شيوخه ومن روى عنهم :
نأتي في هذا المبحث على من روى عنهم عروة وتفقه عليهم ، وليس مرادي من ذلك أن نأتي عليهم جميعاً ولكن بمن برز منهم فيكفي من القلادة ما أحاط بالعنق :
فقد كان من أبرز من سمع منهم وتفقه عنهم هي خالته عائشة أم المؤمنين فقد روى عنها (19) ، كما أنه حدّث عن أبيه بشيئ يسير لصغره (20) ، وعن أمه اسماء بنت أبي بكر الصديق ، وعن سعيد بن زيد ، وعلي بن أبي طالب وسهل بن أبي حثمة ، وعبدالله بن عمر ، وابن عباس ، وأبي هريرة ، وأبي حميد الساعدي والمغيرة بن شعبة وعن حكيم بن حزام ، وعن زيد بن ثابت وعبدالله بن عمر بن العاص ، وأخوه عبدالله بن الزبير ، وأبي أيوب الأنصاري ، وغيرهم كثير رضي الله عنهم أجمعين (21) .
علمه وفقهه :
مرّ بنا في طلبه للعلم بعض ماعانى في طلبه للعلم الذي كانت ثمرته أن كان عروة بن الزبير أحد فقهاء المدينة السبعة الذين نظم منهم :
الا كل من لا يقتدي بأئمة . قسمته ضيزى عن الحق خارجه
خذهم عبيد الله عروة قاسم . سعيد سليمان أبو بكر خارجه(22) .
قال أبو الزناد : كان فقهاء أهل المدينة أربعة سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وقبيصة بن ذؤيب وعبدالملك بن مروان(23) .
وقال ابن شهاب الزهري : كنت أطلب العلم من ثلاثة سعيد بن المسيب وكان افقه الناس وعروة بن الزبير وكان بحراً لا تكدره الدلاء ، وعبيدالله بن عبدالله وكنت لا أشأ أن أقع منه على علم ما أجد عند غيره إلا وقعت (24) .
وقال : أربعة وجدتهم بحوراً عروة وابن المسيب وأبو سلمة وعبيد الله(25) .
وقال عمر بن عبدالعزيز : ما أحد أعلم من عروة بن الزبير – رضي الله عنه – (26) .
وقال ابن عينية : إن أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة : القاسم بن محمد وعروة بن الزبير وعمرة بنت عبدالرحمن(27).
وقد كان – رحمه الله – من فقهاء المدينة وأفاضل التابعيين . قال ابنه هشام : والله ماتعلمنا جزءاً من ألفي جزء أو ألف جزءِ من حديث أبي(28) ، ومع ذلك فالزهري يقول : مارأيت أحداً أفقه منه لكنه قليل الحديث(29).
قال عبدالرحمن بن حميد بن عبدالرحمن : دخلت مع أبي المسجد ، فرأيت الناس قد اجتمعوا على رجل ، فقال أبي : انظر من هذا ؟ ، فنظرت فإذا هو عروة ، فأخبرتهُ وتعجبت ، فقال : يابني ، لا تتعجب لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه (30) .
وقال ابن سعد : وكان ثقة كثير الحديث فقيهاً عالماً مأموماً ثابتاً (31) .
وقال هشام عن أبيه أنه قال : يابني سلوني فلقد تركت حتى كدت أنسى ، وإلى لأُسأل عن الحديث فيفتح لي حديث يومي(32) .
وعن ابن شهاب ، قال : كان إذا حدثني عروة ثم حدثني عمرة صدق عندي سقْط ( حديث عمرة ) حديث عروة فملا استخبرتهما إذا عروة بحر لا ينزف(33).
تلاميذه ومن روى عنه : بعد ذكر علمه وفقهه وبعض ماقيل فيه نتطرق الآن على تلاميذه اللذين كانوا سبباً في نقل فقهه إلى من بعدهم وإلى الأجيال القادمة ، ولا أستطيع في هذه العجالة أن آتي عليهم جميعاً ولكن حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق ، فسأتطرق بإذن الله إلى أبرزهم ومن تكرر ذكره في كتب التراجم والطبقات فإلى ذكرهم :
كان من أبرز من حدّث عنه : محمد بن شهاب الزهري وبنوه يحيى وعثمان وهشام ومحمد وعبدالله ، وحفيده عمر بن عبدالله بن عروة ، ويزيد بن رومان ، ومحمد بن المنكدر ، وأبو الزناد ، وصالح بن كيسان ، وأبو الأسود محمد بن عبدالرحمن وهويتهم عروة ، وأبو سلمة بن عبدالرحمن ، وعطاء بن أبي رباح ، وعمر بن عبدالعزيز ، ومحمد بن إبراهيم التيمي وغير هؤلاء كثير(34) .
وأختصر ابن كثير من روى عنه فقال : (( وعنه جماعة من التابعين وخلق ممن سواهم )) (35) .