثر النساء تميزاَ في مجال العلوم وكانت بذلك المرأة المسلمة والعربية الوحيدة ضمن هذه النخبة من العالمات. تم ذلك بعد الدعوة المقدمة من اليونسكو إلى دول العالم كافة تطلب فيها من المؤسسات الرسمية ترشيح من تراهم مناسبات لهذا اللقب و لم تكن تتوقع اسلام الفوز بل على العكس كان مترددة في ارسال اوراقها الى رئيس قسمها . التقنيات الحديثة عن الصعوبات التي يعاني منها الباحث والعقبات التي تقف في طريق اتمام بحثه ودور التقنيات الحديثة في خدمة البحث العلمي . حاليا تقول:أول الصعوبات هي عدم وجود الدعم المادي اللازم لاستمرار البحث فهناك أعداد كبيرة من الباحثين المؤهلين لكن ليس بإمكانهم استكمال أبحاثهم بسبب ضعف الدعم وعدم توفر الأجهزة الكافية وثانيها عدم وجود المساعدين المتقنين لحرفتهم سواءً العمل السكرتاري أو التقني اما كيف خدمت التقنيات الحديثة البحث العلمي؟ فان توفروسائل المعرفة المتاحة من وسائل حاسوبية والكترونية وبرمجيات وكتب علمية وإنترنت وغيرها كل ذلك هو الذي يهيئ للباحث مكتبة خاصة لم تكن متوفرة سابقاً إلا في الجامعات المرموقة بينما هي الآن في متناول أيدينا وبأسرع الطرق وأكثرها تطوراً.... وكذلك تساهم في بناء القاعدة أو الدائرة الثانية التي تؤهل المرأةحتى ولو من منزلها وتسهل عليها مهمة اكتساب المهارات والمشاركة في البحث العلمي مثلاً بإستطلاع الآراء. المرأة والبحث العلمي وتتلخص وجهة نظرها بدور المرأة في مجال البحث العلمي بأن هناك دائرتين أساسيتين الأولى: محدودة نسبياً تضم دور المرأة في العمل البحثي في المؤسسات والجامعات والجهات البحثية المتخصصة والتي تعتمد على أفراد مهنيين ومؤهلين للقيام بهذه البحوث ويتعلق مدى نجاح هذه الجهات على إنتاجها البحثي الذي يتوقف على عدة عوامل منها الإنتقائية الصحيحة لأفراد فريق البحث ذهنياً وابتكارياً. اما الدائرة الثانية: أكثر اتساعاً وشمولية لأنها تشمل المجتمع بأكمله في كل مجالات الحياة كالإجتماعية والنفسية التي مازلنا نحتاج فيها لعمل إحصائيات وتوفير نسب سليمة هي القاعدة لإنطلاق الأبحاث.واخيرا تتحدث العالمة سميرة ابراهيم اسلام عن طفولتها وبداياتها قائلة :لوالدي ووالدتي الفضل الأول بعد الله سبحانه وتعالى فقد تكبدوا المشقة لإيجاد فرص تعليمية لي ولأشقائي،وكانت البداية في مكة والطائف حيث عمل والدي في وزارة المالية، ثم انتقلنا إلى جدة وبدأنا بالذهاب إلى(الكتَّاب) في الصباح يليه دروس المساء مع مدرسين مدارس تحضير البعثات في المنزل.بعد ذلك ذهبنا إلى الإسكندرية حيث كانت الإنطلاقة الحقيقية في مجال التعليم وكانت أسرتي دائماً حولي تشجعني وتعطي أهمية كبيرة لرغباتي التحصيلية التي لم يقفوا ضدها أبداً وكذلك أبنائي الذين كان عملي شريكاً لهم في كافة مراحل حياتهم.
ص الصباح العراقية
__________________
تقنية استشعار السوائل بالباعث الضوئي.