منتدى مدرســـة تيمــــــور باشـــــــــا
أهلا بك فى منتدى مدرسة تيمور باشا الإعدادية
منتدى مدرســـة تيمــــــور باشـــــــــا
أهلا بك فى منتدى مدرسة تيمور باشا الإعدادية
منتدى مدرســـة تيمــــــور باشـــــــــا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مدرســـة تيمــــــور باشـــــــــا

منتدى مدرسة تيمور باشا منتدى دراسى يهدف لتنمية التواصل والإبداع لدى الطلاب
 
الرئيسيةكلام على طولأحدث الصورالتسجيلدخول



مدرستي أنا




الاكتشاف و الاختراع Oaduui11
شات مع الادمن مباشرة
المواضيع الأخيرة
» تصوير كل المناسبات باقل الاسعار تصوير كل المناسبات
الاكتشاف و الاختراع I_icon_minitimeالجمعة مايو 16, 2014 1:58 pm من طرف اتش بي

» برامج حسابات اوراكل ويب ديزاين اي كلاود -مخازن-مقاولات-بيع وحدات جاهزه-سمسار عقاري-مطاعم-سوبرماركت-حسابات سياحه-بيانات جوزازات المعتمرين-حسابات تذاكر الطيران
الاكتشاف و الاختراع I_icon_minitimeالجمعة مايو 16, 2014 1:56 pm من طرف اتش بي

» فوائد الغش
الاكتشاف و الاختراع I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 18, 2013 5:33 pm من طرف kongfu boy

» السلام عليكم
الاكتشاف و الاختراع I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 28, 2013 4:46 am من طرف amal abdulrahman

» اذا احببت شخصا
الاكتشاف و الاختراع I_icon_minitimeالسبت يونيو 15, 2013 2:34 am من طرف kongfu boy

» متى سترفع النتيجة ؟
الاكتشاف و الاختراع I_icon_minitimeالأربعاء مايو 15, 2013 10:59 am من طرف elasfora

» أفضل شيء عند الشباب والبنات...جبت لكم موضوع مرررره رهيب.................................................
الاكتشاف و الاختراع I_icon_minitimeالجمعة أبريل 19, 2013 7:40 am من طرف Admin

» كيف نقي أنفسنا من أشعة الشمس الضارّة فى فصل الصيف ؟
الاكتشاف و الاختراع I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 16, 2013 9:03 am من طرف shery adel

» الحب تلك الكلمة المكونة من حرفين
الاكتشاف و الاختراع I_icon_minitimeالسبت أبريل 13, 2013 6:22 am من طرف shery adel

» أنآقـــه اللسآن
الاكتشاف و الاختراع I_icon_minitimeالسبت أبريل 06, 2013 1:53 am من طرف shery adel

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
pubarab
الحكــــمة
قال بعض السلف:"قد أصبح بنا من نعم الله تعالى ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه فلا ندري أيهما نشكر، أجميلُ ما ينشر أم قبيح ما يستر...؟"
أعلن معنا
الاكتشاف و الاختراع Images-20ca132bf5
مكتبة الصور
الاكتشاف و الاختراع Empty

 

 الاكتشاف و الاختراع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هاجر احمد
عضو مميز
عضو مميز
هاجر احمد


الاكتشاف و الاختراع 28nvrt
نقاط : 11844
السٌّمعَة : 13

بطاقة الشخصية
هوايات: القراءة والاطلاع

الاكتشاف و الاختراع Empty
مُساهمةموضوع: الاكتشاف و الاختراع   الاكتشاف و الاختراع I_icon_minitimeالجمعة أبريل 16, 2010 9:53 am

