أن الصحابة والسلف الصالح وأئمة الفقة وأئمة التصوف الحق كانوا أحرص الناس على الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم
أن معنى الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ليس مقصورا على بعض المظاهر والشكليات ولكن أن نجعله صلى الله عليه وسلم القدوة والنموذج المحتذى فى كل أمورنا : مع الله والناس فى المظهر والجوهر وفى الخلق والسلوك وفى كل شىء
وسوف استشهد ببعض مواطن الأسوة الحسنة فى حياته وأخلاقة صلى الله عليه وسلم
1 - فى بيته صلى الله عليه وسلم
كان النبى صلى الله عليه وسلم فى بيته مثلاَ للزوج والأب والجد ، فقد كان ضاحكا باسما يتحدث مع نسائه ويتحدثن معه فإذا حضرت الصلاة خرج إليها كأنه لا يعرفهن يتألف نساءه ويعدل بينهن حتى فى مرض موته كان فى مهنة أهله ( أى عمل المنزل ) يحلب شاته ويرقع ثوبه ويصلح نعله ويخدم نفسه ويقم البيت ( يكنسه) ويعلف دابته ويوجه ويقوم ويؤدب ويعفو ويصفح ويحزم ويستشير ويقدر ويحترم ، يتطيب ويتجمل.... إلخ
وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه ما عاب طعاماَ قط إن أحبه أكله وإن عافه تركه
2- مع الأطفال والشباب
كان النبى صلى الله عليه وسلم مع الأطفال - أحفاده وأقاربه وأولاد المسلمين - نموذجا للمربى التربوى الخبير بخصائص المراحل وحاجاتها زكان قدوة لكل أب وأم وجد ومعلم فى تعليم الأطفال وتوجيههم وتربيتهم وملاطفتهم وتنمية شخصياتهم فكان يلعب معهم ويقدم لهم الطعام ويقدر سنهم ويخاطبهم على قدر عقولهم ففى الوقت الذى يعلم الصيام والقيام يدرب الطفل على سلخ شاه ويجيد استقبالهم ويمسح على رءوسهم ويثنى عليه ويكنيهم إكبارا لهم وتوقيرا ويتحين الوقت المناسب للتوجيه فالحديث العظيم الذى وجهه لابن عباس ( يا غلام إنى أعلمك كلمات .....)
نبى الله يسأل طفل عن لعبه
عن أنس قال كان النبى صلى الله عليه وسلم يدخل علينا ولى أخ يكنى أبا عمير ، وكان له نغر ( طائر يشبه العصفور له منقار أحمر ) يلعب به فمات فدخل النبى صلى الله عليه وسلم فرآه حزينا فقال : ما شأنه ؟ قيل له مات نغره ، فقال : يا أبا عمير ما فعل النغير ؟
ويقول أنس : ما رأيت أحداَ كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعن الفاروق عمر قال : رأيت الحسن والحسين رضى الله عنهما على عاتقى النبى صلى الله عليه وسلم : نعم الفرس تحتكما ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم ونعم الفارسان هما
فكان النبى خير قدوة