قوت القلوب عضو جديد
نقاط : 11396 السٌّمعَة : 10
| موضوع: معايير الجودة في مؤسسات التعليم التقليدي ومقارنتها بمؤسسات التعليم عن بعد الإثنين أبريل 27, 2009 9:19 am | |
| معايير الجودة في مؤسسات التعليم التقليدي ومقارنتها بمؤسسات التعليم عن بعد.. الأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك نموذجاً
غالباً مايأخذ مفهوم الجودة ( Quality) منحاً أقتصادياً والذي يعبر عن مدى إرتياح المستفيدين للسلعة أو الشيء أو الخدمة أي بمعنى أخر خلو الخدمة من العيوب وبأنها تحقق رغبة المستفيد بالحصول على خدمة متميزة خالية من النقائص والعيوب. أما في المجال التربوي والذي يهمنا في هذا الصدد فهناك توجد صعوبة وعسر في تحديد وتعريف مصطلح الجودة، على الرغم من كثرة تداوله في أدبيات التعلم والتعليم ، حيث يصفه البعض في التعليم على أنه مصطلح أو مفهوم محير ( Elusive) وأنه مفهوم جدلي الى حد بعيد ولكن بعض التربويين ينظرون اليه بأنه مفهوم يتضمن العديد من المحاور الأساسية والتي تكمن في العناية بوضع أهداف التعليم العالي والعمل على تحقيقها بحيث يتوقف هذا التحقيق على جودة المدخلات المادية والبشرية وعلى والسبل والعمليات المستخدمة في إستثمار هذه المدخلات، ومن ثم الجودة مقابل الكم وهذا يعني أن التعليم الجيد هو أحداث حالة من التوازن بين الكم والكيف بالأضافة الى قدرة النظام التعليمي لتلبية إحتياجات المجتمع من كافة النواحي. أن مفهوم جودة التعليم عن بعد يكمن في التركيزعلى أهداف البرنامج ومدى ملائمة المخرجات للأهداف ( of purpose fitness) وسبل تحقيقها ومدى إقترابها من معايير الجودة المعتمدة وأ ن مصطلح توكيد الجودة ( quality assurance) في برامج التعلم عن بعد يكون من خلال قياس المخرجات ومقارنتها بمخرجات التعليم التقليدي ، وأعتقد في هذا الصدد بإن الأمكانيات المتاحة للطلبة في الجامعة العربية المفتوحة في الدنمارك من حيث وفرة العامل التكنلوجي المواكب للتطور والذي يتمثل بوسائل الآتصالات الحديثة والتي تسمح بإجراء الحوار المباشر وغير المباشر بين الطلبة والأساتذة والذي يجلي الغموض عن تساؤلات الطلبة بالأضافة الى سهولة أتصال الطلبة بمصادر التعلم المختلفة وأتصالاتهم مع بعضهم البعض كل هذه الأمور وغيرها تؤدي دون أدنى شك الى زيادة سعة مدركات الطالب المعرفية والثقافية والبحثية والتي تنعكس أيجاباً على جودة التعليم في هذه المؤسسات المعاصرة، وأن مثل هذا الأمر قد لايكون متوفراً لدى الطلبة في الجامعات التقليدية، بالأضافة الى الخدمات التي تقدم في الجامعة العربية المفتوحة في الدنمارك بالنسبة للطلبة والتي تكون على ثلاث مستويات الأول يكمن في الخدمات المقدمة للطلبة قبل الألتحاق بالدراسة والمتضمنة المتطلبات الدراسية والتجهيزات والتقنيات المطلوبة للنجاح في المادة الدراسية ، والمستوى الثاني يتجسد في الخدمة المقدمة الى الطالب خلال دراسته للمادة الدراسية والتي تتمثل في خدمات الأستفسار والحوار بين الطلبة والأساتذة والكتب الأليكترونية والمقررات الدراسية وطرق التقييم والأمتحانات، أما المستوى الثالث فيشمل الخدمات المقدمة للطالب بعد الأنتهاء من دراسة المادة المقررة والتي تشمل معلومات عن النتائج وعن سياسات الأنقطاع عن الدراسة. أن الآستراتيجية المتبعة في توكيد الجودة في الجامعة العربية المفتوحة في الدنمارك تختلف اختلافاً جوهرياً عن مثيلتها في مؤسسات التعليم العالي التقليدي، من حيث أنها تركز على الطالب ومدى تحصيله وأنتفاعه من المادة الدراسية بالاضافة الى تسهيل سبل