الاكتشاف و الاختراع Icon_tongue الاكتشاف و الاختراع Icon_tongue الاكتشاف و الاختراع Icon_tongue الاكتشاف و الاختراع Icon_tongue الاكتشاف و الاختراع Icon_tongue
الاكتشافات والاختراعات
خلق الإنسان محتاجاً، وخلقت كثير من حوائجه في الكون، وهدي الإنسان إلى أن حوائجه في الكون.
قال سبحانه: (الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى)(1).
ولا فرق في كون الكون مخزناً لحوائج الإنسان، بين كونه مخزناً لحوائجه بسبب ذخائره الموجودة، مثل الماء والفاكهة واللحم، أو بسبب قوانينه المودعة، مثل قانون أرخميدس، وقانون حمل الهواء للطائرة إلى غيرهما، فقد ملأ الكون بمليارات القوانين، وكل اكتشاف إنما هو وصول إلى قانون من تلك القوانين الكونية، أو قوانين منها.
وإنما نقول [كثير من حوائجه…] لأن حاجات الإنسان لا يملؤها عالم الدنيا، حيث خلق الإنسان للآخرة، وهناك تملأ حوائجه، أما الدنيا فهي معبر وقنطرة، ولذا نجد أي إنسان في أي حال كاسف البال يتمنى ما لا يدركه إلى أن يموت.
الاختراع بحاجة إلى الفكر والعمل
ثم الإنسان في محاولته تحصيل حاجاته من الكون، يحتاج إلى أمرين: [الفكر] و [العمل] مثلاً: الإنسان بحاجة إلى أغصان الشجر لدفئه أو طبخه، فيفكر في صنع المنشار، ثم يصنع المنشار لقطع الأغصان والفكر قد يأتي بشيء جديد مثل صنع الفأس إضافة إلى المنشار، وقد يأتي بتحسين جديد، في الشيء القديم، مثل تحسين المنشار من اليدوي إلى الكهربائي، والغالب أن التفكير يهدي إلى تفكير آخر، والعمل يهدي إلى عمل آخر.
الفرق بين الاكتشاف والاختراع
وقد اصطلحوا على تسمية ما يعرف بعد أن لم يكن معرفاً بـ[الإكتشاف] وتسمية ما يصنع بعد أن لم يكن صنع بـ[ـالاختراع] فاكتشاف أن الهواء كالماء تسرع في المجرى الضيق أسرع منها في المجرى الواسع، مما انتهى إلى صنع الطائرة، يسمى اكتشافاً، أما صنع الطائرة فيسمى اختراعاً… والحاجة والفكر والاختراع أمور تسلسلية، اذ بعد الاختراع يكتشف حاجة جديدة ففكر لملئه، فاختراع، وهكذا، مثلاً: الحاجة إلى السرعة أوجبت اختراع السيارة، فاحتاج الإنسان بسببها إلى كراجات، والكراج يحتاج إلى المحافظ، وهكذا.
ثم إن الفكر والاختراع، لابد وأن يستند إلى فكر سابق، ومادة سابقة فمثلاً: تفكير صنع الباخرة البخارية يتولد من فكرة المراكب الشراعية، فالفكر الجديد استند إلى فكر قديم، كما أن الباخرة بنفسها تتهيئ من مواد موجودة كالخشب والألمنيوم وما أشبه، وقد ذكروا أن السيارة تصنع من أكثر من خمسين مادة من المواد المأة والبضع المكتشفة.
بين المخترعات الجديدة والقديمة
والمخترع الجديد قد يوجب إخلاء مكان المخترع القديم، مثل الأواني الفلزية التي أخذت مكان الأواني الحجرية والخشبية والفخارية والعظمية، وقد يبقى المخترع القديم، مثل الطائرة لم تتمكن أن تطرد السيارة عن الميدان، وذلك لأن بعض الحاجات لا تتأتى بالمخترع الجديد أو أن ذلك باهظ التكاليف مما لا يتحمله كثير من الناس، كالطائرة لا تتمكن أن توصل الإنسان في المدن إلى دورهم، ومحلات عملهم، وكذلك في الأسفار بين المدن، الطائرة تكلف أجوراً باهظة مما لا يتمكن عليها غالب الناس، ولذا بقيت السيارة على حالها السابق.
المخترعات… والاجتماع
