تجنب التدخين التلقائي
التدخين التلقائي هو نوع من التدخين الذي يحدث دون وعي من المدخن وذلك بسبب التعود. فمثلا قد يلجأ المدخن لتناول سيجارة تلقائيا بعد كل وجبة، أو بعد الإستيقاظ من النوم مباشرة. وهذا التدخين هو مؤشر آخر على وجود الإدمان. لذا ينبغي التخلص من هذا التدخين التلقائي لئلا يكون سببا للإنتكاس فيما بعد. لذا ينصح بالتالي:
حاول قدر الإمكان كبح جماح نفسك عن التدخين كلما راودتك بذلك، حتى قبل يوم الإقلاع. ويمكنك في البداية ان تتناول سيجارة عند الضرورة القصوى فقط.
لا تفرغ مطفأة السجائر من الأعقاب التي أطفأتها بداخلها، حتى ترى كمية ما أحرقته من السجائر طوال اليوم.
غير الجيب الذي تضع فيه علبة السجائر عادة، وغير اليد التي تتناول بها السيجارة. وذلك حتى تتذكر أن تمتنع عن التدخين كلما امتدت يدك تلقائيا الى جيبك الفارغ لتناول علبة السجائر، فتكسر بذلك عادة الوصول الى السجائر تلقائيا.
لا تشتر كميات من علب السجائر، وانما اكتف بعلبة واحدة كل مرة تشتري فيها السجائر. ولا تشتري غيرها حتى تفرغ الأولى. وحاول ان تباعد زمنيا بين شراء علب السجائر.
لا تحمل علبة السجائر معك داخل المنزل أو في مكان العمل واجعل وصولك لها به نوع من التعب والإجهاد.
بسبب التعود على حمل السيجارة في يدك فقد تمتد يدك تلقائيا الى السيجارة للتدخين. لذا حاول دائما ان تشغل يدك بأي شيئ آخر مثل المسبحة أو السواك أو أي شيئ آخر.
إذا كنت معتادا على التدخين في الجالس مع الآخرين فحاول – في فترة التقليل التدريجي من التدخين- أن تدخن بعيدا عن الأصدقاء وقلل من الإختلاط بالمدخنين في هذه المرحلة، واستحضر في ذهنك مساوئ ومضار التدخين بشكل متكرر.
قبيل الإقلاع الكلي عن التدخين
في هذه المرحلة ستكون قد قطعت شوطا لا بأس به في مسار الإقلاع عن التدخين، فلا تدع فكرة العودة الى التدخين تسيطر عليك، بل ركز تفكيرك في متابعة عملية الإقلاع بكل جدية عن طريق الإلتزام بالخطوات المذكورة آنفا وعن طريق التفكر الدائم بمضار التدخين. قرر في قرارة نفسك بأنك لن تشعل سيجارة في هذا اليوم، ولا تشعلها. واغسل جميع ملابسك ونظفها من رائحة الدخان.
أول أيام الإقلاع
في التاريخ المحدد مسبقا ليوم الإقلاع عن التدخين كن حازما وتوقف كليا عن التدخين وإبدأ بداية جادة. إلق بجميع علب السجائر التي بحوزتك وتخلص من كل السجائر والولاعات واخف الطفايات بعيدا.
إذهب الى طبيب الأسنان لتنظيف أسنانك من بقايا ورواسب التبغ ثم لاحظ كيف غدت اسنانك نظيفة وصحية.
فكر في ما توفر من أموال كنت تضيعها سابقا في شراء التبغ الذي يهدم صحتك. وحاول ان تشتري بها ما يفيدك وأهلك أو تصدق ببعضها ونل الأجر والثواب.
أشغل نفسك ويومك بما يفيدك مثل التمارين الرياضية والمشي، أو القراءة والإطلاع والتثقف في شتى المجالات التي تجد في نفسك رغبة لان تستزيد منها.
اطلب ممن حولك من الأهل والأصدقاء ان يساعدوك وان يكونوا عونا لك على الإقلاع عن التدخين وخصوصا في الأيام الاولى للإقلاع.
تذكر هذا الموعد او اليوم جيدا واجعله يوما خاصا وليكن هذا اليوم مناسبة للاحتفال كل عام. لأنه اليوم الذي تغيرت فيه حياتك تغيرا جذريا.
إذا امتدت يدك الى السيجارة ودخنت في هذا اليوم فلا تيأس او تستسلم ولكن اتم ما بدأت وعزمت وكأنك لم تدخن.
