عهد السلطان الأشرف خليل
شارك بيبرس الدوادار في فتح عكا 1291مبعد وفاة السلطان قلاوون بعدما حرر طرابلس، قرر ابنه السلطان الاشرف خليل مواصلة جهاد أبيه ضد معاقل الصليبيين في الشام فجهز جيشه وأرسل إلى نوابه بالشام يطلب منهم الإستعداد وتجهيز المجانيق وآلات الحرب لمهاجمة عكا، فبعث إليه بيبرس الدوادار من الكرك يطلب منه الإنضمام إليه في المعركة فوافق الأشرف وخرج بيبرس الدوادار على رأس جيش الكرك والتقى به عند غزة وسار معه إلى عكا. وقد ابلى بيبرس الدوادار بلاءً حسناً في معركة فتح عكا، وهداه تفكيره أثناء الحصار إلى حيلة ساعدته على فتح معبر في نقطة من سور عكا، و قد أعجب الأشرف خليل بالمعبر وذهب بنفسه لمعاينته وتمكنت قوات المسلمين من دخول المدينة منه ومن نقاط آخرى [2].
بعد فتح عكا طلب بيبرس الدوادار من السلطان خليل إعفاءه من نيابة الكرك وضمه لركابه فوافق السلطان خليل وعين الأمير جمال الدين اقوش الاشرفي نائباً على الكرك بدلاً منه. ولما سار السلطان الأشرف إلى قلعة الروم في 619هـ / 1291م لفتحها كان بيبرس الدوادار من بين الأمراء الذين ساروا مع الأشرف وشاركوا في حصار القلعة. ووقت حصار قلعة الروم ظهرت في المنطقة المتاخمة قوات مغولية عدتها نحو عشرة آلاف فارس بقيادة مقدم يدعى " نيتمش "، فطلب منه الأشرف مع عدة من الأمراء التوجه إلى ناحيتها لكشف خبرها وقص اثرها، ولكن الأمراء تجنبوا الإشتباك بها بسبب كبر حجمها، وعادوا إلى قلعة الروم للمشاركة في إستكمال فتحها.
[عدل] في عهد السلطان الناصر محمد
في فترة حكم السلطان الناصر محمد الأولى اصبح بيبرس من أمراء المئين ومقدمي الألوف ( أمير من الطبقة الأولى وهي أعلى مراتب الإمارة، تحت أمرته مائة أو ألف فارس ممن دونه من الأمراء ) وصار ناظراً على دار الإنشاء. وجاء في منشور التعيين السلطاني عن بيبرس الدوادار أنه : " كان المجلس العالي الأميري الاجلي العالمي العادلي العضدي النصيري الذخري الظهيري الركني عز الإسلام والمسلمين شرف الأمراء في العالمين ذخر الغزاة لسان الدولة سفير المملكة عضد الملوك والسلاطين بيبرس الدوادار الملكي المنصوري الناصري ضاعف ا لله نعمته وسعادته ". كما أشار المنشور إلى مكانة بيبرس ككاتب بقوله : " ان ذكرت البلاغة فهو امامها والكتابة فبيده زمامها وان امتطت انامله جواد القلم فهو به المجيد " [3].
شهد بيبرس الدوادار عزل السلطان الناصر محمد ونفيه إلى الكرك وتولى العادل كتبغا ثم حسام الدين لاجين السلطة. كما شهد مصرع لاجين وعودة الناصر محمد إلى مصر وجلوسه على عرش البلاد للمرة الثانية، وسقوط الشام ودمشق في يد غازان ملك مغول فارس بعد معركة وادي الخزندار في 27 ربيع الأول 699هـ / 23 ديسمبر 1299م ( أثناء تواجد الملك الناصر في المعركة كان بيبرس الدوادار ينوب عنه في القاهرة ) [4]، كما اشترك في معركة شقحب ( معركة مرج الصُفر ) في رمضان 702هـ / إبريل 1303م، والتي انتهت بهزيمة المغول وانقشاعهم عن الشام.
في عام 708هـ / 1309م خرج السلطان الناصر محمد من مصر بحجة ذهابه إلى الحجاز للحج ولكنه بدلاً من ذلك ذهب إلى الكرك ومكث هناك فاستولى بيبرس الجاشنكير على عرش البلاد ونصب سلطاناً. ثم عاد الناصر محمد إلى مصر وقبض على بيبرس الجاشنكير واعدمه. وقد لعب بيبرس الدوادار في تلك الأحداث دوراً كبيراً. فهو الذي نصح بيبرس الجاشنكير بعد أن اضطربت اموره بإعادة عرش البلاد إلى الملك الناصر، و كان هو من قام بالتفاوض بين الملك الناصر و المظفر بيبرس الجاشنكير. وبعد فرارالأخير بأموال من الخزانة السلطانية لحق به بيبرس الدوادار في أخميم وتسلم منه ما نهبه من الخزائن السلطانية وأعاده للملك الناصر في القاهرة.