والمخترع الجديد، حاله، حال الفكر الجديد، والمؤسسة الجديدة، كثيراً ما يرتطم بقسم من الاجتماع الذين يقاومون كل شيء جديد، خوفاً على مصالحهم، أو حسداً لتقدم الآخرين عليهم، ولذا كان الناس أصحاب المصالح يحاربون الأنبياء، لأن فكر الأنبياء كان خطراً على مصالحهم، وإذا فتحت مؤسسة تربوية جديدة خاف أصحاب الكتاتيب من أن تسحب المؤسسة الجديدة تلاميذهم، وكذا إذا ظهر العقل الإلكتروني لحسابات المطار، حاربه ألوف من عمال المطار، لأن ذلك يأخذ زمام العمل من أيديهم، وقد يكون الأمر حسداً محضاً، قال تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)(2).
أما عامة الناس فإن كان المخترع الجديد ينفعهم استقبلوه استقبالاً بقدر انتفاعهم منه، فلو فرض أن المخترع لم ينفع الاجتماع، لم يستقبل منهم، ولذا نجد أن المخترعين بعضهم يحظى بقبول الناس لاختراعه وبعضهم لا يحظى بذلك، أما إذا كان المخترع ينفع الاجتماع، فهو الذي يستقبله الاجتماعات كل بقدر حاجته مثلاً: تستقبل المدن الصناعية الوسيعة السيارات بما لا تستقبلها المدن غير الصناعية وبالأخص الصغيرة منها.
وذلك لأن سعة المدينة، واحتياج الصناعة إلى الحمل والنقل، تزيدان زيادة كبيرة من الاحتياج إلى السيارة، ثم إن الاجتماع قد يحتاج إلى المخترع لكن لعدم وجود المال له، أو عدم وجود سائر الوسائل الملازمة لذلك المخترع أو لمحذور في ذلك، يكف الاجتماع عن استقباله، مثل المجتمعات الفقيرة بالنسبة إلى الوسائل الكمالية، ومثل القرية التي لا كهرباء لها بالنسبة إلى المروحة والمدفأة، مع كمال احتياج أهل القرية إليها، ومثل خطر الطائرات السريعة جداً التي تبعث على خرق بعض الأغلفة الجوية، مما يكون في خرقها أضرار كبيرة على الإنسان، فإن خوف الضرر يمنع من صنعها واستعمالها، وإن كثر الاحتياج إليها.
الاختراع يلد الاختراع
وكما أن الشيء الجديد وليد الفكر، كذلك بدوره يولد الفكر، مثلاً: الفكر يولد التراكتور، وهو يولد فكراً لأجل ماكنة تعمل على الحصاد، وهكذا تتراكم في عالم الثقافة الأفكار الخلاقة، وفي عالم الخارج المواد الرافعة للاحتياجات، نعم الرأسمالية، لأجل مزيد الاسترباح تعمل على:
1 ـ إنتاج حاجات جديدة وهمية، وتملأ الأسواق بها، مدعومة بدعاية كبيرة، لتستدر بذلك آخر نقد في صناديق الناس أمثال الموضة الجديدة ونحوها.
2 ـ تعمل حاجات جديدة لأجل التخريب، أمثال بعض الأدوية الضارة المثيرة لأمراض، حتى تروج أسواق الأدوية ونحوها.
3 ـ تعمل مصنوعات جديدة سريعة العطب، مكان ما ليس كذلك، لبيع قطع الغيار، أو اصل المصنوع بعد سقوطه عن الانتفاع لخلل فيه.
فاللازم أن لا يشتبه الإنسان بين ما نحن بصدده، وبين الفكر والاختراع الموجبين للتأخر والانحطاط.
أرضية الاختراع
ثم الجديد قد يكون الفكر، وقد يكون الصنعة، وكلاهما بحاجة إلى أرضية صالحة، ففي جو الأمية والكبت العملي لا يولد الفكر الجديد، وفي الصنعة إذا أريد صنعها أو كمالها، احتاج إلى خمسة أشياء:
1 ـ الحرية، إذ بدون الحرية يطرد الصانع، بل أحياناً يعدم، ولذا اختفى جابر بن حيان خوفاً من الخليفة العباسي إلى أن مات، ولم يظهر مختبره في الكوفة إلا بعد ثلاثة قرون، وحرم العالم عن كثير من اختراعاته.
2 ـ التشويق حيث له كامل الأثر في اندفاع الإنسان إلى الأمام.
3 ـ الإمكانيات للاختبار، فإن الصنائع خصوصاً المعقدة منها بحاجة إلى إمكانيات مادية من مختبر ومال وما أشبه.
