بعد وباء جنون البقر ثم إنفلونزا الطيور ثم الخنازير، علينا أن نترقب إنفلونزا الحمير طالما أن البشر سلكوا طرق الشر ولم تردعهم ما سبق من نذر. وهذا يؤكده قوله تعالى:{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الروم41
وعن عدم الإتعاظ بالإنذارات يقول تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ }المؤمنون76
لقد تجرأ بعض الناس من آدميتهم وضربوا بتعاليم الدين عرض الحائط وتجرؤوا على إطعام الناس لحوما محرمة شرعا، وذلك بجشعم وطمعهم والتكسب بكل الطرق الممكنة من غش وخداع وتزوير. ناسين أو متناسين أن الله تعالى لهم بالمرصاد. فإذا سلموا من عقاب الدنيا فلن يسلموا من عقاب الآخرة. وعدل الله تعالى فيهم: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ }الأنفال51
والخبر التالي عن جريدة "الخبر" يبرز درجة الحيوانية والوحشية التي تمكنت في بعض الناس ودفعتهم إلى تسويق لحوم الحمير وتدليسه للبشر:
لحوم حمير في مطاعم ومحلات بقالمة
2009.04.29عصام بن منية
لحوم الأحمرة..مرة أخرى
كشفت مصادر متطابقة للشروق أن مواطنين ببلدية تاملوكة الواقعة بأقصى الجهة الجنوبية لإقليم ولاية ڤالمة على حدودها مع ولاية أم البواقي عثروا صبيحة أول أمس على بقايا عملية ذبح لمجموعة من الحمير.
مصالح الدرك تحقق في القضية للوصول إلى المتورطين
وحسب مصادرنا فإن المواطنين عثروا على رؤوس وجلود لحمير كانت موضوعة داخل كيس بالقمامة العمومية ليتم إخطار فرقة الدرك الوطني لبلدية تاملوكة التي باشرت تحرياتها وتحقيقاتها بشأن هذه القضية، خاصة وأن الإعتقاد السائد بأن مجهولين قاموا بعملية ذبح الحمير بطريقة سرية ليلا وتوجه لحومها بغرض التسويق بالمطاعم ومحلات بيع اللحوم بمدينة ڤالمة أو بعض الولايات المجاورة. ولم تستبعد نفس المصادر أن تكون بعض المحلات التجارية تحوز على هذه اللحوم مما يتطلب تكثيف الرقابة من طرف مصالح البيطرة ومراقبي مصالح مديرية التجارة بولاية ڤالمة هذه الأيام على الأسواق وحتى على مطاعم بعض المؤسسات التربوية أو الإستشفائية أو حتى مطاعم الإقامات الجامعية، تفاديا لتسويق هذه اللحوم التي يتم ترويجها في الغالب في شكل لحوم مفرومة. وفي الوقت الذي تتكتم فيه الجهات الرسمية بشأن هذه القضية إلاٌ أنها شغلت كثيرا الرأي العام المحلي ببلدية تاملوكة وأثارت فضول كثيرين الذين امتنعوا حتى عن اقتناء اللحوم الحمراء في انتظار ما ستسفر عنه تحريات وتحقيقات الجهات الأمنية بخصوص هذه القضية التي تعتبر الثانية من نوعها على مستوى ولاية ڤالمة بعد أن شهدت مدينة وادي الزناتي قبل نحو أربع سنوات حادثة مماثلة عندما قام أحد التجار في أحد المطاعم بتسويق لحم الحمير على اعتبار أنها لحوم خرفان وقدمها مشوية للزبائن قبل أن يكتشفوا أمره والتبليغ عنه للمصالح المختصة، حيث يقبع حاليا في السجن .. وكانت بلدية الخروب بولاية قسنطينة قد شهدت عملية مماثلة منذ سنتين وجهت فيها أصابع الإتهام للمذبح البلدي وفتحت خلالها تحقيقات معمقة كشفت تزويد بعض المطاعم الجامعية ومؤسسات الدولة بلحوم الحمير، التي كانت أيضا حدثا كبيرا بالعاصمة منذ سبع سنوات عندما قام بارونات الحمير بتسويق لحوم ما لا يقل عن 1500 حمار.. وفي شهر رمضان.
ولقد أشرت سابقا في إدراج آخر إلى هذه الظاهرة الغريبة، وقد بدأت تتفشى في بعض البلدان الأخرى. فإن لم ينته هؤلاء من فعلتهم النكراء وتتخذ ضدهم الإجراءات الصارمة، يوشك أن يعمنا الله تعالى بوباء آخر وهو "إنفلونزا الحمير" على غرار: البقر والطيور والخنازير. فقد جاءكم النذير، فما للظالمين من نصير