يُعد أحد العلامات المضيئة والبارزة في تاريخ النادي الأهلي والكرة المصرية بصفة عامة على مدار أكثر من نصف قرن قضاها بين جدران القلعة الحمراء ما بين لاعباً وإدارياً ورئيساً للنادي منذ انضمامه إلى أشبال النادي عام 1944 وحتى وفاته في مايو من عام 2002.
وُلد صالح سليم ـ والذي كان يلقب بالمايسترو ـ في 11 سبتمبر 1930، في حي الدقي. موهبة صالح سليم مع الكرة ظهرت معه منذ نعومة أظافره، حيث انضم لفريق مدرسة الأورمان الإعدادية ثم اختير عضوا في منتخب المدارس الثانوية عندما كان طالباً في مدرسة السعيدية قبل أن ينضم لأشبال النادي الأهلي عام 1944، ونجح سريعاً في إثبات وجوده وموهبته حتى تمكن من فرض نفسه لينضم إلى الفريق الأول وهو في السابعة عشرة من عمره، وخاض أول مباراة له مع الأهلي ودياً أمام المصري عام 1948 وفاز الأهلي وقتها بهدفين مقابل هدف واحد وأحرز صالح سليم هدف الفوز أما المباراة الرسمية الأولى فقد كانت أمام يونان الإسكندرية في الأسبوع الثالث لبطولة الدوري العام موسم 1948 وفاز الأهلي 2/صفر.
منذ المشاركة الأولى في أول بطولة دوري عام في مصر بدأ صالح سليم في رحلته مع النجومية حيث استمر مع الأهلي طوال 19 عاماً في الملاعب حتى اعتزل اللعبة في نهاية عام 1966، وكانت آخر مباراة رسمية يشارك فيها مع الأهلي أمام الطيران يوم 11 نوفمبر عام 1966. وخلال مشواره مع الأهلي ساهم صالح سليم في إحراز 19 بطولة للأهلي منها 11 دوري عام، و8 كأس مصر، ونجح نجم الأهلي في تسجيل 78 هدفاً في مباريات الدوري و14 هدفاً في الكأس.
بدأ صالح سليم مشواره مع منتخب مصر عام 1950 وكان كابتن الفريق الذي فاز بكأس بطولة الأمم الأفريقية عام 1959 بالقاهرة، كما شارك مع المنتخب الوطني في دورة الألعاب الأوليمبية بروما عام 1960.
يحتفظ صالح سليم بالرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف يحرزها لاعب في مباراة واحدة حين أحرز سبعة أهداف في مرمى النادي الاسماعيلي في الدور الأول لموسم 1958 وانتهت المباراة وقتها بفوز الأهلي بثمانية أهداف نظيفة.
يبقى صالح سليم من أوائل اللاعبين الذين احترفوا بالخارج رغم أن حسين حجازي وومحمد لطيف خاضا التجربة قبله، إلا أنها كانت لظروف الدراسة بالخارج ولكن نجم الأهلي القديم تلقى عرضاً للاحتراف في صفوف نادي "جراتس" النمساوي بعد أن ذاع صيته وبالفعل قرر صالح سليم خوض (تجربة الاحتراف في أوروبا عام 1963 ولكنه لم يستمر أكثر من أربعة شهور بعد أن وجد صعوبة في التأقلم مع الحياة في أوروبا في ذلك الوقت رغم أنه قدم مباريات قوية مع ناديه وأحرز ستة أهداف في مباراة واحدة بالدوري حتى أطلقت عليه الجماهير النمساوية لقب الفرعون المصري.
بعد اعتزاله اللعبة لم يبتعد صالح سليم عن كرة القدم معشوقته الأولى وبعد اعتزاله اللعبة بأربعة سنوات تولى منصب مدير الكرة في عام 1971 ونجح في استقدام المدير الفني المجرى "هيديكوتى" صاحب الإنجازات الرائعة لفريق الأهلي في السبعينيات، ولم يستمر كثيراً في منصبه بعد رفضه تدخلات البعض في مهام منصبه وتحول بعد ذلك للعمل التطوعي في مجلس الإدارة حيث تم انتخابه عضواً في المجلس عام 1972.
بعد مرور أربع سنوات ـ في عام 1976 ـ قرر صالح سليم خوض انتخابات النادي على مقعد مجلس الإدارة أمام الفريق عبدالمحسن مرتجى ولكنه حصل على 45% من الأصوات وجاءت انتخابات عام 1980 ليعاود نجم الأهلي المحاولة ولكنه نجح بتفوق كبير في هذه المرة ليصبح أول لاعب كرة يتولى هذا المنصب طوال تاريخ الرياضة المصرية، ونجح في الفوز برئاسة النادي لمدة خمس دورات أي ظل في موقع القيادة لأكبر وأعرق أندية القارة الأفريقية والوطن العربي طوال 20 عاماً أحرز الأهلي خلالها مئات وآلاف البطولات في مختلف الألعاب الرياضية.