4 ـ التنافس فإن التنافس من أقوى محفزات الإنسان للتقدم، إذ لا يتمكن الإنسان ـ بطبعه ـ أن يرى نفسه متأخراً وغيره يتقدم عليه، وحتى الجنة جعلها الله سبحانه في معرض التنافس، فقال سبحانه: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)(3).
5 ـ ظهور الصنعة الجديدة في العالم الخارجي، فإن من طبيعة المخترع العمل والضغط على فكره إذا رأى نتيجة عمله، وبالعكس إذا لم يرها، مثلاً مخترع التلفون إذا رأى ان التلفون صار وسيلة المكالمة في الاجتماع اهتم بتحسينه، واختراع شيء آخر، أما إذا لم ير ذلك، لا يهتم بأي من الأمرين.
بل في الفكر أيضاً الحال كذلك فإذا أظهر الإنسان فكراً جديداً، فرأى الاستقبال له حفزه ذلك إلى تحسينه، باكتشاف سائر خصوصياته، وبالضغط على نفسه لفكر جديد، وإلا لم يفعل أياً من الأمرين…
والفكر الجديد المناقض للفكر القديم، يأخذ مكان الفكر القديم حيث لا يمكن التناقض، مثل التوحيد في الجزيرة، عند ظهور الرسول صلى الله عليه وآله حيث أخذ مكان فكرة الشريك.
ولا يلزم في المفكرين المناقضين أن ينتهيا إلى نتيجتين متناقضتين، وإن كان الواقع لا يقبل إلا أحدهما، مثلاً: فكرة أن الشمسي تدور حول الأرض، وفكرة أن الأرض تدور حول الشمس، لا يمكن الجمع بينهما في الواقع، مع أن نتيجة كلتيهما واحدة، ولذا لم يختلف علم الفلك الجديد عن علم الفلك القديم في النتائج المترتبة عليهما، وإن اختلفا في كيفية الاستدلال.
استيراد الفكر والصنعة
والجديد من الفكر أو الصنعة، قد يظهر من داخل الاجتماع، وقد يستورد من اجتماع آخر، فإن المجتمعات تعين بعضها البعض في تجديد الحياة فكرياً وعملياً لكن كل مجتمع ليس صالحاً لاستيراد الأفكار أو الصنائع الجديدة، إذ الاستيراد بحاجة إلى التهيؤ النفسي للمجتمع المستورد والتهيؤ الأجوائي، فمثلاً: فكرة التوحيد لم تجد مجالاً في العالم الغربي لعدم التهيؤ النفسي لأولئك في تقبل هذه الفكرة.
كما أن فكرة الشيوعية لم تجد ترحيباً في العالم الإسلامي لعدم التهيؤ النفسي للمسلمين لاستقبال هذه الفكرة… وكذلك الحال في الصناعة، حيث أنها لا تنمو ولا تتحرك إلا في المكان المناسب، فسكان الغابات والجبال لا يرحبون بالسيارات والتراكتورات حيث أن أجواءهم لا تسمح بذلك.
وقد يرحب مجتمع بفكرة أو صنعة جديدة، لكن حيث لا أجواء لهما، لا تدومان في البقاء، وإنما يكون الأمر بالنسبة إلى المجتمع المستورد، تحميلاً يرفضه بمجرد ان وجد مجالاً للرفض، كفكرة الــــقومية في البلاد الإسلامية، وكصنع الخمرة، فإنهما حملا على البلاد، وفي أول فرصة متاحة لأي بلد إسلامي رفضهما بشدة.
ولذا نرى أن الاستعمار يتوسل بكل وسيلة، لتهيئة الأجواء النفسية والمحيطية لأجل إصدار مبادئه وبضائعه، فيعمم ثقافته قبل الغزو بمدة مديدة [أنظر التبشير والاستعمار] كما يحطم وسائل عيش البلد الذي يريد غزو أسواقه، حتى بطريقة الاغتيال وهكذا، ليخلو الجو لفكرته أو بضاعته.
وبالعكس من ذلك إذا كان الاجتماع مهيأ لفكرة أو صنعة، تقبلهما سرعة بل المجتمع في الحال التحرك، أسرع شيء إلى استيعاب الأفكار والصنائع ولذا نجد أن المجتمع الإسلامي في أول ظهور الإسلام، رحب بكل فكرة صحيحة وبكل صناعة جديدة، سواء استوردوا من مصر أو إيران أو الهند أو غيرها، بل أضافوا عليهما بالقدر الممكن.
وقد ذكر بعض علماء الفلسفة أن علماء الإسلام الذين كانوا بصدد علم الفلسفة استوردوا مائتي مسالة، وأضافوا عليها خمسمأة مسالة، حتى صارت مسائل الفلسفة عندهم سبعمأة فلسفة ولولا وقوف الأمويين والعباسيين ثم العثمانيين سداً أمام العلم والصنعة لكان العالم واصلاً قبل قرون وقرون، إلى ما وصل إليه اليوم.
