من زمان والمكان ليه تاريخ كبير واحداث كتير تعاقبت عليه وفى كتير من احداث مصر وتحولاته التاريخيه كان ميدان عابدين محور مهم ممثلا فى قصر عابدين الذى كان مقرا للحكم لوقت طويل واليكم قصه القصر ..
أهم وأشهر القصور التي شيدت خلال حكم أسرة محمد على باشا لمصر.
كان القصر مقراً للحكم من عام 1872م حتى عام 1952م ( حتى قيام الثورة) .
أمر الخديوي إسماعيل ببناء القصر فور توليه الحكم مصر عام 1863م
صمم قصر عابدين المهندس الفرنسي( دي كوريل رو سو) .
بدأ البناء فيه عام 1863 م
واستغرق بناء القصر عشر سنوات، وتم افتتاحه عام 1874
ويرجع اسم القصر إلى “عابدين بك”، وهو أحد القادة العسكريين الأتراك في عهد محمد على باشا وكان يمتلك قصراً صغيراً في مكان القصر الحالي وقد شيده على مجموعة من البرك التي كانت منتشرة في تلك المنطقة بعد ردمها. فاشتراه إسماعيل من أرملته وهدمه، وضم إليه أراضى واسعة ثم شرع في تشييد هذا القصر المنيف.
وعلى الرغم من سكن الخديوي في القصر ونقل مقر الحكم إليه إلا أن القصر ظل محتفظا بإسمه القديم عابدين بك لدى العامة الذين أطلقوا الاسم على الميدان والحي بأكمله وعلى الرغم من قيام حكومة ثورة يوليو بتغيير اسم القصر والميدان إلى قصر وميدانالجمهورية إلا أن الناس ظلت تردد اسمه .
أصبح مقرا لحكم مصر عقب انتقال الخديوي إسماعيل للإقامة فيه بعد الانتهاء من تشييده عام 1872 وليترك بذلك قلعة صلاح الدين الأيوبي التي ظلت مقرا لحكم مصر منذ عام 1171م.
ولعل الخديوي إسماعيل عندما أراد بناء هذا القصر في هذه المنطقة على وجه التحديد كان يقصد النزول إلى شعبه وعدم الاحتماء والانعزال بقلعة صلاح الدين في الجبل..
وكان الخديوي إسماعيل يأمل في الانتهاء من إنشاء هذا القصر عام 1869 قبل افتتاح قناة السويس ليستقبل فيه ضيوفه من ملوك وأمراء دول العالم إلا أن ذلك لم يحدث بسبب مساحة القصر الكبيرة والاهتمام بتفاصيل بنائه الدقيقة التي كلفت خزانة الدولة الكثير من المال.
وبعد الانتهاء من تشييد القصر وتأسيسه انتقل إليه الخديوي إسماعيل في عام 1822 مع أسرته وحاشيته وخدمه، تاركا القلعة التي كانت مقر الحكم في مصر منذ أن شيدها صلاح الدين الأيوبي عام 1171م.
ولأكثر من 80 عاما ظلت الأنظار في مشرق الأرض ومغربها، تتطلع إلى قصر عابدين، قبل أن تأفل أنواره، شأنه شأن كل شيء في الحياة.
وقد تعاقب على سكن القصر ستة من أسرة محمد علي هم :
الخديوي إسماعيل والي مصر في الفترة(1863-1879م)،
ثم الخديوي توفيق باشا والي مصر (1879-1892م )،
والخديوي عباس حلمي الثاني (1892-1914م) ،
ثم السلطان حسين كامل (1914-1917)
وملكان هما: الملك فـــؤاد ( 1918 -1936)
والملك فاروق ( (1952-1936
وأخيرا الرئيس محمد نجيب، أول رئيس لمصر بعد قيام ثورة 1952
. لكن نجيب لم يمكث فيه طويلا، حيث قضي فيه عاما واحدا، ثم خرج منه عام 1954 إلى فيلا زينب الوكيل (التي كانت تملكها حرم زعيم الوفد قبل الثورة، مصطفي النحاس) في منطقة المرج، حيث حددت إقامته.
بعد هذا خفتت الأضواء قليلا عن قصر عابدين، حيث لم يرغب الرئيس جمال عبد الناصر (الرئيس التالي لمحمد نجيب)، وهو يتحدث عن العدالة الاجتماعية والمساواة ومبادئ الاشتراكية، أن يسكن في قصر، ففضل أن يسكن في بيته في منطقة منشية البكري.
ففتحت الدولة القصر أمام الشعب، وهدمت أسواره فتعرض القصر وحدائقه للعديد من الانتهاكات، كما احتلت الهيئة العامة للإصلاح الزراعي جزءا من القصر، ووزارة الإرشاد القومي (الإعلام) جزءا آخر وظل الأمر هكذا طوال عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر .
أما الرئيس أنور السادات فقد استعمل جزءا من القصر لمباشرة مهامه،
إلى أن تولى الحكم الرئيس حسني مبارك في عام 1981،
فلم يجعله من القصور الملكية كما كان في عهد السادات، بل نقل مقر إقامته إلى منطقة مصر الجديدة، وأمر قبل نهاية القرن الماضي بسنوات قليلة .بتحويل قصر عابدين إلى متحف تاريخي بمحتوياته النادرة التي تشهد علي فترة تاريخية مهمة في تاريخ مصر الحديث.
فتم ترميمه ترميماً معمارياً شاملاً… وقد شملت هذه الأعمال تطوير وتحديث المتاحف التي أنشئها في البداية الملك فؤاد الأول الذي قام بتخصيص بعض قاعات القصر لإعداد متحف لعرض مقتنيات الأسرة من أسلحة وذخائر وأوسمة ونياشين وغيرها،
ثم قام ابنه الملك فاروق باستكمال المتحف و إضافة الكثير من المقتنيات ، خاصة في الأسلحة بأنواعها، وألحق بالمتحف مكتبة متخصصة في هذا المجال.
. ويرتبط القصر في أذهان المصريين بعدد من الأحداث التاريخية لعل من أهمها المشاهد الأولى للثورة العرابية عندما زحفت قوات من الجيش المصري بقيادة الزعيم أحمد عرابي إلى القصر لمطالبة الخديوي إسماعيل بالاستجابة للجيش والأمة.
كما شهد الميدان المواجه للقصر بدايات ثورة 1919 عندما ملأت الجماهير ميدانعابدين مطالبة الملك أحمد فؤاد الأول بالإفراج عن سعد زغلول ورفاقه وعودتهم من المنفى.
وفي فبراير (شباط) عام 1942 شهد القصر واحدا من أهم الأحداث المؤثرة في حياة الملك فاروق من خلال زحف القوات الإنجليزية بالدبابات ومحاصرتها لقصر عابدينلإجبار الملك فاروق على تولية مصطفى النحاس باشا الوزارة.
ونفس المشهد تكرر بعدها بعشر سنوات حين حاصرت القصر مرة أخرى الدبابات المصرية بقيادة الجيش عند اندلاع ثورة 23 يوليو 1952.
في عام 1998 تم افتتاح مجمع المتاحف وما يضمه من قاعات بشكله الحالي.