Admin Admin
نقاط : 15188 السٌّمعَة : 63
بطاقة الشخصية هوايات: القراءة والاطلاع
| | التعليم سنة 1994 | |
| التعليم المتميز ومنهج المشاركة بقلم :د. محمد أبوالخير |
| | التعليم الجيد والمتميز هو الذي يدفع بالدول من حالة الوهن الي حالة القوة, ويخرجها من دائرة التنمية الي دائرة التقدم, | | <>
|
|
|
ويظل الاهتمام بالتعليم جوهرا أساسيا في تحريك المجتمع للأمام, لأنه صانع رجال المستقبل, ولأنه القادر علي تغيير نسيج المجتمع بأبعاد مختلفة وبرؤي متعددة نحو الازدهار والرقي بمنظومة الحياة, لذلك سوف نلقي الضوء عن رؤية التعليم من خلال منهج المشاركة كأحد العناصر الأساسية في تطوير شخصية المتعلم في منظومة التعليم الحديثة. إن التعليم من وجهة النظر التلقينية والتي تعتمد علي الحفظ والذاكرة في فهم ومعرفة المادة العلمية, لم تعد وسيلة فعالة في تربية النشء, وإنما هي وسيلة تقليدية, لا تصلح لكي نربي عليها الأجيال القادمة, لكي تكون مبدعة, وإنما هناك أساليب تفاعلية قادرة علي بناء جيل مبدع ومبتكر وهذا ما نطمح له في ظل تحديات كبيرة في الألفية الثالثة. إن هذه المقالة تتناول تجربة في إطار هذا المفهوم التفاعلي في مدرسة إبتدائية بمدينة ليدز, بإنجلترا عام1994. كان يدرس التلاميد في احدي المواد الدراسية موضوعا عن مصر الفرعونية, والرؤية التقليدية لتدريس هذا الموضوع, هو النقاش اللغوي حول تاريخ مصر, ما هي أهم الآثار المصرية, ما هي عادات وتقاليد الفراعنة, وما أهم المعالم السياحية في مصر, ما هي أهمية نهر النيل لمصر؟. ثم علي كل طالب أن يكتب خلاصة هذا النقاش في موضوع إنشائي. إن رعاية الطفل تربويا وثقافيا هي إحدي الركائز الأساسية لبرامج التنمية المستقبلية, حيث يهدف التعليم الي: 1 ـ تزويد المتعلم بالمعارف والمعلومات التي تتصل باحتياجاته العلمية والثقافية والتي تتفق مع الإمكانيات النفسية والجسمية في كل مرحلة من مراحل النمو. 2 ـ إكساب المتعلم المهارات المختلفة لاكتشاف الموهوبين, وأساليب رعايتهم, وتنمية العقل المبدع والناقد المتعلم, وكذلك بحث وتجريب بعض الأنشطة التعليمية والإذاعية في شكل عملي. 3 ـ إثارة اهتمام ووعي المتعلم بتوظيف ما يعرفه, وأيضا الاستفادة من الآخرين والوسائل التوضيحية, لفهم المادة التعليمية بخبرة الممارسة. وانطلاقا من هذه الأهداف, تعتمد التجربة علي استخدام العديد من الأساليب لكي تحقق منهج المشاركة: اعتمد المعلم في منهج العمل مع التلاميد علي فلسفة مجموعات النقاش, سواء كان ذلك في اطار المجموعة الكبيرة أو المجموعات الصغيرة, حيث إن هذه الفلسفة فعالة وجيدة في تبادل الآراء, والتعرف علي وجهات النظر المغايرة, مما يساعد ذلك علي خلق رؤي ابتكارية, وأيضا تحث علي العمل التعاوني والجماعي, مما تشيع معه روح الألفة في العمل. وهذا يعين علي تفهم الموضوع المراد بحثه. كما أنه من الضروري في طرح الموضوعات الأساسية أن تكون في اطار المجموعة الكبيرة, لتوضيح الهدف العام أو المشكلة الأساسية, ثم بعد ذلك للموضوعات الفرعية, تكون في اطار المجموعات الصغيرة, لمحاولة البحث بشكل أكثر دقة وعمقا, ثم يحدث أن تتلاقي المجموعات مرة أخري وهكذا. علي ضوء ما سبق, تم اللقاء مع جميع التلاميذ في مجموعة كبيرة لتوضيح الهدف الذي يرمي إليه الدرس, وهو التعرف علي مصر الفرعونية, وكان نتيجة النقاش تساؤل مهم, وهو كيف نصل الي معلومات عن مصر الفرعونية؟ قام مدرس الفصل بتقسيم المجموعة الكبيرة الي مجموعات عمل صغيرة, لكي تبحث هذا الأمر؟. وبالفعل تمت المناقشة بين المجموعات الصغيرة, والمدرس يتنقل بين مجموعة وأخري, يناقش ويساعد ويعلق ويوجه, وكانت النتيجة كالتالي: الذهاب الي المكتبة واستعارة الكتب الخاصة بمصر الفرعونية. وإحضار شريط فيديو عن مصر الفرعونية. وكذلك الذهاب الي متحف مدينة ليدز فهناك بعض الصور والتوابيت عن مصر الفرعونية. وعمل الأطفال في اتجاهات مختلفة لجمع المعلومات, وبأسلوب المشاركة زادت الناحية المعرفية لدي الأطفال, حيث تعرفوا علي حقائق لم يدركوها من قبل مثل: إن اللغة الهيروغليفية لغة يكتب عن طريق الصور. وأن العالم الفرنسي شامبليون هو الذي عرف وفك رموز اللغة الهيروغليفية التي كانت موجودة علي حجر رشيد, وكان ذلك فتحا في المعرفة. بل والكثير من ذلك امتدت المشاركة الي إعجاب البعض بصورة توضح تتويج ملك في بهو قصر, وهنا أخذ المدرس يطلب من الأطفال أشياء مختلفة: أن يتأملوا الصورة ويحاولوا أن يعبروا عنها بالحركة, وقام الأطفال برسم أهرامات, توابيت ذات ألوان ذهبية, الزراعة علي النيل.. ويكتبون جملا باللغة الهيروغليفية, وكتب الأطفال لافتات كبيرة. ويقومون بتنفيذ بعض الاكسسوارات الفرعونية بالورق والقماش, وعمل الأطفال بعض التيجان, وأحزمة, وأقنعة. بعد ذلك قام الأطفال مع المدرس بوضع كل هذه الأشياء في الفصل والذي تحول بدوره الي متحف فرعوني صغير, فكر فيه الأطفال وناقشوه وجسدوه واقعا حيا, تحولت الأفكار الي حقائق ملموسة ومشاهدة في جنبات الفصل, إن ذلك يجعل المادة التعليمية متكاملة مع عناصر أخري مما يكسبها قوة ومعني لدي المشارك والمتلقي معا. من خلال منهج المشاركة تعرف الأطفال علي الموضوع المراد دراسته عن قرب, وأيضا لإيجاد أبعاد جديدة, وطرق غير معروفة لمناقشتها, وتحليلها حتي يمكن الوصول الي حل مشكلة أو وضع تصور, إن هذه العلاقة الجدلية, تولد الأفكار وتولد الابتكار. ومن هنا فإن العملية التعليمية في اطار هذا المنظور, تعمل علي اذكاء قدرات ومواهب الممارسين والمشاركين في الحدث بالمشاركة اللغوية والجسدية والتخيلية والعملية, وهذا يحقق مبدأ مهما في التربية وهو التعليم عن طريق العمل. وهذا عنصر ايجابي في تطوير المنهج التربوي للأطفال من الاتجاه التلقيني الي المفهوم الحديث للتربية. حيث تساهم في بناء شخصية الطفل العقلية والوجدانية والصحية.... لكي تحقق له النماء الشامل, والذي يجعله قادرا علي مواجهة المواقف الحياتية في بيئته المنزلية, والمدرسية, بأسلوب أخلاقي علمي سوي, لأننا في حاجة الي تشكيل الإنسان الجديد الذي سنعهد له بدوره الفعال في مرحلة العبور المستقبلي. ومن هنا فإن المشاركة والتفاعلية تحقق مفهوم الثقافة من خلال زاويتين مهمتين في بناء المتعلم. الأولي, التعريف الإدراكي وهو يتضمن الأفكار والمعتقدات وجميع أنواع المعرفة بصفة عامة عند شعب من الشعوب. والثانية, التعريف السلوكي وهو ينظر الي الثقافة باعتبارها مجموعة الأنماط السلوكي أو طريقة الحياة عند شعب من الشعوب أو جماعة من الجماعات. لذلك فإن هناك علاقة وثيقة بين كل من الجانب المعرفي والجانب السلوكي في بلورة ثقافة الطفل المتعلم. ان هذا التغيير التعليمي سوف يحدث تغييرا اجتماعيا في جوهر المجتمع, ومن ثم فإن مفهوما جديدا سوف ينمو في عالم تربية الطفل, ويحقق التطور والرقي لهذا الوطن العزيز
|
| |
|
الأربعاء أبريل 21, 2010 2:13 pm من طرف هاجر احمد