وكذلك نرى في هذا القرن تحول اليابان من بلد متخلف إلى بلد صناعي يهابه حتى العالم الصناعي، لأنها تمكنت أن تستوعب العلم والصناعة في مدة وجيزة، حيث أتيحت لها الحريات السياسية، مما تمكنت بسببها من تفجير الطاقات، وتقديم الكفاءات.
ومشكلة بلاد الإسلام اليوم، نفس مشكلتها في زمن أولئك الخلفاء، حيث الديكتاتورية الشديدة، نعم تغيرت الصورة فالخليفة صار ملكاً وراثياً، أو رئيساً انقلابياً، وكلاهما يخنق الشعب أبشع خنق، وزاد اليوم استعمار الغرب والشرق للبلاد، حيث أصبح الملوك والرؤساء عملاء صريحين في العمالة أو مغفلين بأغلفة من الشيوعية والبعثية والقومية والديمقراطية وما أشبه، ومادام الأمر كذلك فالتخلف باق، وإسرائيل تزيد في الاغتصاب، وكل ما عدا الحريات السياسية و… ليس إلا شعاراً يختفي الديكتاتور وراءه.
والخط المائز بين الاستشارية والديكتاتورية، الأحزاب الحرة، والصحف الحرة، والانتخابات الحرة و… كل ذلك في نطاق الإسلام… لا الخطابات والشعارات والمؤتمرات وما أشبه، وقد ألمعنا إلى بعض ذلك في كتاب [الفقه ـ السياسة].
وكيف كان فالمجتمعات تتعاون بعضها مع بعض في إصدار واستيراد الثقافة الجديدة والصناعة الجديدة، بل البشرية كلها تاريخ ممتد واحد للثقافة والصناعة، ولذا نرى في كل حضارة آثار حضارة أخرى معاصرة أو ماضية، وحتى في القرآن الحكيم، كلمات من سائر اللفات، وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرسل إلى اليمن وغيرها بعض المسلمين، ليتعلموا بعض الصناعات، ولا غزو، فالحكمة ضالة المؤمن يأخذها أين وجدها(4).
وإذا نظرنا اليوم إلى بلاد الإسلام، نرى فيها الورق من الصين، والأرقام من الهند، وأقواس النصر من الرومان، والمنطق من اليونان، ونقابات العمال من أوروبا في القرون الوسطى، نعم كان شبه ذلك في الإسلام [كنقابة العلويين] والصناعات الحديثة من مختلف بلاد العالم المعاصر، إلى غير ذلك وهكذا حال كل حضارة غير عليها الزمان.
التراث
ثم إن علماء الاجتماع اصطلحوا [التراث] على كل من الثقافة والصناعة التي يرثها الأخلاف من الأسلاف… والتراث بحاجة إلى الصيانة، وإلا اندثر وإلى الإنماء وإلا تأخر، وكل من الصيانة والإنماء بحاجة إلى مؤهلات كثيرة، من أهمها الحرية، حيث تكون محلاً خصباً للعمل، والمؤسسات حيث تتعاون فيها القدرات أي العمل، ويكون لها الاستمرار وإن تبدل فيها الأفراد.
المخترعات الجديدة بين التأثير والتأثر
ثم إننا إذا لاحنا الشيء الجديد في الاجتماع، رأينا أحوالاً خمسة:
1 ـ 2 ـ التأثير المباشر في شيء أو أشياء.
3 ـ والتأثير غير المباشر.
4 ـ والتأثر، أي تأثير جديدين كل منهما في الآخر.
5 ـ وتأثير جملة أمور في أمر واحد [إضافي: بالاصطلاح المنطقي].
(فالأول): مثل تأثير المنفتحات الكهربائية التلفونية لأبواب الدور، في عدم احتياج صاحب الدار إلى التحرك من مكانه، لأجل فتح الباب.
و(الثاني): مثل تأثير الراديو في التعليم والتربية وإيقاظ الناس، والتنزه وإعطاء الأوامر الحربية إلى الجبهات، وغيرها.
و(الثالث): مثل تأثير الطائرة الحربية، مباشرة في تقوية الجهة التي تملكها كما أثرت تأثيراً غير مباشر في سياسة الدول، حيث صارت الدولة القوية في نفسها ـ التي لا تملك الطائرة ـ ضعيفة في الملل، والدولة الضعيفة ـ مع تملكها الطائرة ـ قوية، فتولدت من الطائرة قوة الحرب، ومن قوة الحرب، قوة السياسة، وهكذا.
