[color=blue]القشة التي قصمت ظهر البعير – "أخي لا تمت إلا مسلما"
و كانت نقطة التحول الحقيقية في حياتي عندما دعيت إلى حفل عشاء مع بعض المسلمين ، و كنت أتحدث إليهم بالتفصيل عن حياتي في مدينة لاس فيجاس قبل مجيئي إلى السعودية ، و فجأة قال لي أحد الحضور و كان أمريكياً مسلماً: " أخي تأكد تماماً بأن لا تموت إلا مسلماً" . لم أفهم ما قال هذا الأخ و لذلك طلبت منه إيضاح قصده من هذا الكلام ، فقال: "لو مت على غير الإسلام فكأنك تغامر باستخدام فرصة واحدة فقط للفوز في لعبة الروليت (لعبة قمار أمريكية مشهورة) معتقداً أن حياتك كلها و جميع اعتقاداتك و أفعالك في الدنيا ربما ستقدم لك الحظ في أن تشملك رحمة الله في دخول الجنة، و لكن وفي مقابل ذلك إذا مت على دين الإسلام فأنت كالذي يستخدم جميع الفرص المتاحة في هذه اللعبة و أي هذه الفرص سيكسب حتماً و بذلك ستفوز و تنجو من العذاب و عليه ستكون فرصتك في دخول الجنة كبيرةً جداً، و باختصار فالموت على دين الإسلام هو الضمان الأكبر للنجاة من النار و دخول الجنة."
لقد استطاع هذا الرجل و بكل ذكاء أن يجتذب كل أحاسيسي و مشاعري في هذه اللحظات ، و ياله من قياس عجيب و قوي بين الدخول في دين الإسلام و الموت على ذلك و بين ضمان الكسب في لعبة الروليت ، و لقد استمعت إليه بكل حرص و اهتمام و كان هذا القياس على لعبة الروليت الشائعة جداً في مدينة لاس فيجاس يمسني بقوة لكوني سكنت هذه المدينة و هي التي يمكن تسميتها بحق مدينة القمار
و بعد سماعي لهذا الكلام المؤثر أدركت تماماً أن واجب كل إنسان أن يبحث عن الحقيقة في هذه الحياة بدلاً من الاتباع الأعمى لدين آبائه و مجتمعه ، و لكن و للأسف ما أخرني في البحث عن حقيقة الدين الإسلامي هو الصورة المشوهة عن الإسلام و المسلمين في الإعلام الغربي.
و كانت أول المفاجآت في طريق البحث عن الحقيقة هي سماعي لمحاضرة عن الإسلام أثناء نزهة مع بعض المسلمين ،و أصابتني حينها دهشة عظيمة من خلال ما علمته في هذه المحاضرة أن الدين الإسلامي يدعو للإيمان بجميع أنبياء الله و بجميع الرسالات السماوية كما أنزلها الله تعالى و علمت كذلك و لأول مرة أن القرآن هو آخر الكتب السماوية التي أنزلها الله و أن سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم هو آخر الرسل من عند الله .
وعرفت حقيقة الدين النصراني..
و بدأت الحقائق تظهر لي شيئا فشيئا ، فمن ذلك أني علمت أن هناك لبساً واضحاً في الكتاب المقدس (الإنجيل) و يتمثل في أن الإنجيل يحذر من التحريف في نصوصه و تعاليمه عن طريق الحذف و الإضافة، إلا أنه و بالرغم من ذلك فإن هذا بالضبط هو ما حدث فعلا ،أي أن الإنجيل قد اعتراه الكثير من التحريف و التغيير . (مثلا أنظر إنجيل ارميا Jeremiah . إصحاح 8 - الفقرات 8 - 9.و سفر الرؤيا Revelation إصحاح 22- الفقرات 18-19 )
و هذا ما أشار إليه القرآن في معرض تحذيره من تحريف الكتاب المقدس الذي أنزله الله تعالى: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) سورة البقرة الآية 79.
و لقد تعجبت من وجود المئات من الآيات في الإنجيل و التي تشير إلى التناقضات في الدين النصراني، و من أبرز تلك التناقضات ما يتعلق بوحدانية الله تعالى ، لأن المصادر النصرانية تثبت وحدانية الله تعالى قبل رسالة عيسى عليه السلام وتنّزه الله تعالى عن الأولاد و الشركاء ، و لكن الوضع تبدل بعد عيسى ، حيث ظهرت دعوى التثليث في النصرانية بدلا من عقيدة التوحيد ، و بينما يؤكد عيسى عليه السلام أنه نبي من أنبياء الله تعالى و عبده و رسوله ، إلا أن النصارى أحدثوا بعده الاعتقاد بأنه ابن الله ، بل و الله نفسه.
و بعد قراءاتي و اطلاعي على بعض الكتيبات تأكدت تماما أن عقيدة النصارى فيما يتعلق بالألوهية لا تتفق مع العقل و المنطق بتاتاً، فهي تنص على أن الله قد تحول إلى بشر في حين أن الله تعالى هو الذي خلق الإنسان ، و أن الله قَبِل على نفسه المعاناة و الألم ليموت على يد بشر آخرين من خلقه تعالى و مضحياً بنفسه من أجل أن يفدي البشر متحملا عنهم الخطيئة الموروثة عن أبيهم آدم و هذه هي بالضبط عقيدة الفداء عند النصارى .
و بعد ذلك قمت بزيارة أحد المساجد مع أصدقائي السعوديين لأشاهد كيف يقوم المسلمون بأداء الصلاة ، و دعوني أيضا للصلاة معهم و لطلب الهداية و المغفرة من الله تعالى رغم أنني لم أكن مسلماً بعد ، وبعد تجربة الصلاة مع المسلمين أستطيع القول بأنني شعرت بارتياح كبير و إحساسٍ جميلٍ بالقناعة لم أشعر به من قبل ، وسبحان الله عن ما أحدثته الصلاة من أثرٍ علي ، فمنذ ذلك الوقت قررت أن لا أفوت أي فرصة لأداء الصلاة معهم رغم عدم دخولي في الدين الاسلامي بعد و عدم معرفتي بكيفية الصلاة على الوجه الصحيح .
موانع من دخول الإسلام - ما الهدف من الحياة؟
كان أكبر ما يعيقني عن دخول الإسلام هو عدم استعدادي لتقديم بعض التنازلات و التي ربما يتعين علي القيام بها أو وضعها في الحسبان بعد اعتناقي الدين الاسلامي ، و من ذلك خوفي من خسران علاقاتي بالكثير من أصدقاء الطفولة و أفراد عائلتي و كذلك كنت أفكر فيما سيترتب عليه دخولي في الإسلام من تغيير نمط حياتي بكاملها و ذلك مثلاً يقتضي ترك بعض الممارسات الخاطئة و تجنب الوقوع في بعض المحظورات و الذنوب و ذلك في الحقيقة أمر اعتدت عليه بالرغم مما كانت تتركه ممارسة الشعائر الإسلامية عليّ من راحة و هدوء نفسي ، و لذلك كله لم أكن في واقع الأمر مستعداً للتحول إلى الإسلام في تلك المرحلة ، و شرحت لصديق أمريكي ما كنت أعاني منه من تردد و حاجة ماسة لشيء ما يدفعني نحو هذا الدين بقوة .
أتدرون ما هي نقطة التحول الأخرى التي أنقذتني من هذه الحيرة القاتلة؟
إنه شريط فيديو إسلامي أعطاني إياه هذا الصديق الأمريكي!
مازلت أتذكر جيداً ذلك اليوم الذي كنت فيه مع مجموعة من الإخوة بما فيهم الأخ أبو حسين السعودي ووقتها شاهدت هذا الشريط و الذي كان بالإنجليزية و كان عنوانه: "ما الهدف من الحياة؟ ماذا تعرف عن الإسلام؟"
و أول ما دار في خلدي حين شاهدت هذا العنوان هو الإجابة عن هذا السؤال: ما هو الهدف من الحياة؟ و الحقيقة أنني لم أكن متأكدا من الإجابة عن هذا السؤال المحيِّر بالنسبة لي حينها، و كانت الإجابة في محتوى هذا الشريط الرائع .
لم تكن الإجابة على درجة من التعقيد و الغموض كما توقعت ، بل عرفت من خلال مشاهدتي لهذا الشريط أن الهدف من الحياة في الإسلام و بكل بساطة هو التسليم الكامل لله الخالق الواحد، و يا للمفاجأة !
لم تكن الإجابة تتطلب أسطراً طويلةً و كتباً و مجلدات و..إلخ، بل اقتصرت على بضع كلمات مختصرة ولكنها وافية، و ذكر هذا الشريط أيضا أن هذا الدين ليس بجديد على الإطلاق و أنه ثالث الأديان السماوية التي تدعو إلى التوحيد ، بل أن الإسلام هو ما دعا إليه جميع الرسل السابقين ، لقد اكتشفت الحقيقة التي لا يعرفها الكثير من غير المسلمين من أن الإسلام هو دين آدم و دين إبراهيم و دين موسى و عيسى جميعا.
و انشرح صدري للإسلام
بعد مشاهدتي لهذا الشريط غمرني شعور عظيم باليقين من أن الإسلام هو الدين الحق ، ووجدتني وثقل المعاصي و الذنوب قد بدأ يزول من بدني و عقلي فأصبحت أشعر وكأن هذا الجبل الجاثم على صدري قد اضمحل و أنني كالطائر المحلِّق عاليا في السماء ، وآمنت منذ ذلك الوقت أن الإنسان قد يعتقد أنه قادر على الانصراف عن منهج الله تعالى و اتباع المسلك الذي يعجبه في هذه الحياة إلا أنه أخيراً و بلا شك سيكتشف أن ما يتبعه ليس إلا مجرد سرابٍ خُدع به.
اصطحبت أبا حسين إلى الخارج لنبتعد عن الضوضاء ، و أخبرته أنني أرغب الدخول في الإسلام مباشرة ، فنصحني بعدم التسرع و الإطلاع على المزيد من المعلومات حول الإسلام قبل الدخول فيه ، فأخبرته أنني عازم على الدخول في الدين الإسلامي و بدون أي تردد أو تأجيل ، و عندها و بسبب إصراري طلب مني أبو حسين التلفظ بالشهادتين ثم أعلن للجميع دخولي في الإسلام ، و ساد جوٌ من الفرحة و السرور بسبب هذا الإعلان المفاجئ.