ركن الدين بيبرس المنصوري الناصري الخطائي الدوادار المصري ( ولد حوالي سنة 645هـ/1247م - توفي بـالقاهرة في 25 رمضان 725هـ/5 سبتمبر 1325م ) أمير من أرباب الدولة ومؤرخ مملوكي عاش في مصر وعاصر كبار سلاطين الدولة المملوكية البحرية أمثال الظاهر بيبرس والمنصور قلاوون والأشرف خليل والناصر محمد بن قلاوون. حضر معارك عسكرية كبرى مثل فتح انطاكية ومعركة حمص الثانية، وفتح عكا، وفتح قلعة الروم، و معركة شقحب ضد مغول فارس ( الإلخانات)، وغيرها،في عام 659هـ / 1261م حضر بيبرس الدوادار إلى مصر وهو صبي صغير في صحبة الطواشي مجاهد الدين قيماز الموصلي خادم حاكم الموصل بدر الدين لؤلؤ. إنضم بيبرس إلى مماليك الأمير قلاوون الآلفي وعاش في حي البندقانيين بالقاهرة، والتحق بالمدرسة ليحفظ القرآن ويتعلم أمور الدين. و عندما ذهب أستاذه قلاوون إلى الشام في نفس السنة، في صحبة الخليفة العباسي الذي أقامه السلطان الظاهر بيبرس بالقاهرة عوضاً عن بغداد التي استولى عليها المغول [1]، قامت " الست قطقطية " زوجة قلاوون الآلفي ووالدة الأشرف خليل برعاية بيبرس في فرقة " الصبيان الصغار ".
في سنة 666هـ / 1272م في عهد السلطان الظاهر بيبرس، إشترك بيبرس الدوادار في فتح انطاكية وفي نفس السنة رقاه قلاوون الآلفي من مملوك يتقاضى جامكية ( النقدية أرباب الجامكية ) إلى مملوك يملك إقطاعاً. وبعدها بسنتين شارك في غزو سيس عاصمة مملكة أرمينية الصغرى ( مملكة قليقية ). وبعدها عمل مشرفاً على الشراب خاناه بقصر الأمير زين الدين كتبغا. وخلال معركة حمص الثانية ( 680هـ / 1281م )، في عهد السلطان المنصور قلاوون، كان حامل الخزانة السلطانية.
في سنة 681هـ / 1283م منح بيبرس الدوادار الإمارة وأصبح أميراً وبعدها بسنة ترقى إلى أمير طبلخاناه ( أمير من الدرجة الثانية تدق الطبول والأبواق على أبوابه )، ومنحه السلطان قلاوون إقطاع الأمير عز الدين أيبك الأفرم الذي ترقى لمنصب أمير مائة. وفي عام 685هـ / 1286م أرسله السلطان قلاوون إلى الكرك لإحضار العادل بدر الدين سُلامش ونجم الدين خضر، ابني السلطان المتوفي الظاهر بيبرس، إلى القاهرة ثم عينه في نفس العام نائباً على الكرك.
كما شارك في إتخاذ قرارات سياسية هامة، مما جعلة من أهم مؤرخي الفترة التي عاشها في العصر المملوكي، وهي فترة طويلة وغنية بالأحداث والوقائع، تمتد من عهد الظاهر بيبرس إلى عهد الناصر محمد، ومصدراً موثوقاً للمعلومات لمن جاء بعده من مؤرخي العصر المملوكي من أمثال المقريزى وابن إياس وابن تغري وبدر الدين العيني وغيرهم. من أهم مؤلفاته " زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة " و" التحفة المملوكية في الدولة التركية ".