و(الرابع): مثل تأثير الصحف والتلفزيون أحدهما في الآخر، حيث أن التلفزيون تأخذ جملة من الأخبار وغيرها، من الصحف، والصحف بدورها تأخذ أشياء من التلفزيون لتنشرها على صفحاتها.
و(الخامس): مثل تأثير الأوراق النقدية، وأوراق القرضة، والحوالات والكفالات، والاعتمادات، وغيرها في البنك.
الفكر الجديد بين التأثير والتأثر
وكما تلاحظ الأقسام الخمسة بالنسبة إلى الشيء الجديد، كذلك تلاحظ كل الأقسام المذكورة بالنسبة إلى [الفكر الجديد: كالقانون] فربما ولد القانون قانوناً آخر أو عدة قوانين، وربما ولّد قانون قانوناً، والقانون الولد ـ بدوره ـ يولد قانوناً آخر، وربما ولدت عدة قوانين قانوناً، وربما أثر قانونان كل واحد منهما في الآخر:
1 ـ فالقانون الذي يولد قانوناً آخر، مثل قانون حرمة الخمر، حيث يولد قانون الحد لمن شربها.
2 ـ والقانون الذي يولد قوانين متعددة مباشرة، مثل قانون الزواج الذي يولد قانون النفقة وقانون الطلاق، وقانون الملامسة، وغيرها.
3 ـ والقانون الذي يولد قانوناً مباشراً وقانوناً غير مباشر، مثل قانون البيع، فيما يوجب الربح، حيث أن البيع أوله الملكية، والملكية أولدت وجوب الخمس، [لأن المعاملة اشتملت على الربح].
4 ـ والقانونان المؤثران كل منهما في الآخر، مثل قانوني الصوم والسفر فالسفر يوجب الإفطار في شهر رمضان، وشهر رمضان يوجب كراهة السفر.
5 ـ والقوانين المتعددة التي توجب أثراً واحداً، مثل قوانين البيع، والمضاربة، والمزارعة، والإرث، وغيرها، مما يؤثر في قانون الملكية الفردية ـ بمعناها العرفي ـ.
ولا يخفى أنه يمكن نقد بعض الأمثلة المذكورة، إلا أنه حيث كان المهم الإلماع لم يراع في الأمثلة الدقة.
وكما يمكن الأقسام الخمسة بالنسبة إلى الصنعة والقانون، كذلك يمكن بالنسبة إلى الظواهر الأخر، مثلاً: [في أشياء تؤثر في شيء واحد] أربعة أشياء معاً سببت الاستعمار:
1 ـ حب السياسيين لتوسعة بلادهم.
2 ـ رغبة الفاتحين للفتوحات ـ في الاستعمار العسكري ـ.
3 ـ اهتمام الكنيسة لإدخال الناس في دينها ـ في الاستعمار الغربي ـ.
4 ـ ولع الرأسماليين لفتح أسواق جديدة، ليشتروا منها المواد، ويبيعوا لها منتوجاتهم التي صنعتها معاملهم الكثيرة الإنتاج.
و[في شيئين كل منهما يؤثر في الآخر] مثلاً: الفقر والمرض، كل منهما يؤثر في الآخر، فالفقر يجب المرض، حيث أن الفقير يضطر إلى سوء التغذية والمرض يجلب الفقر، حيث أن المريض لا يتمكن من العمل الموجب للأجرة ونحوها، وكلما زاد المرض زاد الفقر، وكلما زاد الفقر زاد المرض.
وقد يكون التأثير المتقابل بين أكثر من شيئين مثل: [التفرقة اللونية، في أمريكا] و [أجرة العامل] و [قيمته الاجتماعية] فكلما زادت التفرقة قلّت الأجرة والقيمة، وكلما زادت الأجرة قلّت التفرقة وزادت القيمة، وكلما زادت القيمة قلّت التفرقة وزادت الأجرة.
[والشيء الواحد الذي يؤثر في أشياء] كالحبر تؤثر في الوضع السياسي والاقتصادي، والاجتماعي، فإذا نجحت، قويت الدولة، كما أنها تحطّم الاقتصاد، وتجعل المؤسسات الاجتماعية تغير أشكالها، فمن أعضائها من يقتل ومن يرتفع ومن ينسحب… وإذا فشلت، ضعفت الدولة، إلى آخره.
فائدة معرفة التأثيرات المتبادلة للأشياء
