(اعرفي سـبب تأخر ابنك في الدراسـة)
يعاني كثير أولياء الأمور من ضعف مستوي أبنائهم الدراسي, ويتساءلون: هل التأخر الدراسي يرتبط بانخفاض الذكاء, أم يرتبط بمواقف معينة تحدث للتلميذ, فيقل تحصيله عن مستوي قدراته؟
إن علاج التأخر الدراسي عند التلاميذ, لابد من معرفة أسبابه أولا, والتي تتلخص في:
*اولا: أسباب ذاتية: مثل عدم قدرة الطالب علي التحصيل, مما يؤثر علي تكيفه مع زملائه ومدرسيه, ويدفعه للهروب من المدرسة إلي مكان آخر يريحه, ويشجعه علي ذلك ضعف قدراته العقلية التي تساعد أيضا علي سرعة انقياده لزملائه ممن تعودوا علي الهروب من المدرسة.
*ثانيا: الأسباب المنزلية, لاشك أن الأسرة تلعب دورا مهما وكبيرا في مساعدة الطالب علي التحصيل الدراسي, فالأطفال الذين يأتون من أسر غنية يكون مستواهم التعليمي أفضل نظرا لاهتمام أسرهم بهم, بعكس أطفال الأسر الفقيرة, الذين قد يستنفدون جزءا كبيرا من طاقتهم في العمل لمساعدة أسرهم, مما ينعكس بشكل سلبي علي مستواهم التعليمي, كما أن عمل الأم يؤثر بدوره علي العملية التعليمية للأطفال, فكلما زاد عدد ساعات غياب الأم عن المنزل كان لذلك تأثيره السلبي علي الأبناء وبالتالي علي حياتهم المدرسية, كما أن مستوي تعليم الأم والأب من أهم الأمور التي تساعد علي توجيه الطفل في سنواته الأولي.
*ثالثا: الأسباب المدرسية: لها تأثير كبير علي مستوي الطالب التعليمي, فسوء التكيف بين الطالب واساتذته وزملائه, وضعف العلاقة بين المدرسة والأسرة, يعد من العوامل التي تؤثر علي قدرة التلميذ علي التحصيل الدراسي.
*رابعا: العوامل الصحية: تعد الاصابة بالأنيميا من أكثر الأمراض انتشارا بين التلاميذ المتأخرين دراسيا, يليها ضعف الإبصار, ثم البلهارسيا, كما أن أمراض سوء التغذية تؤدي إلي عدم نمو المخ لدي الأطفال, وإلي اصابتهم بالعديد من الأمراض, أو إحساسهم بالتعب لأقل مجهود, كل هذا يؤدي إلي عدم قدرتهم علي متابعة المواد الدراسية بشكل منتظم, فيتأخرون دراسيا.
إن هناك العديد من أساليب علاج المتأخرين دراسيا, منها أساليب نفسية واجتماعية, كالإرشاد والتوجيه بهدف مساعدة التلميذ علي أن يفهم نفسه, ويحدد مشكلاته, وأن يعرف امكاناته ويستغلها, مع ضرورة الاهتمام بالنواحي الجسمية, والحركية والاجتماعية والانفعالية, ويتطلب ذلك تعاون العديد من الاخصائيين للتعرف علي التلاميذ المتأخرين دراسيا, وتجميعهم داخل فصول ـ بعيدا عن التلاميذ العاديين والمتميزين ـ واستخدام الطرق التي تلائمهم في العلاج, وتوجيههم تربويا وإعدادهم اعدادا سليما لمواجهة الحياة والتكيف مع المجتمع
فمن الضروري مساعدة التلاميذ المتأخرين دراسيا علي تغيير فكرتهم السلبية عن التعليم والمدرسة وجعلها أكثر إيجابية, وكذلك لابد من تغيير مفهومهم السلبي عن أنفسهم وزيادة الثقة في النفس, فعلاج التأخر الدراسي عند التلاميذ يحتاج لتكاتف المنزل والمدرسة, علي ألا نغفل علاج المشكلات التي يعانيها الواقع التعليمي مثل ازدحام الفصل وقلة عدد المدرسين, مع ضرورة الاعداد الجيد للمعلم والاهتمام بطرق التدريس المناسبة, واستخدام الوسائل التعليمية والأنشطة المدرسية والترويحية والرحلات
*****
-حكمة -
(من جد وجد ومن زرع حصد)