عضوة الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، الدكتورة سهيلة زين العابدين، رأت قرار وزارة الداخلية حكيماً، وتابعت: «لولا انتشار هذه الظاهرة لما أقدمت الوزارة على توصيات بهذا الشكل، ويجب ألا ننتظر حتى يقتل الطفل، أو يتعرض لإيذاء كبير، حتى نتخذ إجراء حازماً في حق المعلم، الذي مارس العنف على الطالب، فيفكر ألف مرة قبل أن يقدم على أي شكل من أشكال العنف، طالما أنه يعلم جيداً أنه لن ينجو من العقاب». أما عن أسباب انتشار ظاهرة العنف في المدارس، فأضافت الدكتورة سهيلة: «الأم هي المسؤولة الأولى عن ظهور سلوكيات عنيفة لدى طفلها، وأمهاتنا أولين مهمة التربية الخطيرة إلى الخادمات، بالإضافة إلى أن ضعف المدرسين، أدى إلى غياب الاحترام لدى الطلاب، مما يؤدي إلى ممارسة عنف على المدرس، أو بسبب عنف المدرس نفسه، الذي يولد أيضاً عنفاً أكبر منه لدى الطالب، سواء على الزملاء أم المعلمين أو حتى على المجتمع.
كما قدمت نصائح وتوصيات للحد من ظاهرة العنف: 1
– فرض عقوبات حازمة بحق من يمارس العنف. 2
ـ توعية الأمهات بأهمية تربية الأولاد تربية دينية صحيحة. 3
ـ وضع نظام عمل خاص بالمرأة للتوفيق بين عملها وواجباتها كأم. 4
ـ إعداد معلم قوي الشخصية، وتأهيله للتعامل الفردي مع الطلاب، دون تحيز أو التفرقة بين طالب وآخر. 5
ـ تفعيل دور الاختصاصي الاجتماعي والنفسي في المدارس، للوقوف عند أي بادرة أو ظاهرة عنف تظهر لدى الطالب. 6
ـ محاربة الإدمان والمخدرات بحملات توعوية.
أب وأم يواجهان القضاء
في جدة، أحالت هيئة التحقيق والادعاء العام رجلاً وزوجته للمحكمة الجزئية، عقب انتهاء التحقيق معهما، وتوجيه تهمة التهجم على معلمين داخل مدرسة وأثناء أوقات الدوام، والتلفظ عليهما ومحاولة ضربهما أمام المعلمين والطلاب، بزعم أن درجات ابنهما الذي يدرس في المرحلة الابتدائية متدنية! المحكمة تسلمت ملف القضية وسيتم تحديد موعد لأولى الجلسات واستدعاء الزوجين للمحكمة.
وفي الطائف، تقدم ولي أمر أحد الطلاب، 12 عاماً، بشكوى إلى رئيس المحكمة الجزئية، عبد الرحمن بن سعد، ضد معلم التربية الإسلامية، لضربه ابنه في أماكن متعددة، والسخرية منه، واتهامه بالكذب. وأكد تقرير طبي معاناة الطالب من التبول اللاإرادي الثانوي، مع أعراض اضطراب التأقلم الناتجة عن الضغوط الاجتماعية في المدرسة.
والد الطالب قال إن ابنه مستمر في تلقي العلاج اللازم، وطالب من خلال صحيفة الدعوى بمعاقبة المعلم قضائياً. 120
جلدة والسجن شهراً لولي أمر
خلال الأشهر الماضية أصدرت المحكمة الجزئية بجدة، حكماً يقضي بجلد ولي أمر الطالب المعتدي على معلم مدرسة بجدة 120 جلدة، تنفذ 60 منها أمام طلاب المدرسة، وسجنه شهراً. وكان معلم التربية الفنية قد تقدم بدعوى قضائية ضد ولي أمر أحد الطلاب بالمدرسة، جراء اعتدائه عليه، وشج رأسه أمام بوابة المدرسة والطلاب، بحجة تلفظه على ابنه خلال اليوم السابق للاعتداء.
اعتداءات مخجلة
روت مديرة مدرسة في الرياض كيف ضربتها طالبة، وسحبتها من شعرها أمام الطالبات، لأنها منعتها من الحديث مع زميلاتها أثناء محاضرة جماعية، وذلك بعد أن حاولت المديرة سحبها من يدها لإخراجها من المحاضرة. وأخرى ضربت المعلمة في الفصل على رأسها بالكتاب، فوقعت مغشياً عليها. عندما رفضت معلمة في الطائف خروج طالبة إلا مع ولي أمرها، أحضرت الطالبة قريبة لها، وانهالتا بالضرب عليها، ووجهتا إليها سيلاً من الكلمات النابية.
أنواع العنف
< من خارج المدرسة:
مثل وجود طلاب مراهقين، ليسوا من المدرسة، في نهاية الدوام، من أجل التخريب أو التحرش ببعض الطلاب. أو تصرفات بعض أولياء الأمور دفاعاً عن أبنائهم، فنجدهم يعتدون على إدارة المدرسة بالضرب أو حمل السلاح، حتى امتد ذلك إلى مدارس البنات.
< من داخل المدرسة:
ويشمل العنف بين الطلاب أنفسهم، مما قد يتسبب بجرائم أخلاقية، وغيرها. أو العنف بين المعلمين والطلاب، حيث أهدرت كرامة الكثير من المعلمين والمعلمات إثر ذلك. أو ربما العنف بين المعلمين أنفسهم، لكنه نادر الوقوع.
أشكاله
أولاً: العنف الجسدي «مباشر»: الذي يشترك فيه الجسد في الاعتداء على الآخر ويشمل:
< الضرب: الضرب على الرأس والوجه، اليدين، الفلقة، شد الشعر، شد الأذنين، الرفس بالقدم، التركيع، رفع اليدين إلى أعلى، الحروق … إلخ.
< الحرمان من الأكل والطعام أو من قضاء الحاجة.