قال الله تبارك وتعالى: {وبشرناه باسحاق نبياً من الصالحين (112) وباركنا عليه وعلى اسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين (113)} [سورة الصافات].
نسبه:
هو اسحاق بن ابراهيم عليهما الصلاة والسلام، وهو الولد الثاني لابراهيم الذي بشرته به الملائكة، وقيل: كان عمر ابراهيم حين ولدته سارة زوجة ابراهيم مائة وعشرين سنة وكان عمر سارة تسعين سنة وقيل غير ذلك، وقد ذكره الله تبارك وتعالى بالثناء عليه والمدح في أكثر من ئاية من القرءان الكريم قال الله تبارك وتعالى: {واذكر عندنا ابراهيم واسحاق ويعقوب أولى الأيدي والأبصار (45) انَّا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار (46) وانهم عندنا لمن المصطفين الأخيار (47)} [سورة].
وقال تعالى: {انَّا أوحينا اليك كما أوحينا الى نوح والنبيين من بعده وأوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والأسباط (163)} [سورة النساء].
وقال تعالى: {وبشرناه باسحاق نبياً من الصالحين (112) وباركنا عليه وعلى اسحاق ومن ذريتهما محسنٌ وظالمٌ لنفسه مبين (113)} [سورة الصافات].
وقال تعالى: {أم تقولون انَّ ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هوداً أو نصارى قلْ ءأنتم أعلم أم الله (140)} [سورة البقرة].
ذكر الله تعالى عبده اسحاق بالصفات الحميدة وجعله نبياً ورسولا، وبرأه من كل ما نسبه اليه الجاهلون، وأمر الله قومه بالايمان به كغيره من الأنبياء والرسل، وقد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي الله اسحاق وأثنى عليه عندما قال: "انَّ الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم". فهؤلاء الأنبياء الأربعة الذين مدحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أنبياء متناسلون، ولا يوجد بين الناس أنبياء متناسلون غيرهم وهم يوسف ويعقوب واسحاق وابراهيم عليهم الصلاة والسلام.
رسالته ونبوته:
دعا اسحاق بن ابراهيم عليهما السلام الى دين الاسلام والى عبادة الله وحده، وأوحي اليه بشريعة مبنية على الاسلام ليبلغها ويعلمها للناس، وقد أرسله الله تبارك وتعالى الى الكنعانيين في بلاد الشلام وفلسطين الذين عاش بينهم، وقد قيل: ان ابراهيم عليه السلام أوصى ابنه اسحاق ألا يتزوج الا امرأة من أهل أبيه فتزوج اسحاق رفقة بنت ابن عمه، وكانت عاقراً لا تنجب فدعا الله لها فحملت فولدت غلامين توأمين أحدهما اسمه العيص، والثاني يعقوب وهو نبي الله اسرائيل.
مولد اسحاق والبشارة به:
قال الله تبارك وتعالى: {وبشرناه باسحاق نبياً من الصالحين (112) وباركنا عليه وعلى اسحاق ومن ذريتهما محسنٌ وظالمٌ لنفسه مبين (113)} [سورة الصافات].
وقال الله تعالى: {هل أتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين (24) اذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلامٌ قومٌ منكرون (25) فراغ الى أهله فجاء بعجل سمين (26) فقربه اليهم قال ألا تاكلون (27) فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم (28) فأقبلت امرأته في صرّة فصكت وجهها وقالت عجوزٌ عقيم (29) قالوا كذلك قال ربك انه هو الحكيم العليم (30)} [سورة الذاريات].
وقد تقدم في قصة ابراهيم عليه السلام كيف بشرت الملائكة ابراهيم الخليل باسحاق.
وفاته:
قيل ان نبي الله اسحاق عليه السلام عاش مائة وثمانين سنة ومات في حبرون وهي قرية في فلسطين وهي مدينة الخليل اليوم حيث كان يسكن ابراهيم عليه السلام، وجفنه ابناه العيص ويعقوب عليه السلام في المغارة التي دفن فيها ابوه ابراهيم عليهما الصلاة والسلام.
ويحكي أهل التوراة أن عيصاً كان أحب لأبيه من يعقوب وأن يعقوب كان أحب الى أمه، فلما كبر اسحاق عمي فقال لعيص: يا بني أطعمني لحم صيد واقترب مني أدعو لك فسمعت أمهما ذلك فقالت ليعقوب "يا بني شاة واشوها وقربها الى أبيك وقل له أنا ابنك عيص ففعل ذلك يعقوب فأكل ودعا له أن يجعل الله من ذريته الأنبياء والملوك، وهذا كذب بارد سخيف من أكاذيب اليهود التي لا يجوز نسبتها الى نبي من أنبياء الله ولا عبرة بروايتها في بعض الكتب فليس كل ما يروى صحيح.