ahmed عضو لا مثيل له
نقاط : 12936 السٌّمعَة : 12
بطاقة الشخصية هوايات:
| موضوع: تفيض النفس عند امتلاءها ..! الخميس سبتمبر 02, 2010 9:27 am | |
|
تفيض النفس عند امتلاءها ..!
( الهوى )
نعمة الهداية والتجرد من الهوى هي النعمة الوحيدة القادرة على السيطرة على الإنسان وتزيده تقوى وبصيرة يقول عز وجل ( يا أيها الذين آمنو إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ) و قد قيل لأحد الرجال يجلس في الهواء , بم نلت هذا ؟؟ فقال : ( تركت الهوى فسخر لي الهواء ) في حيّن كَتب عمر رضى الله عنه الى المجاهدين قائلا لهم : أنا أخوف عليكم من ذنوبكم أكثر من قوة أعدائكم عليكم . فأعدا أعداء المرء نفسه التي بين جنبيه لأنها تحثه على الفوز بكل لذة والطمع بكل شهوة و تجبره على أن يعيش لمآربه الخاصة فيمضي مع هواه طاغياً باغياً حتى يغلب عليه نسيان الله يقول عز وجل " أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان آمره فرطا" الشاهد إتباع الهوى والناتج كان امره فرطا , والمتبع هواه خُلق للضعه تفوقت عليه سلطان الغرائز وتمكنت منه تجده في إقباله على الدنيا أكثر عراما من غيره و أشد تمسكاً بها والمتأمل لآيات الله يجد أن الله عز وجل قد حذر من ظلم النفس بآيات عدة حيث قال تعالى ( ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ) ( كانوا أنفسهم يظلمون ) وشدد على خطورة ظلم النفس والتي من اكثر صورها اتباع الأهواء التي تجلت واضحة حين سُئل أحدهم : لماذا تتبعون مسيلمة وتعلمون أنه عَلَى الكذب؟ قَالَ: كذاب اليمامة خير من صادق مضر! *** ( الحساب ) قال أحد الأعراب لابن عباس : من يحاسب الناس يوم القيامة ؟! فقال : يحاسبهم الله فقال الإعرابي : نجونا إذا ورب الكعبة عند حكم الله وشرائعه لإعنات ولا إجحاف قد يقسو الأب والأم وقد يحيف من نظن به خير وقد يجهل صديق وقد يلحقهم جميعناً ما يلحق الطبيعة البشرية وما يشوبها من شوائب و تظل الشرائع نظرتها أرقى من ضيقهم و سيرتها أرقى من شحهم و إفهامها ابلغ من ادعائهم *** ( لا راحة بين الأنام ) .. ألم تروا كيف يسير القطار سريعاً وركاب جلوس هكذا هي الدنيا تسير بنا سريعاً دون أن ندركها فالمرء بطبيعته يحب الأنس بغيره من البشر فتجده لاهيً بغيره من ركاب القطار أما إذا سما مسلكه بين المسفَّين وعظمة همته بين الساقطين استوحش بذلك من الناس و احتاج إلى شعور الألفة والطمأنينة بالله فقدرة بعض البشر على الإماتة أبلغ من قدرتها على الأحياء وإن كنا نقصد بذلك في الجانب المعنوي لذلك قد قال الفضيل بن عياض رحمة الله " طوبى لمن استوحش من الناس وكان الله أنيسة " ورحم الله من قال اخلوا بنفسك ان أردت تقرّبا ودع الأنام بمعزل يا عاني
*** ( لعلهم يرجعون ) قُدر للبشر أن يتعلموا من العذاب لعلهم يتوبوا ...! يقول عز وجل " و لنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون " وبين العذاب الأدنى والعذاب الأكبر مسافة " لعلهم يرجعون " ...! " وقد قيل أن العذاب الأدنى : مصائب الدنيا والمحن والبلا بينما العذاب الأكبر : عذاب الأخرة "
***** ( الإحسان ) لو علم الناس ما في إهمال إرشاد الضال الضرير وعدم الإحسان إليه من خطر على استقامة الأمة لقدروا اهتمام الله وعنايته بأمرهم في كتابه عز وجل حق قدرها ولبذلوا ما في وسعهم لهداية غيرهم والإحسان إليهم قولاً وعمل ألم يقل عز وجل ( وأَحسِن كمَا أَحسنَ اللهُ إِلَيك ) فبإحسانك إليهم قد تحي قلباً ميتاً وتسعد شقياً وترشد ضالاً وتهدي حائراً ً وفي تفسير قوله تعالى ( مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) أصل في رفع العقاب عن كل محسن"، فإن الإحسان غاية رتب الدين وأعظم أخلاق عباد الله الصالحين !! " كما يقول الإمام المناوي.
**** ( الإرادة ) مهموم من غلب حديث نفسه إرادته - إن كان خيراً - وذلك لأن الإرادة الصادقة لا يتخلف عنها الفعل إلا إذا سبقها العجز , والعجز موجب للهّم كما أن الله عز وجل ربط الثواب والعقاب بالإرادة قال تعالى " من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلها مذموماً مدحورا ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا"
في حين انه محظوظ من غلب حديث نفسه إرادة في الشر كما في الحديث " من هّم بسيئة فلم يفعلها كتبت له حسنة كاملة " فالأول مبتور لم يبلغ تمامه والثاني مقطوع يرجى زواله – بإذن الله ..
*** ( الامتحان ) أن الله عز وجل قد يمتحن الأغنياء بالغنى فيوجبهم الشكر والإنفاق ويمتحن الفقراء بالفقر فيوجبهم الصبر والتعفف وكِلاهما ممتحن وإن كان امتحان الغني ابتلاء عظيم لتسلط الشيطان في العتو في أموالهم لقوله تعالى ( وشاركهُم في الأموال والأَولاد وعدهُم ) " ومايعدهم الشيطان الا غرورا " , فإن وجدت غنياً يُبغض الناس في المادة ويرغبهم في السمو إلى الزهد وهو غارقاً بها فأعلم أنه غالباً – والغالب هنا ليس كالمحقق - لا تناقض فهو إما احد الأمرين إما أن يكون غارقاً بدرهماً مزيفاً وعلى كثرتها فهو لا يعدم درهماً جيداً – كمن يظهر الصبر وهو جزوع - أو هو يؤدي حقهم في النصح وحق نفسه بالثراء .. فما علينا سواء قبول كلمة النصح فله خير النصح وله إثم التقصير ولك الموعظة بإذن الله وقس على ذلك , بينما لابد أن نستثنى من ذلك من يجاهر في المعصية ويقيمها جاهراً ثم يدعوا الناس إلى تقوى الله كمن يرتشي ثم يلقي محاضراً محذراً من الرشوة فهذا مرتزق , لقول الإمام الشافعي: " والله لأن أرتزق بالرقص أهون من أن أرتزق بالدين".
*** و أخيراً .. هذا وإن كان يسير إنما هو رأس جهدنا , وقد اخترت عرض هذه الفقرات فقط مستثنية 13 فقرة فالكتابة هنا تختلف ..! نسأل الله التوفيق والإخلاص فأن كان صواباً فهو من الله وأن كان خطأً فمن نفسي ومن الشيطان
__________________ لا راحة بين الأنــام ..! ( عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا ) | |
|