الأنتفاع من الوسائل التكنلوجية كي ينهل الطالب من المعارف المختلفة للمادة الواحدة وهذا مما يعطيه أنتفاع تعليمي وحصانة علمية ويزيد من خزين ثروته العلمية بالأختصاص الذي يدرس فيه وهنا تكمن فلسفة الجامعة العربية المفتوحة في الدنمارك والتي تنصب أساساً على مدركات الطالب العقلية والذاتية وتقوم بعملية صقلها وإيجاد المناخات المناسبة لتطورها وأنطلاقها وصولاً الى مسنوى الأبداع على أعتبار أن الطالب هو القيمة العليا لهذه المؤسسة التعليمية والمعول عليه لإثبات ذاته العلمية والتعلمية ، وتكون مهمة الأستاذ مهمة إرشادية أو توجيهية وهذا عكس ماموجود في مؤسساتنا التعليمية التقليدية العربية، حيث تبنى الجودة على أساس الأستاذ المؤهل ومقدار المادة الدراسية التي يدرسها وكذلك على الكتب والمراجع المتوفرة حصراً في المكتبة وهذا يؤدي بالنتيجة الى حرمان الطالب من الأنتفاع بما هو جديد في عالم المعرفة والتعليم الأليكتروني، بالأضافة الى أستشكاف مواهبهم واستعداتهم العقلية وإمكاناتهم الأبداعية التي تظهر وتعزز من خلال البحث والتقصي الذاتي في عملية التعليم وكما يقول المثل الصيني ( بدل أن تعطي الطفل السمكة علمه كيف يصطادها) ، في حين أن التعلم عن بعد يعتبر التعلم عاملاً ثابتاً والوقت عاملاً متغيراً نرى أن الجامعات التقليدية تنحى عكس هذا تماماً حيث أنها تعتبر الوقت عاملاً ثابتاً والتعلم عاملاً متغيراً، وهناك الكثير من الدراسات والبحوث التي تناغمت مع جوده وإيجابية التعلم عن بعد ومنها دراسة عبد الرحيم (1999) والتي تؤكد على أن التعليم عن بعد هو أقدر على توفير تعليم أفضل قياساً بالتعليم التقليدي خاصة أذا ماأخذت عوامل الأستقلالية في التعلم وحرية التعلم في إختيار المكان والزمان وإختيار نوع التعلم والموضوع الدراسي.
أننا نلمس وللأسف الشديد بأن النظرة في بلداننا المتخلفة لاتزال سلبية أتجاه هذا النوع من التعليم ولاتزال مشكلة الأعتراف به كأحد أنماط التعلم الذي يقدم تعليماً جاداً ومتميزاً غير محسومة لحد الآن وهذا خلاف مايحدث في الدول المتقدمة والتي تنظر الى هذا النوع من التعليم بأنه يمثل النمط المستقبلي للتعليم العالي وضرورة ملحة تفرضها تطورات العصر وتغيراته ، لكننا نلمس بأن التعليم العالي في بلداننا العربية لايزال يعاني من ذات التشريعات البالية والقديمة والتي ترفض وتنفر من شئ أسمه جديد ومتطور هذه التشريعات التي لاتزال تنظر بشئ من الشك والريبـــة الى مخرجات التعلم عن بعد، علماً بأن جودة المخرجات أو الطالب هي مسألة ذاتية منوطة بذات الطالب وليس بالمؤسسة العلمية لأن العلم أذا أعطيته كلك أعطاك بعضه والطالب الذي يملك الأستعداد العقلي والمعرفي يكون هو الدافع الأساس لإختزان العلم والمعرفة ويحتاج الى المؤسسة التي ترشدة وتوجهه لإكتساب هذه المعارف بالطرق العلمية والتقنيات الحديثة وهذا ديدن فلسفة عمل الجامعة العربية المفتوحة في الدنمارك ، ولايخفى في هذا الصدد بأن هناك الكثير من الطلبة الذين تخرجوا من أرقى الجامعات في العالم ولكنه فقير في مادته التعلمية وفاشلاً في حياته العلمية وفي المقابل هناك الكثير من الذين غيروا وجه الأرض بعلمهم وتعليمهم دون أن يمروا بمثل هذه الجامعات، أننا في عالمنا العربي نجد كيان مؤسسات التعليم والتعلم ولكن بقيت ممارسات التعليم والتعلم محل الأنتقاد لإنها لاتزال أسيرة الجمود على القديم المألوف وتخشى من تقصي حقيقة الأساليب المتطوره والمعاصرة والتي تكون أكثر قيمة في مسألة المدخلات والمخرجات بالنسبة الى جميع أطراف التعلم والتعليم.
