الجذور الدينية لجورج دبليو بوش
يبدأ الكتاب بمحاولة للبحث عن جذور التدين في عائلة الرئيس الحالي، ويشير المؤلف إلى أن بوش الأب مر بتجربة دينية هامة خلال مشاركته في الحرب العالمية الثانية عندما أسقطت طائرته وهو في مهمة ضد اليابان وأنقذته غواصات أميركية بمعجزة، كما أن بوش الأب صديق للداعية الأميركي المعروف جيري فالويل الذي يعد أحد أشهر قادة اليمين الأميركي المتدين.
غلاف الكتاب
-اسم الكتاب: عقيدة جورج دبليو بوش
-المؤلف: ستيفن مانسفيلد
-عدد الصفحات: 200
-الطبعة: الأولى 2004
-الناشر: جا. بي. تارشر, أميركا
ولكن بوش الأب حافظ دائما على ثقافة سياسية صارمة تنظر إلى الدين على أنه أمر "شخصي" لا يجب مناقشته في الحياة العامة، ما وضع حاجزا بينه وبين قوى اليمين الأميركي المتصاعدة سياسيا، التي مالت بعيدا عن بوش الأب خلال حملته للفوز بفترة رئاسة ثانية عام 1992 في مواجهة مرشح الحزب الديمقراطي بيل كلينتون "سريع الدموع" ومرشح اليمين الأميركي بات ربرتسون، وهو داعية معروف ومؤسس منظمة التحالف المسيحي.
وحدث مرة أن سأل صحفيون بوش الأب عما كان يفكر فيه حين أسقطت طائرته خلال الحرب العالمية الثانية فقال "أبي وأمي، وبلدنا، والله .. وعن الفصل بين الدين والدولة"، وهي إجابة لم ترض بالطبع المتدينين الأميركيين.
ثقافة النفط ورعاة البقر
هاجر بوش الأب في بداية حياته إلى ولاية تكساس لبناء حياة مستقلة بعيدا عن والده السيناتور ورجل الأعمال الثري بنيويورك، ورزق بوش الأب بجورج دبليو عام 1946 أي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بعام واحد.
وتأثر جورج دبليو كثيرا بفترة تربيته الأولى في مدينة ميدلاند بولاية تكساس التي امتزجت فيها صناعة البترول بثقافة رعاة البقر، إذ مرت ميدلاند خلال فترة نشأة جورج دبليو بتحول كبير من مدينة رعاة بقر إلى مدينة بترول تدفق عليها آلاف العمال والمهاجرين للاستفادة من صناعة البترول الجديدة.
ولذا تميزت الحياة بميدلاند بكونها حياة صعبة يملؤها العمال وصراعات الشوارع، وبها اختلاط اجتماعي كبير، وأفضل ما يمثلها –كما يقول المؤلف- هو صورة راعي بقر يرتدي بذة عمل رسمية معها قبعة وحذاء راعي بقر ويركب سيارة لموزين فارهة.
كما شارك بوش الأب في بعض لجان الكنيسة المحلية وقامت باربرا بوش بتقديم أطعمة للكنيسة وبتعليم الأطفال في مدرسة الأحد التي حضرها جورج دبليو بشكل منتظم.
سنوات الضياع
”
فشل جورج دبليو في التأهل لأفضل مدارس هيوستن، ودخل خلال مراهقته مرحلة تجارب ثقافية وأخلاقية تواكبت مع فترة الستينيات التي شهدت ثورة ثقافية وأخلاقية عمت المجتمع الأميركي
”
بعد ثراء بوش الأب انتقل إلى مدينة كبيرة بولاية تكساس وهي هيوستن، ومع الانتقال بدأت متاعب جورج دبليو الذي ارتبط دائما بميدلاند.
إذ سرعان ما فشل جورج دبليو في التأهل لأفضل مدارس هيوستن، وبدأ في رفض النظم التعليمية الصارمة، كما واجه صعوبة الخروج من عباءة والده الناجح وذائع الصيت، ودخل خلال مراهقته مرحلة تجارب ثقافية وأخلاقية مستمرة تواكبت مع فترة الستينيات التي شهدت ثورة ثقافية وأخلاقية عمت المجتمع الأميركي