ثم إن فائدة معرفة أن الفكر والقانون والظواهر الاجتماعية، لها التأثيرات الخمسة المتقدمة، هي المعرفة المستقبلية، مما يسبب عدم ارتطام الاجتماع ـ لأجل الجهالة بالمستقبل ـ فقد تقدم أن الاجتماع إذا تحرك، ولم يضبط بضوابط شديدة من الرؤية للمستقبل وجعل الحلول للمشاكل الناجمة، انجر ذلك، إلى ترجرج الاجتماع، وربما إلى تصدعه، بمثل الحرب الأهلية، أو تحطمه.
ويمكن أن يعد مثالاً لذلك في العصر الحاضر.
1 ـ العراق، حيث أن فقد ساسته ـ في أيام الملكيّين ـ الرؤية المستقبلية، سبب انقلاب قاسم، ثم ترجرج العراق رجات شديدة لمدة ربع قرن، أي إلى اليوم.
2 ـ واليمن، حيث فقد ساستها الرؤية المستقبلية فأدى ذلك إلى الانقلاب الذي أوجب حرباً أهلية، ثم تقسيمها إلى دولتين بكل ويلاتهما التي دامت إلى الوقت الحاضر.
3 ـ وفلسطين، حيث فقد ساستها الرؤية المستقبلية مما أدى إلى اغتصاب اليهود لها، وطرد أهلها، وتحطمهم، وارتطامهم في ألوف المشاكل، مما لا يعلم مداها إلا الله سبحانه… إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة في العصور الماضية، وعصرنا الحاضر، والمستقبل مليء بذلك أيضاً…
ولذا يجب على الأمة أن تكون لها مدارس مستقبلية، بالنسبة إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ليستشف بها المستقبل فيعمل لذلك حتى لا يبتلى بما يظنه مفاجآت.
التأثيرات المتبادلة بين الفكر والصنعة
ثم إن الثقافة الجديدة المادية [الصناعة] والثقافة المعنوية [الفكر] تؤثر في مثلها، في القانون.
1 ـ فالقانون يؤثر في القانون.
2 ـ وفي المادة الخارجية.
3 ـ والمادة تؤثر في المادة.
4 ـ وفي القانون… وهكذا بالنسبة إلى سائر أقسام الفكر.
مثلا: قانون المرور يؤثر في قانون العقوبات، فلو لم يكن قانون المرور لم يكن قانون لعقوبة من خالف المرور… وقانون عرض الشوارع بقدر خاص مقرر، يؤثر في صنع البيوت والدكاكين بعيداً عن الآخر في الاتجاه المقابل بقدر عرض قرره القانون… والطائرات الحربية تؤثر في خراب المدن، كما أن طائرات المسافرين تؤثر في بناء المطارات… وصنع السيارة يؤثر في جعل قوانين السرعة وما أشبه.
والأمر بالنسبة إلى غير القانون كذلك، مثلا: القواعد الرياضية تؤثر في صنع الصواريخ… واختراع القنبلة الذرية تؤثر في قاعدة بناء الملاجئ، وهكذا.
وحيث هذا التشابك المعقد في الحياة اعتادت الحكومات الحاضرة على اجتماع ممثلين من كل الوزارات لأجل بناء مدينة جديدة لاستيعاب من يفقدون البيوت، لأن هناك مسألة الأرض، ومسألة الماء والكهرباء والتلفون، ومسألة مواد البناء، ومسألة المدارس والمستشفيات، ومسالة الشرطة والأمن، والقاضي والمسجد، ومسألة الراديو والتلفزيون والصحف، ومسائل أخر مادية ومعنوية، وكل جملة من تلك المسائل تتداخل مع جملة أخرى، وكل فئة من تلك المسائل ترتبط بوزارة من وزارات الدولة.
ومع تشابك الأفكار والماديات، فالدور الأول يكون للأفكار، وذلك لأن الفكر هو المسيطر على المادة لا العكس، وبالفكر تطور المادة، وتهيئ لأن تكون ملائمة للإنسان، وأن تعطي حاجاته من المأكل والملبس والمسكن والمركب وغيرها فإن مثل الفكر مثل القائد، ومثل المادة، مثل الجندي المطيع وفي الحديث: (فكرة ساعة أفضل من عبادة سبعين سنة)(5).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاكتشاف و الاختراع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مدرســـة تيمــــــور باشـــــــــا :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: