أخاف يوماً تطوي فيه صفحتي وتنساني
وهل نسيت كم نهلت رشفات من نبع حناني
أما كنت دوماً شادياً مغرداً بأعذب ألحاني
وكم أغدقت عليك بما ملكته سالباً فيه وجداني
أما دريت كم من العمر .. كنت فيه تهواني
وما ظننت بك غدراً .. عن اللقاء تنهاني
بالأمس كنت بالحب تدللني .. واليوم جئت بالهجر تنعاني
وعيناك خبا منهما البريق فما عادا .. مثل الأمس تبهراني
بالأمس بحلو محياك كنت تؤسرني .. واليوم بوجهك العبوس تطالعني
وكم من أخطاء غفوت عنها راضياً .. واليوم للهفوات أصبحت تحاصرني
وكم كانت يداك على خاصرتي حانية .. واليوم رنت للهجر وأضحت تخاصمني
بالأمس صفحت عن كل غوائلي .. واليوم بشكوكك النكراء تعايرني
وكلماتك المعسولة قد خف رنينها .. واليوم بأهوج الكلمات رحت تسمعني
وهمساتك كنت أرنو منك صاغية .. واليوم بالصوت الجئور تفزعني
فمن غيرك أفضى إليه آمنة .. بنهج أفراحي وعمق أحزاني
ومن يسائلني إن بعدت عنك مرغمة .. حرام عليك أن تثير أشجاني
ومن يحمل الأعباء عني طواعية .. ويضمد جرح طالما أشقاني
فلا تدعني أكد باحثة عنك .. فكم الفراق آلمني وأضناني
وكيف تجرؤ اللفظ بقول .. صار زمانك غير زماني