أن تجربة التعلم عن بعد وكما هو معمول به في الجامعة العربية المفتوحة في الدنمارك باتت حالة يفرضها كل من التفجر السكاني والمعرفي في العالم ، وأن المؤسسات التعليمية التقليدية في بلداننا ليس بمقدورها أن تتواصل مع هذا التفجر المعرفي والعلمي لإنها لاتزال تختط لنفسها نفس المسارات التي نشئت عليها وهي قاصرة في تفعيل مهام الأتصال والتفاعل مع التطور والحداثة العلمية الموجودة في أوربا ، حيث نلمس هذه المواكبة والتفاعل والأتصال معمول به من ناحية الجامعة العربية المفتوحة في الدنمارك من أجل أنعاش الروح العلمية والفكرية لمنتسبيها طلبة وأساتذه وهي بالتالي تحرر المسارات التربوية والتعليمية من قيودها وذلك من خلال تحرر الأستاذ والطالب والمنهج الدراسي بالدفع الدائم والمتواصل نحو الأنفتاح والتقدم في مجال الأبداع والتفكير وتشجيع أطراف العملية التعليمية لتوظيف التكنلوجيا المتطورة لتحسين جودة التعليم ومخرجاته.
أن التردد في قبول أو الأعتراف بالتعليم عن بعد لم يعد قائماً في حقيقة الأمر الأ في البلدان التي ترقد تحت نير التخلف ، حيث أننا نرى بأن هذا النوع من التعلم منتشراً في أكثر البلدان تطوراً وتقدماً ورقياً كالولايات المتحدة الأمريكية وبرطانيا والمانيا وغيرها الكثير، لأن هذا النوع من التعليم هو النمط المستقبلي للتعليم العالي وضرورة ملحة تفرضها تطورات العصر وتغيراته ولم يعد التعليم عن بعد مقتصراً على التعليم العالي بل أمتد ليصل الى مؤسسات التعليم الدنيا.
أن التعلم عن بعد لم يولد صدفة أو أنه مجرد قضية تربوية ناتجه عن الرغبة في التجديد تمشياً مع القول المأثور بأن كل جديد عجيب، بل هو نموذج تعليمي مستقل له إسهاماته في الدول المتطورة وبشكل واضح وجلي ويعمل مع غيره من نظم التعليم التقليدية للآسهام في تحقيق تعليم أفضل وارقى وهذا الأمر تعمل به الجامعة العربية المفتوحة في الدنمارك من أجل إيجاد حالة من التواصل والأتصال وتبادل الخبرات مع الجامعات التقليدية في الوطن العربي من أجل تلاقح الأفكار والخبرات المعرفية الحديثة والتي تسهم جميعها في تحديث وعصرنه العملية التعليمية بشكل عام، وأنني اتوقع ومن خلال معايشتنا لتجربة الجامعة العربية المفتوحة في الدنمارك بأن السنوات القليلة القادمة ستشهد إنتشاراً ملموساً وواسعاً للتعليم الأليكتروني حتى على صعيد المؤسسات التقليدية ومن خلال تفاعلها مع مؤسسات التعليم عن بعد وهذا مانلمسه بالأنجازات التي قامت بها الجامعة العربية المفتوحة في الدنمارك رغم الفترة القصيرة من تكوينها وتأسيسها الأأنها أستطاعت بهذه الفترة القصيرة من عمر الزمن أن تفرض نفسها كمؤسسة علمية وبحثية لها مصداقيتها والذي تجسد من خلال إقبال الطلبة عليها وتأزر أدارتها وهيأتها التدريسية لتحقيق أهدافها رغم الصعوبات التي تواجهها ورغم الكثير من المعوقات التي تعمل من أجل أجهاضها ولكن هذه القافلة العلمية المباركة ستبقى أنشاء الله تسير رغم نباح الكلاب عليها وترصد الحاسدين بها. ا/قوت القلوب حلاوة مدرسة لغة عربية مدرسة تيمور باشا الاعدادية | |
|