ما بعد الإقلاع
في فترة ما بعد الإقلاع مباشرة يمر المقلع عن التدخين بفترة قد تكون عصيبة لذا لا بد من استحضار شعور التحدي والإصرار على الإقلاع مهما كلف ذلك من جهد وعناء. حيث تبدأ في هذه المرحلة ظهور أعراض الإنسحاب (الحنين) وما يتبعها من توتر وحدة عصبية واضطراب في المزاج وشعور عارم بالرغبة بالتدخين من أثر إدمان النيكوتين على مدى سنوات التدخين. عليك إذا أيها المقلع أن تتحمل هذه الضغوط العصبية والنفسية وألا تسقط ثانية فريسة للتبغ.
اهتم بأمور ذات نفع على صحتك ومن هم حولك مثل محاولة الإهتمام بنظافة بيئة المنزل والعمل وتنقية الأجواء من حولك مثلا بشراء الزهور وتوزيعها في ردهات المنزل. وكما ذكرنا سابقا امنع التدخين منعا باتا في المنزل وحاول قضاء أوقاتك في الأماكن التي يحظر فيها التدخين.
اشرب كميات كبيرة من الماء وعصائر الفواكه المختلفة وتجنب تناول المياه الغزية التي تحتوي على كميات من الكافيين وتجنب او قلل من تناول الأشربة المنبهة مثل القهوة وكذلك الأشربة الكحولية لأنها أشربة ترتبط في العادة بشرب الدخان.
إذغ أصابك الحنين الى الإمساك بالسيجارة بين أصابعك ضع مكانها قلما او مسبحة وحاول بها ان تشغل يدك عن امساك السيجارة وأفضل من هذا او ذاك أمسك السواك وانشغل به بتطهير أسنانك وبهذا تشغل كلا من يدك وفمك.
بعد الأكل اذهب مباشرة لتنظيف أسنانك او زاول رياضة المشي بدلا من اشعال سيجارة كما كنت تفعل في السابق.
إذا كنت قد تعودت التدخين اثناء قيادة السيارة فحاول ان تلهي نفسك عن التدخين اثناء القيادة وذلك بالإستماع الى برناج محبب اليك او كاسيت مفضل عندك او حتى استعمال المركبات العامة عند التنقل. وتذكر الا تترك علب الجائر قريبة منك في اي وقت بل تخلص منها جميعا.
من الاسبوع الأول وحتى الثالث من إقلاعك عن التدخين تجنب الأوضاع التي تثير عندك الرغبة في التدخين مثل مشاهدة التلفاز او الإسترخاء على كرسي وثير لفترات طويلة.
وإذا دعتك الظروف الى ان تتعرض لأمور تغري بالتدخين حاول مخالطة غير المدخنين ممن حولك واطلب منهم العون ومساعدتك على التغلب على الحنين للتدخين في هذه الفترة الحرجة.
إجتياز المرحلة الصعبة وما بعدها
إن الفترة التي تلي يوم الإقلاع تعد الفترة الحرجة كما ذكرنا سابقا حيث انها تحتاج الى الكثير من الصبر والمصابرة لأن اعراض الحنين والإنسحاب من التدخين تكون على أشدها في هذه المرحلة فأذا إجتازها المقلع فإن ما يتبعها يهون. وننصح في هذه الفترة بالقيام بأعمال تشاعد على شغل الوقت بما ينفع المقلع وفي نفس الوقت ششغل الذهن عن أعراض الحنين فمثلا:
ممارسة هوايات جديدة بحيث تتعذر معها التدخين مثل السباحة او لعب الكرة بأنواعها مثل كرة التنس او كرة الطائرة وغيرها. او ممارسة رياضة المشي يوميا.
شغل الأيدي بما على الدوام قدر الإمكان كأن يستعمل السواك في تنظيف الأسنان او استعمال السبحة او عير ذلك، كذلك يمكن للمقلع ان يشتغل بالزراعة والبساتين وشغل أوقات الفراغ بالأنشطة المفيدة والمهمة.
ننصح بكثرة الإستحمام في هذه الفترة وتنظيف الجسم مما علق به من رائحة الدخان.
الإكثار من الإسترخاء والإهتمام بالمظهر.
يجب على المقلع ان يشتغل أيضا بدعوة وحث الآخرين من المدخنين من العائلة او من الأصدقاء بالاقلاع عن التدخين وان يكون قدوة للغير.
وأخيرا ننصح بالإمتناع عن مخالطة المدخنين لئلا تسري العدوى الى المقلع من جديد. ويجب إدراك ان إنجازا كبيرا قد تحقق ولذا يمكن الإحتفال بهذا الإنجاز كل عام. وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح