وزير الصحة:
توقعات بإصابة 16مليون مصري ووفاة 7 ملايين
[مصريون يرتدون أقنعة واقية من انفلونزا الخنازير]
مصريون يرتدون أقنعة واقية من انفلونزا الخنازير
القاهرة: كشف الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة المصري عن السيناريو الأسوأ فى التعامل مع فيروس H1N1 المعروف بأنفلونزا الخنازير، قائلا: "نتوقع فى حالة تفشى المرض أن يصاب 20% من المواطنين أى ما يقارب 16 مليون شخص ويمكن أن تصل الوفيات إلى 7 ملايين".
ونقلت "المصري اليوم" عن الجبلي قوله إن تأجيل الدراسة وارد بقوة مرة أخرى، مشيرا إلى اجتماع قبل 3 أكتوبر المقبل "بداية العام الدراسى" لبحث اتخاذ قرار بذلك.
ورغم إعلان الدكتور يسرى الجمل، وزير التربية والتعليم، بدء الدراسة يوم السبت 3 أكتوبر، بعد تأجيلها لمدة أسبوع واحد، منعا لانتشار وباء فيروس أنفلونزا الخنازير، إلا أن الجبلى، أكد على احتمال تأجيل الدراسة مرة أخرى، قائلا :قرار التأجيل مرتبط بشروط، أهمها معدل سرعة انتشار المرض"، وتوقع ظهور إصابات عديدة مع بداية الدراسة.
وأشار الجبلى إلى أن عدد حالات الوفيات حتى الآن فى جميع بلدان العالم وصل إلى ثلاثة آلاف حالة، ومصر تعتبر أقل بلدان العالم فى حالات الوفيات من جراء فيروس أنفلونزا الخنازير، وأوضح أنه كوزير صحة لدولة بحجم مصر لابد أن يتوقع أسوء الاحتمالات، والعمل على تحجيمه لتقليل أعداد الإصابات وبالتالى تقليل أعداد الوفيات، مؤكدا أن هناك شيئين يمكن أن نواجه بهما هذا المرض وهما التطعيم والتوعية،
وألمح الوزير إلى أن خطورة الفيروس تكمن فى أنه يمكن أن يصيب أعداداً كبيرة من الشباب من عمر 5 سنوات إلى 30 عاما بنسبة 70%، وقال: "لكن المشكلة الأكبر هى تحور الفيروس، الأمر الذى يجعله شديد الضراوة، حيث يصيب المرضى بالالتهاب الرئوى ولو حدث ذلك، فسوف يؤدى إلى وفاة من 1.5مليون إلى 7 ملايين شخص، وذلك خلال شهرى يناير وفبراير وهما أخطر شهرين يمكن أن يتحور فيهما الفيروس القاتل".
وقال الجبلي إن فيروس أنفلونزا الخنازير غير نمطى، كما أن معدل انتشاره يمكن أن يتغير من يوم إلى آخر، مطالبا وكلاء الوزارة بالمحافظات بمديريتى التعليم والصحة، بتوخى الحذر فى التعامل مع الطلاب المصابين بالمرض، قائلا "يجب ألا يشعر الطالب المصاب بشىء مخل بالشرف"، مشددا على أهمية الحالة النفسية للمصابين.
كما كشف الجبلى عن وضع آلية بالنسبة لمنح المعلمين إجازة من خلال التأمين الصحى تتلاءم مع الوضع الراهن، وأوضح أن المرض حاليا أصبحت له ملامح تختلف عن الأنفلونزا الموسمية من حيث الانتشار السريع الذى يبلغ 4 أضعاف "الأنفلونزا الموسمية"، وأشار إلى أن نسبة الإصابة عالميا تبلغ 9 فى الألف لكنها فى مصر بلغت 2 فى الألف.
وأعرب الوزير، عن قلقه الشديد من عمل مراكز الدروس الخصوصية خصوصا أنها مكان يتكدس فيه عدد كبير من الطلبة، مؤكدا أنها "مكمن الخطر"، وأكد أنه سيتم اتخاذ إجراءات مشددة تجاه تلك المراكز.
وأشار الجبلى إلى أنه تم الاتفاق مع وزارة التربية والتعليم على إيجاد حل للقضاء على التكدس داخل الفصول، وأوضح أن هناك اقتراحات عديدة، منها أن تكون الدراسة 3 أيام فى الأسبوع، أو أن تكون على فترتين، لافتا إلى اقتراح ثالث وهو دخول مرحلة دراسية تلو الأخرى وفقا لخطورة انتشار الفيروس ولنتائج الفحص والملاحظة لما يحدث من تطورات صحية، فنبدأ مثلا بالمرحلة الابتدائية ثم الإعدادية ثم الثانوية.
[الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة المصرى]
الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة المصرى
أما بالنسبه للجامعات فسوف يتم إلغاء حضور طلبة الانتساب إلى الجامعات، وسيكون اليوم الدراسى من 8 صباحا إلى 8 مساء لمدة 6 أيام فى الأسبوع، وقال الجبلى إنه فى حالة تفشى الفيروس فى الجامعات سيتم منع جميع الطلاب من الحضور واللجوء للقنوات التعليمية وقناة الجامعة والإنترنت أيضا لتعويض الطلاب.
وأعلن الجبلى أن مصر لديها مليون عبوة من مصل مكافحة أنفلونزا الخنازير، وقال: "مازلنا فى انتظار وصول دفعة أخرى تبدأ بوصول 80 ألف عبوة فى أكتوبر ليصل إجمالى حجم المصل فى مارس المقبل إلى 5 ملايين عبوة بجانب المخزون الأول، فيصل الإجمالى 10 ملايين عبوة".
فى سياق متصل، أكد الجبلى أنه من المتوقع أن يصدر قرار فى أى لحظة بمنع الحج لهذا الموسم إذا تطلب الأمر ذلك، وتضاعفت نسبة الإصابة بالمرض، مشيرا إلى أنه تم تحذير شركات السياحة بعدم التعجيل بعقد ارتباطات مؤكدة لموسم الحج لهذا العام، وأن كل شخص حجز للحج هذه السنة فإن ذلك على مسؤوليته الشخصية والوزارة غير مسؤولة وقتها عن خسائر شركات السياحة لأن صحة المصريين أهم وأولى بالرعايا ولن نعرضها للخطر.
وجاءت تصريحات الجبلي خلال اجتماع اللجنة المشتركة من وزارتى الصحة والتربية والتعليم لمواجهة المرض، والتي عقدت اجتماعها أمس الاحد، بحضور وزيرى الصحة والتعليم مع جميع المديريات والقيادات التعليمية والصحية عبر شبكة الفيديو كونفرانس بوزارة التربية والتعليم لبحث آخر الاستعدادات لمواجهة جائحة إنفلونزا الخنازير والاستعدادات لبدء الدراسة 3 أكتوبر/تشرين الاول ومناقشة أية معوقات فى إتمام الاستعدادات ومتطلبات المرحلة القادمة.
من جانبه، قال وزير التربية والتعليم يسري الجمل "إنه بالنسبة لمواعيد الامتحانات سواء النقل أو الشهادات العامة ستتخذ جميع الاجراءات الخاصة بذلك تباعا ، مشيرا إلى وجود مرونة كافية لتحقيق ذلك وهناك بعض المتغيرات التى يمكن أن تعدل بالخريطة الزمنية ليتحقق الصالح العام .
وأكد الجمل على التعاون والتنسيق الكامل مع وزارة الاعلام من خلال اتحاد الاذاعة والتليفزيون لبث جميع المواد الدراسية على القنوات التعليمية الاربع حتى يتمكن الطلاب من متابعة العملية التعليمية والتحصيل الدراسى فى حالة حدوث إغلاق جزئى للمدرسة وحتى يتمكن الطلاب من مواصلة المنهج الدراسى لحين عودة الدراسة بالمدرسة.
وحذر الجمل من عدم إرسال التلاميذ مع بداية العام الدراسى ، قائلا انه "خطأ كبير لانه يمكن أن يؤدى إلى خلل تعليمى ، وسيكون له أثر سلبى على العملية التعليمية طوال العام وهو الأمر الذى يتطلب وعى ولى الأمر" ، مشيرا الى ضرورة المتابعة اليومية للمدارس على الطبيعة ، بالاضافة إلى ضرورة متابعة نسب الغياب والتى تعد جزءا أساسيا من عمل المنسق داخل المدرسة .
ولفت إلى أنه تم اعتماد مبلغ 40 مليون جنيه من صندوق دعم وتمويل المشروعات التعليمية ستقوم هيئة الأبنية التعليمية بتوزيعها على المحافظات لتصرف على الإجراءات المتعلقة بمواجهة المرض كعمليات الصيانة المتعلقة بدورات المياه وتطهير الخزانات.