رحلاته وتنقلاته :
مما ذكر من ذلك أن عروة قدم البصرة على ابن عباس وهو عامل فيها ، فيقال أنشده :
أمُتُّ بأرحامٍ إليك قريبةٍ *** ولا قُربَ بالأرحام مالم تُقرٍّب
فقال لِعروة : من قال هذا ؟ قال : أبو أحمد بن جحش ، قال ابن عباس : فهل تدري ما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لا ، قال : قال له : صدقت ، ثم قال : ما أقدمك البصرة ؟ قلت : اشتدت الحال ، وأبى عبدالله أن يقسم سبع حِجَجٍ تألى حتى يقضي دين الزبير ، قال : فأجازني وأعطاني ، ثم لحق
عصر ، فتزوج وأقام بها بعد سبع سنين ثم عاد إلى المدينة(78).
فهو انتقل إلى البصرة ثم إلى مصر فتزوج واقام بها سبع سنين ثم رجع الى المدينة .
وفاته :
بعد هذه المسيرة الحافلة بالعلم والعبادة ، والحافلة بالدروس والعبر انطوت صفحة الإمام عروة بن الزبير وقد اختلف في سنة وفاته على أقوال عدة : فقد
وقيل : أنه توفي سنة إحدى وتسعين(79).
قيل : أنه توفي سنة اثنتين وتسعين(80).
قيل : انه توفي سنة ثلاثة وتسعين ، قاله : ابن المديني وأبو نعيم وشباب وابن خلكان(81).
كما قيل أنه توفي سنة أربع وتسعين ، قاله : الهيثم ، والواقدي ، وأبو عبيد ، ويحيى بن معين ، والفلاس(82)وأبن سعد .
وقيل سنة خمس وتسعين ، قاله : يحيى بن بكير(83).
وقيل أنه توفي سنة تسعة وتسعين(84)
وقيل أنه توفي سنة مائه (85).
وقيل : أنه توفي سنة إحدى ومائه (86) . وقال عنه الذهبي : وليس هذا بشيء(87).
والذي يظهر أنه الراجح : أن وفاته كانت سنة أربع وتسعين ، وهو اختيار شيخ الإسلام بن كثير(88) ورجحه ابن سعد في طبقاته ، وقال : قال محمد بن عمر : وكان يقال لهذه السنة : سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم فيه(89).
وكانت وفاته ليلة الثلاثاء الرابع عشر من ربيع الأول قاله يحيى بن عبدالله بن حسن(90)، ومات – رحمه الله – وهو صائم ، وجعلوا يقولون له : أفطر ، فلم يفطر ، (91) . ودفن يوم الجمعة(92).
وتوفي عروة ودفن في قرية له بمجاج بقرب المدينة يقال لها : فرع – بضم الفاء وسكون الراء – وهي من ناحية الربذة ، و تبعد عن المدينة أربع ليال ، وهي ذات نخيل ومياه(93).
وقال هشام بن عروة : أوصاني أبي ألا تذروا علي حنوط(94) .
واختلف في السن التي توفي عنها الإمام تبعاً للاختلاف في سنة مولده ووفاته.
* وبهذا تنطوي صفحة الإمام عروة بن الزبير – رحمه الله تعالى – وجمعنا به في جنات النعيم .