في أول تعليق لها على المجزرة التي نفذتها قوات الاحتلال بحق المتضامنين الأجانب على متن سفن كسر الحصار عن غزة، رأت صحيفة "هآرتس" أن الحكومة الإسرائيلية دخلت إلى مواجهات، وزجت بنفسها في ضائقة كانت بغنى عنها. وأشارت الصحيفة إلى أن الضائقة التي وقعت فيها (إسرائيل) باتت واضحة من خلال استدعاء كل من تركيا واليونان وأسبانيا وفرنسا والسويد وعدد آخر من الدول آخذ في الازدياد سفراء (إسرائيل) لديها.
وأوضحت الصحيفة أن أنقرة لن تسكت على مقتل مواطنيها وأنها لن ترضى أن تمر المجزرة مرور الكرام"، مشيرة إلى أن العلاقات الإسرائيلية - التركية في وضع لا تحسد عليه أصلاً بعد إهانة نائب وزير الخارجية داني ايالون لسفير تركيا، لافتة إلى أن تلك الاهانة لا تعتبر شيئًا أمام مقتل مواطنين أتراك على يد الجيش الإسرائيلي.
وترى "هآرتس" أن ردة فعل الاتحاد الأوروبي أيضًا لن تأتي هذه المرة كما يشتهي الاحتلال، فالسكوت يدل على العفو في حال قتل مواطنين أوروبيين خلال هذه الحملة، وفق الصحيفة.
وأكدت الصحيفة على أن الحكومة الإسرائيلية ستحاول تسويق قصتها حول ما جرى على متن السفن، ستقول إن جنودها تعرضوا للاعتداء وأن المتضامنين كانوا مسلحين، لكن ذلك لن يغير شيئًا في حقيقة الأمر، سوف يظل العالم يذكر الحادثة والأسطول الإنساني الذي أوقف بقوة السلاح".
واعتبرت الصحيفة أيضًا أن تداعيات المجزرة لن تأتي على النحو الذي ترغبه حكومة الاحتلال، و"حماس" سوف تستغل الموضوع لتسويق نفسها بالضفة الغربية وقطاع غزة، والأهم من ذلك كله هو فلسطينيو 48، الذين لا يعرف ماذا سيكون موقفهم في حال أُصيب رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح بأي مكروه.
[مجرم الحرب ايهود باراك يبرر المجزرة في مؤتمر صحافي . (أ.ب)]
مجرم الحرب ايهود باراك يبرر المجزرة في مؤتمر صحافي . (أ.ب)
وأوضحت أن الشعور بكراهية اليهود لا بد وأن يزداد لدى الشعب الفلسطيني بالداخل في أعقاب ما جرى، محذرة من اندلاع انتفاضة في اوساطهم في حال استشهد الشيخ رائد صلاح. وقالت الصحيفة إنه كان على الجيش الإسرائيلي أن يسيطر على سفن كسر الحصار من خلال استعماله لقوات ليست بالحجم نفسه، حيث كان الأجدر السيطرة على السفن واقتيادها إلى الميناء بطريقة هادئة دون أن يؤثر ذلك سلبًا على صورة (إسرائيل) ويشوهها في الخارج.
ووصفت الصحيفة العملية الاسرائيلية بالفاشلة، مشيرة الى انها لم تحقق الاهداف المرجوة انما شوهت صورة الاحتلال حتى لدى البلدان الصديقة.
وخلصت الصحيفة إلى أن للعملية أوجه فشل كبيرة للغاية، فإسرائيل فشلت إعلاميًا في حين نجح طاقم السفينة في إثارة مشاعر الرأي العام العالمي من خلال حملته الإعلامية وبثه لصور الشهداء والجرحى، كما فشل الاحتلال في تحقيق أهداف عمليته، والنتيجة ستكون الخسارة الفادحة فقط، ودعت الى تشكيل لجنة تحقيق في القرار الذي اتخذه المستوى السياسي الاسرائيلي بمهاجمة سفن كسر الحصار.
وكانت حكومة مجرم الحرب نتنياهو اتهمت أفراد أسطول الحرية بانهم "بادروا الى بدء أعمال العنف".
وزعم المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي الجنرال افي بنياهو انه يجهل "من اعطى الامر باطلاق النار" خلال العدوان على "اسطول الحرية". وقال متحدثا لاذاعة الجيش الاسرائيلي "لست ادري من اعطى الامر باطلاق النار، ما زال الوقت مبكرا لتحديد ذلك".- على حد كذبه -
واعترف بنياهو بان الجريمة وقعت في المياه الدولية بين الساعة 4,30 و5,00 فجراً على بعد سبعين او ثمانين ميلا (130 الى 150 كلم) عن سواحل" فلسطين المحتلة. وبموجب اتفاقات اوسلو الموقعة في 1993 احتفظت (اسرائيل) بالسيطرة على المياه الاقليمية قبالة سواحل غزة لمسافة عشرين ميلا (37 كلم).
وقد منعت الرقابة العسكرية الاسرائيلية نشر اي معلومات عن الشهداء والجرحى.