[color:a885=red](الجودة الشاملة ) قال: عبد الرحمن على الشهرانى
كتبت مقالا في مجلة الشركة التي اعمل بعنوان الإدارة بين القائد والمدير فوالله لم احظَ بترقية منذ 8 سنوات !
حيث انني تطرقت الى الفرق بين المدير والقائد. فكان يظن ضعيف النفس انني اقصده في مقالي بالرغم انه يحمل الماجستير في ادارة اعمال ومن امريكا.
القصد في سرد هذه القصة الموجزة هي ان القيادة تعتمد اولا على الخبرة ( الثقافة العملية الخاصة بالمنشأة ) ومن ثم تأتي الشهادات في تقويم القائد التعليمي فقط وليس في تقويمه الذي يؤهله للقيادة.
فهناك قيادات تدير مئات الموظفين وهم بمؤهلات علمية لاتتجاوز الثانوية العامة واثبتت قدراتها القيادية وبشكل جدير بالثقة.
فعندما نأخذ وكمثال مكتشف الجاذبية ( اسحاق نيوتن ) والذي كان من اغبى الطلاب في عين استاذه وكان دائما الغياب ومشهور بالكسل ومع ذلك اصبحت نظرية ذلك الكسول في عين استاذه وذلك الذي لايحمل مؤهلا تعليميا يؤهله لإكتشاف نظرية ( وهذا محور حديثنا ) فإننا سنجد ان من يظن ان القيادة تستلزم ان يكون مؤهل المتقدم عليها عاليا فتلك نظرية خاطئة من وجهة نظر شخصية.
فالقيادة الإدارية هي اشبة بقائد المركبة حيث اننا نجد بروفسور لايجيد القيادة بينما ان هناك فراش بمدسة يقود افضل منه مليون مره.
فإختيار القيادات تعتمد على إلمام القائد بنشاطات الإدارات الأخرى التي تشاركة في تحقيق اهداف المنشأة التي ينتمون اليها. ومن هذا يتضح ان هناك قادة لايعرف ولايفقه ماهي نشاطات الإدارات الأخرى حيث ان جميع تلك الادارات تشكل منظومة متكاملة فكيف يستحق ان يكون قائدا ؟
اختيار القادة لايعتمد إلا على الواسطة وخصوصا في منشآتنا الحكومية والقطاع الخاص. فلن تستطيع اي دورة او اي فرق لتحسين وضع اختيار القيادات الصالحة وليس المؤهلة ( الصالحة فقط ) دام آفة الواسطة موجودة ولم يتم القضاء عليها. لن نجد قائدا يضع مسؤولية المنشأة التي يعمل بها نصب عينيه ولن يقدمها على تحقيق مصالحه الشخصية وبالتالي فنحن ننفخ في قربة مثقوبة. وعندما تريد ان تقوم بالتصحيح وانت فعلا على صواب فستجدهم ينظرون لك بأنك المارق عن الطريق الصحيح وستظل في نظرهم انسانا غير مرغوب فيه.