هذا لكى اتسأل فيه والباقى للاستفاده منه لكم
شكرا
لقد كان الزعيمالهندي غاندي من الزعماء القلائل الذين نالوا شهرة واسعة في هذا العصر ،وحيثما ذكر نجد الثناء العطر يرافق سيرته ، وأنه بطل المقاومة السلميةالتي يحرص الغرب على تصديرها إلى العالم الإسلامي ، وتذكيرهم بها في كلمناسبة.. فيا ترى ما سر هذا الرجل الذي ظهر فجأة على المسرح السياسي فيالديار الهندية ؟
إن الإجابة على هذا السؤال تتطلب منا العودة إلى القرن 16م ، الذي شهد الانطلاقة الحديثة للحروب الصليبية.
لقد كان هدف الموجة الجديدة من الحروب الصليبية الأوربية في القرن 16م هوالالتفاف حول العالم الإسلامي من الخلف لخنقه اقتصادياً ، من أجل إضعافالدولتين المملوكية والعثمانية ، لكن أوربا فوجئت بأن العمق الإسلامي يمتدفي وحدة دينية فريدة وخطيرة حتى يصل إلى جزر الفلبين ، ماراً بالهند ،التي أثارت لوحدها شهية الأوربيين بشكل عجيب ، لكونها من أعظم المراكزالاقتصادية الإسلامية في ذلك الوقت ، هذا وقد استغل الأوربيون سماحةالسلطان المغولي المسلم (جها نكير) فبدأوا بالتسلل إلى الهند كتجار ، حتىتمكن الإنجليزي (وليم هوكنز) من مقابلة السلطان (جها نكير) في عام (1017هـ/ 1608م) بصفته مبعوثاً من الملك الانجليزي (جيمس الأول) ، وقد حاول (وليمهوكنز) استثمار مقابلته للسلطان (جها نكير) بأن يأخذ منه خطاب مجاملة إلىالملك (جيمس الأول) لكن الوزير الأول في بلاط السلطان رد عليه قائلاً
إنه مما لا يناسب قدر ملك مغولي مسلم أن يكتب كتاباً إلى سيد جزيرة صغيرةيسكنها صيادون !).
لقد عرف الإنجليز أن وجود الحكم الإسلامي فيالهند كفيل بتعطيل أحلامهم الصليبية لذا فقد اكتفوا بما كان من تأسيسهملشركة الهند الشرقية للتجارة الإنجليزية في الهند والأقطار المجاورة فيعام (1009هـ /1600م). ومع الوقت كانت شركة الهند الشرقية تتوسع وتزدادفروعها في أرجاء الهند ، ومع الوقت بدأت حقيقة هذه الشركة وفروعها تتكشففلم تكن إلا قواعد عسكرية إنجليزية ، وبؤر تجسسية كان هدفها تجنيدالمنافقين من أبناء المسلمين ، والعملاء من أبناء الهندوس ، والسيخ.