فى فبراير من عام 1958 تمت الوحدة بين مصر وسوريا على يد الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس شكرى القوتلى .. وبعد فترة وجيرة حدث الأنفصال .. وقيل ما قيل عن هذه الوحده وخاصة من الشامتين من أعداء الثورة .. وأعداء عبد الناصر من الرجعيين خدام الملك وعملاء الأستعمار .. ولست هنا بصدد إتباع الأسلوب المعروف للشرح والتبيان حول هذه الوحدة وظروفها التى تكلمنا وتكلم عنها الكثيرون على جميع المستويات .. وكثير منهم من هم أفضل منى توضيحا وسردا لأحداثها .. إلا إننى هنا فقط لأذكر بأننا كنا شعوب تحمل فى قلوبها المبادىء .. وكنا نتطلع دائما إلى غد مشرق .. وكنا نهتم بقضايا وطننا القومية .. وكنا مستعدين لتقديم المزيد من التضحيات من الدماء والأرواح الذكية فى سبيل رفع عزة وكرامة بلادنا ..
لكن اليوم .. قد أصبح كل فى شأنه .. لا يبحث سوى عن المال .. ولا يفكر سوى فى كيف يعيش فى رفاهية .. متطلعا إلى المزيد من الراحة والأرتقاء إلى حياة أفضل .. وكل شىء لديه مبرر .. تحت مسميات مختلفة .. مثل أنهم يريدون الحرب لآخر جندى مصرى .. وأننا قد ضحينا سابقا بمئات الآلاف من الشهداء .. وتعبير العقلانية الذى ساد منذ فترة سبعينيات كامب ديفيد الأولى .. تماما تماما .. كما يحاولون تشويه صورة الوحدة بين مصر وسوريا .. بل وأى وحدة يفترض قيامها .. فستكون أردية العار والتشويه جاهزة وقد تم تفصيلها للقضاء عليها كما حدث فى عام 58 .. بأقوال مثل إنها مغامرة .. إنها جاءت من القمة ولم تأتى من القاعدة .. إنها غير مدروسة .. ولم يحاولوا أن يسألوا أنفسهم وهم بالتأكيد يعلمون قيمة الأتحاد .. لماذا لم يمكن تنفيذ وحدة مدروسة وتأتى من القاعدة إلى القمة كما يثرثرون ولو بعد ثلاثون عاما من فشلها ؟.. السبب :
أن هؤلاء هم كالأنعام .. لا يريدون لحياتهم سوى الشراب والطعام ..
إنهم المحرضين على الفرقة والضعف والهوان .. لأن هذا هو المناخ الخصيب الذى يعيشون وينمون ويتكاثرون عليه .. والعمل الوطنى دائما هو عائق فى طريقهم .. يوجههم إلى طريق النضال الذى لابد من دفع ثمنه مزيدا من التضحيات بالمال والنفس .. وهذا ما يرفضونه ..
إننى فقط أردت أن أذكر الجميع .. بأن الوحدة التى وصفوها بالفاشلة فى عام 58 .. كانت قد قامت كنواة .. أو كلبنة .. تعبر عن الطريق الصحيح الذى يجب أن نسلكه للتصدى للأخطار المحيطة والمحيقة بنا .. وهذه التجربة لا تأتى إلا على يد رجال يحبون أوطانهم ويتمنون لهم الرفعة إلى عنان السماء .. والقوة التى ترهب الأعداء .. وللأسف الشديد .. أن أصحاب هذا الفكر هم نوادر لا تتكرر إلا عبر الاف السنين لا القرون ..
رحم الله جمال عبدالناصر .. ورحم الله شكرى القوتلى .. ورحم الله كل من باركهما فى خطواتهما .. ورحم الله جيلا بأكمله خرج فى كل من مصر وسوريا ليدحض أقوال الخونة والعملاء التى نراها بين الحينة والأخرى فى الفضائيات يتنطعون ويقبضون .. وأختم هذه التأبينة بجملة سمعتها من رجل بسيط فى برنامج فى قناة الجزيرة كان يتحدث عن جيفارا .. قائلا : ياريت أيام النكسه ترجع .. وأكدها آخر واصفا بوعى الشعب فى تلك الفترة بقضاياه الوطنية .. وتوحده قلبا وقالبا حتى بنى جيشا قويا شاءت الأقدار بان لا يرى بانيه نصره فى 73 .. رحم الله قائدنا ومعلمنا جمال عبد الناصر ..