اسمه ونسبه : هو عروة بن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته صفيه ، الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب . الإمام ، عالم المدينة ، أبو عبدالله القرشي الأسدي المدني الفقيه الحافظ ، أحد الفقهاء السبعة ، تابعي جليل ، وهو أخو أبي خبيب عبدالله بن الزبير بخلاف أخيهما مصعب فإنه لم يكن من أمهما ، وأمهما هي ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر الصديق إحدى عجائز الجنة (1) .
كان من فقهاء أهل المدينة وأفاضل التابعين(2)
مولده : اختلف في سنة ولادته على أقوال عدة :
قيل : كانت ولادته سنة اثنتين وعشرين (3) .
وقيل : ولد في آخر خلافة عمر وكان أصغر من أخيه عبدالله بعشرين سنة (4) ، ولد عروة بن الزبير أي في سنة ثلاث وعشرين (5).
ورجح ابن كثير : أنه ولد في سنة ثلاث وعشرين بعد وفاة ومقتل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - (6) .
وقيل : ولد سنة ست وعشرين (7) .
وقيل : ولد سنة تسع وعشرين (
، وهو الراجح ويشهد لهذا ما رواه هشام بن عروة عن أبيه قال : اذكر أن أبي الزبير كان ينقزني ويقول :
مُباركَُ من ولد الصدِّيق *** أبيضُّ من آلِ أبي عتيق
ألذّه كما أَلذ ويقي(9)
في نشأته :
ذكر بعض من ترجم له بعض المواقف التي حدثت لعروة في صباه وأيام نشأته :
فقد قال : رددت أنا وأبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام يوم الجمل ، استصغرنا (10) ، قال يحيى بن معين : كان عمره يومئذ ثلاث عشرة سنة ، لأنه ولد في سنة ثلاث وعشرين (11) .
ولا عجب في ذلك – أي رغبته في المشاركة ورغبته مع صغر سنه – فأبوه الزبير أول من سلّ سيفاً في الإسلام ومن الشجعان المعدودين وأخوه عبدالله الذي لم تسع كتب السير مواقف شجاعته وأحداث بطولته .
كذلك مما رُوي عنه في نشأته ، قوله : كنت أتعلق بشعر في ظهر أبي (12) .
ملاطفة الزبير لابنه عروة كان من أكبر الأسباب المؤثرة في نشأة عروة إلى أن ينشأ على تلك الصفات الحميدة من الصبر والعلم والعبادة كذلك الشجاعة.
ومما يروى عنه أنه قال : كنت غلاماً مالي ذواتبان ، فقمت أركع ركعتين بعد العصر ، فبصر بي عمر ومعه الدره ، فلما رأيته ، فررت منه ، فلحقني ، فأخذ بذؤابتي ، قال : فنهاني ، قلت : لا أعود .
قال الذهبي معلقاً : الأشبه أن هذا جرى لأخيه عبدالله ، أو جرى له مع عثمان (13) .
يلحظ أن هذا جرى له وهو غلام ، يعلم منه ماكان للتربية والبيت والبيئة التي خرج منها عروة من نشأته على العبادة من زمن الصغر والتربية عليها ، لهذا كان يعد عروة من العباد بعد كبره .
ز
وجاته وأبناؤه : تزوج عروة رحمه الله أربع زوجات وأنجب منهن ، وكذلك أنجب من عدد من الإماء : وهن :
1. فاختة بنت الأسود بن أبي البختري بن هاشم بن الحارث بن أسد بن عبدالعزى : وأنجب منها : عبدالله وعمر والأسود وأم كلثوم وعائشة وأم عمر .
2. أم يحيى بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبدشمس : ومنها
أنجب : يحيى ومحمد وعثمان وأبي بكر وعائشة وخديجة .
3. أسماء بنت سلمة بنت عمر بن أبي سلمة بن عبدالأسد من بني مخزوم : ومنها عبيدالله بن عروة .
4. أم ولد اسمها واصلة : ومنها : مصعب بن عروة وأم يحيى .
5. أم ولد : ومنها هشام بن عروة وصفية (14) .
ومن أبنائه من روى عنه سأذكرهم – إنشالله – في المبحث الخاص بمن روى عنه وتتلمذ عليه .