معلقة على إنفلونزا الخنازير كتبت ذي تايمز في افتتاحيتها أن السلطات المعنية في بريطانيا أكدت استعدادها لمجابهة انتشار المرض ورجت الصحيفة أن يكونوا على صواب لأن التهديد خطير، حيث أن الهلع من هذا الفيروس هو أنه يتحول إلى وباء حقيقي.
فقد كان هناك مائة حالة وفاة فعلية في المكسيك وباعتراف وزير الصحة هناك أكثر من 1600 حالة اشتباه بالإصابة بالمرض. كذلك أعلنت حالة طوارئ صحة عامة في الولايات المتحدة، حيث تأكدت الإصابة بأربعين حالة وهناك 17 حالة أخرى مشتبها فيها في مدرسة بنيويورك. وهناك أيضا ست حالات مؤكدة في كندا وواحدة في إسبانيا. بالإضافة إلى فحوصات جارية عن تفشيات مشتبه فيها في نيوزيلندا وأستراليا والبرازيل وبريطانيا وإسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المبكر جدا التأكد من أن هذا الأمر وباء قيد التطور لكنه ليس مبكرا جدا القول -كما فعلت الأمم المتحدة- بإمكانية أن يكون الأمر كذلك. فهناك سابقة شبح وباء الإنفلونزا الإسبانية التي اجتاحت العالم عام 1918 وأصيب بها نحو 40% من سكان العالم وراح ضحيتها خمسون مليونا.
وفي عام 1957 تسبب فيروس الإنفلونزا الآسيوية -وهو شكل متحور من سلالة اكتشفت في البط البري- في مقتل مليون شخص. كما تسبب انتشار الإنفلونزا التي ضربت هونغ كونغ عام 1968 في مقتل مليون شخص عالميا.
وتساءلت الصحيفة عن مدى استعداد الحكومات لمواجهة هذا الخطر ورأت أنه من الصعوبة بحال قياس مستوى التهديد بالضبط وأن ردود الفعل يمكن أن يكون لها عواقب غير مقصودة.
فبعد الحادي عشر من سبتمبر/أيلول قرر كثير من الأميركيين التنقل برا بدلا من الجو وهذا التحول دام سنة واحدة قبل أن تعود حركة المرور إلى طبيعتها. وفي هذه الفترة مات أكثر من 1500 أميركي بإصابات مميتة على الطرق كان يمكن تلافيها لو سافروا جوا.
وأشارت إلى أن استجابة المنظمات الدولية كانت يقظة وسريعة كما كان متوقعا منها. وهناك حكومات تصرفت بطرق مختلفة، فقد حظرت روسيا والصين وتايلند استيراد منتجات الخنازير من المكسيك والأماكن الموبوءة في أميركا، رغم عدم وجود دليل حتى الآن على وجود ما يربط العدوى بالتعرض للخنازير. كما أن بعض الدول في آسيا وأميركا اللاتينية وأوروبا بدأت تدقق في ركاب المطارات بحثا عن أي أعراض.
وأضافت الصحيفة أن النهج المتبع في بريطانيا الآن هو "تكلم بانتظام وكن مطمئنا لكن صريحا". فقد حذر كبير المسؤولين الطبيين من أن الفيروس سيصل إلى شواطئنا وقد حدث، لكنه أضاف بثقة أنه كان هناك تخطيط منذ خمس سنوات استعدادا لإنفلونزا الطيور. لكن يبقى السؤال هل هناك استعداد لمجابهة إنفلونزا الخنازير؟